Tev-Dem

معظم القرارات الدولية تطبق وحينما تتعلق بحقوق الكرد يُغض الطرف عنها!

466

تحاول الدولة التركية طمس كل ما يتعلق بالشعب الكردي في باكور كردستان وباقي الأجزاء الكردستانية بشتى السبل والوسائل، من عمليات هدم وتدمير وتشريد بحق الشعب الكردي، وسط صمت عالمي والمنظمات العالمية، حتى وصل بها الحد لهدم أحد أقدم المعالم التاريخية في باكور كردستان ألا وهي قرية “حسن كيف” وغمرها.

بحسب القرارات المعتمدة دولياً فإن كل اعتداء متعمد والقيام بعمليات هدم وتخريب الأماكن الأثرية والتاريخية في المنطقة يعتبر جريمة حرب بحسب القرار رقم 23/47. إلا أن هذه القرارات لا تطبق بحق تركيا حينما تستهدف الكرد وتاريخهم.

حيث أقرت المحكمة الدستورية العليا في تركيا خلال جلسة عقدت في 18 كانون الثاني بإغراق قرية حسن كيف التاريخية التابعة لولاية باطمان في باكور كردستان، بعد جدل دام نحو 13 سنة، حيث وافقت على إقامة سد إليسو وإنشاء محطة كهرومائية في المنطقة. حيث وضع الرئيس التركي أردوغان في عام 2006، حينما كان (رئيساً للوزراء) حجر الأساس لمشروع سد إليسو. بهدف طمس وإنهاء وإزالة كافة المعالم الأثرية المتعلقة بالكرد.

ويعود تاريخ قرية حسن التابعة لمدينة باطمان في باكور كردستان (شمال كردستان) إلى نحو 10 آلاف عام، وأخذت تسميتها من البيوت المنحوتة في الصخور. وأُعلنت قرية حسن كيف منطقة محمية في عام 1981، وهي تزخر بالكثير من المعالم، وفي مقدمتها قلعة حسن كيف التي كانت واحدة من القلعتين اللتين استولى عليهما الإمبراطور البيزنطي قسطنطين عند دخوله مدينة آمد.

تحاول الدولة التركية عن طريق بناء سيد إليسو تدمير القرية وإحداث كارثة بيئية في المنطقة وإرثها التاريخي وفي مقدمتها قرية حسن كيف إلى جانب تشريد أكثر من 50 ألف شخص من السكان.

وحول محو تاريخ مدينة حسن كيف الكردستانية من قبل الدولة التركية صرح نائب الرئاسة المشتركة لهيئة السياحة والآثار في مقاطعة الجزيرة رستم عبدو لوكالتنا “ليست قرية حسن كيف فحسب مهددة بالغرق والإمحاء، هنالك 780 موقعاً أثرياً، 1500 بناء تاريخي في باكور كردستان وتركيا مهدداً بالدمار نتيجة بناء 22 سداً من قبل الدولة التركية على نهري دجلة والفرات”.

سد إليسو تدمير للمعالم الأثرية وخطر على النظام البيئي

وبيّن رستم عبدو في حال تم تشغيل السد فإن قرية حسن كيف ستكون على موعد مع الغرق، وقال “إن الدولة التركية لم تعد تهتم بالرغم من أن المنطقة لها تاريخ وتضم آثاراً عريقة “.

رستم عبدو أوضح أن بناء السد سيجلب خطراً على النظام البيئي في المنطقة، وسينقرض العديد من أنواع الحيوانات التي يندر وجودها في باكور كردستان وتركيا.

وأشار عبدو: “أغلب المناطق التي يعيش فيها الكرد بباكور كردستان يتواجد فيها إرث تاريخي وأثري تحاول الدولة التركية على المرار إغراقها وردمها وإخفاءها من الوجود، مشروع مثل سد إليسو يلوح بخطر كارثي على العديد من المدن في باكور كردستان نظراً لوجود الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية فيها”.

سد إليسو للتحكم بنهري دجلة والفرات

وبخصوص أهداف الدولة التركية من إنشاء سد إليسو بين عبدو “تزعم الدولة التركية بأنها بنت السد لدوافع اقتصادية لكن أغلب دوافعها سياسية وانتقامية من الشعب الكردي، ومن خلال بناء السدود تتحكم بنهري دجلة والفرات وتقطع الموارد المائية عن كامل المنطقة سواء  كانت في سوريا أو العراق أو باكور كردستان وتركيا، وإخفاء تاريخ منطقة ميزبوتاميا العريقة”.

وأوضح نائب الرئاسة المشتركة لهيئة السياحة والآثار في مقاطعة الجزيرة رستم عبدو “يتوجب على الجهات المعنية المختصة بشؤون الآثار وعلى رأسها منظمة اليونسكو لحماية التراث العالمي أن تتدخل وبشكل فوري وعاجل لمنع وقوع كارثة حقيقية تحل بقرية حسن كيف الأثرية، وتقوم بوقف المشاريع التي تنشئها الدولة التركية المعادية لإرث وتاريخ المنطقة”.

رستم عبدو نوه أن منظمة اليونسكو لم تجرؤ على القيام بأي خطوة حيال ممارسات الدولة التركية بحق قرية حسن كيف، وقال “حتى عندما هاجم المحتل التركي مدينة عفرين بالطائرات ودمر العديد من المواقع الأثرية ومنها معبد عين دارة الأثري المتواجد ضمن لائحة اليونسكو وذلك من دون أي رد فعل يذكر من قبل منظمة اليونسكو”.