Tev-Dem

إلهام أحمد: الوضع في إدلب معقد وتحرير عفرين من أولويات قوات سوريا الديمقراطية

474
أشارت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، إلى أن الوضع في إدلب معقد وسط سعي النظام السوري للقيام بعملية عسكرية، مبينةً أن تركيا مستعدة للتخلي عن جميع مناطق نفوذها في سوريا لمنع ترسيخ النظام الديمقراطي في المنطقة، وأكدت أن تحرير عفرين من أولويات قوات سوريا الديمقراطية.

تستمر فعاليات المؤتمر الثالث لاتحاد المحامين في مقاطعة الجزيرة الذي يقام في مركز نقابة العمال ببلدة رميلان التابعة لمنطقة ديرك تحت شعار “حماية المكتسبات والقيم المجتمعية ضمان لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية”، بحضور ضيوف من الشمال السوري، وممثلين عن الاتحادات من عفرين وإقليم الفرات والمناطق المحررة، إضافة إلى ممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، مجلس سوريا الديمقراطية، حركة المجتمع الديمقراطي، مؤتمر ستار والمؤسسات المدنية.

وتحدثت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد خلال المؤتمر عن آخر الأوضاع والتطورات السياسية والعسكرية على الساحة السورية.

“توعية المجتمع من مهام الحقوقيين والقانونيين”

وقالت إلهام إن ” التدخلات الخارجية التي تحدث على المجتمعات ماهي إلا حالات انعدام الحقوق، فأي اعتداء يتعرض له شعب ما، نعتبره انتهاكاً للحقوق.

لذلك قضيتنا هي قضية قانونية وحقوقية سواءً أكان الشعب الكردي أم الشعب السوري، فإيصال المجتمع إلى مرحلة يرقى فيها إلى الوضع القانوني هي من مهام الحقوقيين والسياسيين، وتوعية المجتمع هي من المهام الأساسية التي تقع على عاتق الحقوقيين والقانونيين”.

“الوضع في إدلب معقد، وهناك مفاوضات بين الدول الضامنة لمجموعة آستانة ، وسط توتر بين الفصائل المسلحة”

وتطرقت إلهام إلى التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة السورية” مرت سبعة أعوام من عمر الأزمة السورية ودخلنا عامها الثامن فهي تشارف على الانتهاء، ولا تزال آلة الحرب مستمرة في ظل احتمالية استمرارها لأشهر أو سنين أخرى، ومن بين أهم الأسباب الأساسية لاستمرار الصراع هي تشتيت البنية السورية، التي تعاني من حالات الهجرة والقتل والدمار”.

وبيّنت إلهام أن إدلب تعتبر منطقة ساخنة، تجرى عليها المفاوضات، وأردفت قائلة: “النظام السوري يسعى إلى السيطرة على كامل الأراضي السورية، والمعارضة التابعة لتركيا تعارض الانسحاب، إلا أنها قد تستسلم في حال إبرام اتفاقيات بين تركيا والأطراف الضامنة للأزمة السورية “روسيا وإيران”، وهناك مفاوضات تتمحور حول كيفية إخراج الفصائل المسلحة من إدلب والتي تسيطر على غالبية المنطقة “هيئة تحرير الشام” جبهة النصرة سابقاً، المدعومة من تركيا بشكل مباشر، لذلك تتفاوض تركيا بشكل مباشر بدلاً من جبهة النصرة مع روسيا والنظام السوري، ولا يوجد وضوح حول آلية إخراج تلك الفصائل من إدلب، ويدور الحديث حول تحييد مركز المدينة عن العمليات العسكرية التي ستندلع في المنطقة، إلا أنها ستشمل الريف”.

وأشارت إلهام إلى أن هناك اهتماماً دولياً، حول احتواء إدلب حوالي مليوني نازح سوري، وأضافت إلى حديثها بالقول: “كل الدول لا تريد تعرض إدلب إلى عملية عسكرية، إلا أن قرار جبهة النصرة “هيئة تحرير الشام” والفصائل الأخرى هو التصدي للنظام، والفصائل التي رفضت تسليم أسلحتها للنظام في الغوطة الشرقية والقلمون ودرعا تم تجميعهم في إدلب، في إدلب إلى أي درجة ستقبل تلك الفصائل الاستسلام لا نعلم، لكن الأيام القادمة ستجيب على تلك الأسئلة”.

