Tev-Dem

“قن الشين”…ومهمة إرجاع اللغة السريانية التي همشت

425

أوضحت مريام ملكي، أن هدفهم في معهد “قن الشين” السرياني إعادة نشر اللغة السريانية بدءاً من تعليم فئة الأطفال، وإرجاعها لسابق عهدٍ بعد أن عانت من التهميش لعهود من قبل الأنظمة الحاكمة.

اللغة السريانية التي أهملت وضاعت على مر العهود، ولم يعد يتقنها إلا القليل من كبار السن، اليوم تحاول إحياء نفسها في مدينة الحسكة، وذلك بعد أن أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية في الشمال السوري على أحقية كل مكون التعلم بلغته الأم وفتح المعاهد لتعلم اللغة الأم.

وافتتح معهد “قن الشين” أبوابه أمام المكون السرياني في حزيران/ يوينو من العام الجاري، وهدفه إحياء اللغة السريانية من جديد وتعليم الأطفال الفلكلور السرياني، بالإضافة إلى منع الثقافة واللغة السريانية من الاندثار، والتي كانت منعت من قبل السلطات الحاكمة واقتصر  فقط تعليمها على التعاليم الدينية.

ولأن تعليم الأطفال لغتهم سر استمرار أي ثقافة أو لغة، يعمل الاتحاد السرياني بالتعاون مع هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة على تعليم الأطفال وذلك من خلال فرعين، الأول منظمة اولف تاف (قن الشيفرة) يوجد في حي الناصرة بمدينة الحسكة، والثاني معهد “قن الشن” في الحارة العسكرية بالمدينة.

المعهد الذي افتتح في شهر حزيران 2018، يتضمن نشاطات ترفيهية للطلبة في يوم الجمعة من كل أسبوع كالأعمال اليدوية وخروج الأطفال في رحلات أو إلى المسابح لتعلم السباحة.

النظام السوري وليظهر نفسه حامي للأقليات وثقافتهم ولغتهم، ومن بين تلك الأقليات المكون السرياني، حيث افتتح مدراس لهم، وكانت هذه المدارس في الظاهر سريانية، ولكنها من الداخل كانت بعثية تلقن الطلبة وتنشئ جيلاً داعماً لحزب البعث، كون السريانية مقتصرة على التعاليم الدينية فقط.

المسؤولة في معهد “قن الشين” في الحسكة، مريام ملكي، قالت أن المبدأ يقول “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، وهذا هو ما جعلهم يبدؤون بتعليم فئة الأطفال.

وبيّنت مريام ملكي، أن الهدف من المعهد هو تعليم اللغة الأم للأطفال، ويتم ذلك من خلال بعض الأغاني والألعاب. واستطاعوا تعليم الأطفال المفردات الأساسية مثل أعضاء الجسم وأيام الأسبوع والفصول الأربعة.

ونظراً للإقبال الشديد على تعلم اللغة الأم نظراً لتقديم الدعم من قبل الاتحاد السرياني وهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، نوهت مريام، أنهم افتتحوا فرعين الأول منظمة اولف تاف (قن الشيفرة) فرع الناصرة والذي احتوى على 70 طفل/ـة والثاني معهد “قن الشن” الذي احتضن ما يقارب 60 طفل/ـة، وأضافت “في نهاية الدورة قمنا بتخريج الأطفال وإعطائهم شهادة وهدية معنوية وذلك بحضور الأهالي”.

المسؤولة في معهد “قن الشين”، مريام ملكي، قالت في نهاية حديثها “لدينا عدة مشاريع وأهمها تخريج معلمين من كافة المكونات مختصين باللغة السريانية، كما أننا نهدف إلى نشر اللغة والثقافة السريانية التي ضاعت على مر العهود وأن نحصل على حقنا في نشر لغة أجدادنا في مدينتنا”.

وتجدر الإشارة أن النظام السوري وعن طريق بعض ضعفاء النفوس حاولوا في المدة الأخيرة إشعال فتنة بين مكونات مدينتي الحسكة وقامشلو على خلفية إغلاق المدارس السريانية التي كانت تدرس مناهج النظام السوري، رغم قبول الاتحاد السرياني  والجمعية الثقافية السريانية   قرار إغلاقها من أجل اعتماد المناهج المعدة من قبل هيئة التربية والتعليم في الشمال السوري.