“تركيا قد تقدم على عملية عسكرية جديدة في ريف حلب”

وتابعت إلهام أحمد حديثها عن الوضع في إدلب ووصفته بالمعقد، “البدء في هذه المعركة سيكون له تأثيرات على كامل سوريا، حيث مازال هناك اهتمام تركي بمدينة حلب، وتوجد احتمالية قيام تركيا بعمليات عسكرية في ريف حلب، وسط اهتمام كبير بموضوع عفرين أيضاً، فالفصائل المتواجدة في عفرين هي إسلامية متطرفة، إلا أن بعض الدول الأوروبية تنظر إليها على أنها معارضة معتدلة”.

“تركيا مستعدة للتخلي عن جميع مناطق نفوذها في سوريا في سبيل ضرب المشروع الديمقراطي”

لفتت إلهام إلى أن تركيا مستعدة للتنازل عن أي شيء في سبيل عرقلة النظام الديمقراطي في سوريا، مشيرة إلى أن تركيا “مستعدة أن تخسر جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها في سبيل منع ترسيخ نظام ديمقراطي في المنطقة”.

“أولوية قوات سوريا الديمقراطية هي تحرير عفرين”

وتطرقت إلهام أحمد إلى الإشاعات التي نشرتها بعض الجهات، حول مشاركة قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب قوات النظام في معركة إدلب، وتابعت قائلة: “تحرير عفرين هي من أولويات قوات سوريا الديمقراطية، فمدينة عفرين الكردية احتوت على أعداد كبيرة من النازحين السوريين الفارين من المعارك الدائرة في مختلف المناطق السورية، كانت المدينة العلمانية الديمقراطية، واليوم تعرضت للهجوم من قبل الاحتلال التركي، وأهلها الآن يسكنون في الخيم، مع ذلك هم ينتظرون تحرير مدينتهم للعودة إليها من جديد”.

وأوضحت إلهام أن ملف عفرين مهم ويعملون على تحريرها سواءً أكان بالطرق الدبلوماسية أم العسكرية، وقالت: “عفرين لن تبقى محتلة من قبل تركيا وعناصرها المرتزقة”.

“مستعدون لإطلاق حوار سوري- سوري”

وأكدت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، أنهم مستعدون لإطلاق حوار سوري سوري، ويؤمنون بأن الحل يكمن في الداخل، “كل الاجتماعات التي تعقد في جنيف وآستانة ستفشل، وتعقد في سبيل إطالة أمد الأزمة السورية، فآستانا تمخض عنها تشكيل مناطق خفض التوتر، من أجل تسهيل سيطرة قوات النظام على المناطق الخارجة عن سيطرتها، برعاية تركية”.

وبيّنت إلهام أن اللقاءات التي جرت مع النظام السوري في دمشق لم تكن ضمن إطار الحوار السوري السوري، وكان مجرد لقاء، وأضافت قائلة “نحن نؤمن ونثق بأن الحل إن كان ناتجاً عن المجتمع السوري سيكون حلاً صحيحاً، وإذا كان مفروضاً من الخارج، لن يخدم المجتمع السوري، لذلك نحن السوريون فقط قادرون على إيجاد حل سياسي للأزمة، فمع الأسف النظام السوري حتى الآن، يعتقد أن الأزمة السورية ليست أزمة داخلية”.

واعتبرت إلهام أنه في حال توصل النظام السوري إلى قناعة بأن الأزمة السورية هي أزمة داخلية، “وقتها سنستطيع تجاوز الأزمة”.

ولفتت إلى أن اللقاء الذي جرى بين الطرفين “وفد الشمال السوري والنظام”، جاء على أساس تبادل الأفكار من أجل البدء بالمباحثات، “يمكننا البدء بالمباحثات في الأيام المقبلة، لكن ما شاهدناه من الترويج الخاطئ لهذا اللقاء على أن الوفد ذهب من أجل تسليم الرقة ودير الزور ومناطق أخرى إلى النظام السوري، أثر بشكل سلبي على نفسية بعض أطياف المجتمع”.

وأكدت رئيسة المجلس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في ختام حديثها، أن “الحل الجذري للأزمة السورية، هو القبول بالإدارة الذاتية الديمقراطية والنظام اللامركزي في المناطق السورية”.