Tev-Dem

خليل: المرحلة تتطلب إدارة مشتركة للشمال السوري

500

قال الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل أن التطورات الميدانية التي تشهدها المنطقة تتطلب تشكيل إدارة مشتركة للشمال السوري، موكداً أن أحد الأهداف الأساسية للمؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي هو نقل اللجان والمؤسسات التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي إلى الإدارة الذاتية.

أجرت وكالة أنباء هاوار  حواراً مطولاً مع الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل للحديث عن بداية عمل حركة المجتمع الديمقراطي والهدف من المؤتمر الثالث للحركة، وعن كيفية الإدارة المستقبلية للمناطق المحررة حديثاً.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف بدأت فكرة تأسيس حركة المجتمع الديمقراطي وماذا كان الهدف وما المشاكل التي واجهتكم؟

كان للشعب الكردي في روج آفا ميراثاً نضالياً حققوه خلال سنوات طويلة من أجل تحقيق ثقافة الديمقراطية والأخوة بهدف تنظيم الحركة والمجتمع داخل روج آفا كردستان، في نوروز 2005 كان هنالك نداءً من قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان دعا فيها إلى بناء نظام كونفدرالي لإدارة المجتمع وتنظيمه بإرادته. كانت رسالة تاريخية بالنسبة للشعب الكردي، ونتيجة تلك الرسالة بدأنا بالعمل بشكل سري لتنظيم الشعب بشكل أوسع مما خلال العمل ضمن حزب اتحاد الديمقراطي ومؤتمر ستار وتنظيم الشبيبة.

قررنا توسيع تنظيمنا لنستطيع لعب دورنا بشكل أفضل في تنظيم كافة شرائح المجتمع، وكان لا بد من التدريب لتحقيق ذلك وبناء مجتمع ذو إرادة حرة. واجهنا الكثير من الصعوبات في ذلك الوقت بسبب ممارسات النظام البعثي من اعتقالات لأعضاء الحركة لسنوات، لذا كان العمل يسير ولكن ليس بالشكل المطلوب أي ضمن إطار محدود.

في عام 2007 تم تأسيس حركة KCK  روج آفا وتم الإعلان عنها بشكل رسمي لتكون مظلة للمجتمع في روج آفا، الأمر أدى إلى استهداف النظام بشكل مباشر أعضاء الحركة حيث تم اعتقال وتعذيب الأعضاء في سجون النظام، ولم تتمكن المجالس التي تم تشكيلها في روج آفا من العمل بسبب الممارسات الوحشية التي كان يمارسها النظام البعثي وقدمنا في تلك الفترة العديد من الشهداء، وفي عام 2011 أي بعد أن بدأ الربيع العربي في مصر تونس واليمن وصولاً إلى سوريا، أتيحت الظروف للعمل بوتيرة أعلى.

كيف كانت تأثيرات بداية الثورة السورية على حركة المجتمع الديمقراطي؟

في بداية الثورة السورية وبعد أن ضعف النظام بشكل ملحوظ بدأنا في تلك الفترة بتأسيس حركة المجتمع الديمقراطي إلى جانب مجلس الشعب في روج آفا، في ذلك الحين كان قرارنا هو أن تنتصر الثورة التي بدأناها على أساس الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، ولكن نهج الانتصار الذي اتخذناه هو تغيير فكر ونهج النظام الذي كان يمثل لوناً واحداً، كان هدف ثورتنا بناء مجتمع حر يمثل كافة الشعوب ويدير نفسه بنفسه بإرادته.

خلال ثورة روج آفا التي كان لها ميراث نضالي، تمكنت حركة المجتمع الديمقراطي ومجلس الشعب في روج آفا من تحقيق آمال الشعب الكردي، حيث تشكلت ضمن حركة المجتمع الديمقراطي لجان ومؤسسات وهيئات ليستطيع الشعب إدارة نفسه، فعندما كان الشعب بحاجة إلى حماية تم تشكيل لجنة الحماية، فيما تشكلت لجنة تدريب عندما كان الشعب بحاجة إلى التنظيم والتوعية، وتشكلت لجان خدمية لتوفير المستلزمات الخدمية اليومية، وبهذا الشكل خطت حركة المجتمع الديمقراطي خطوات جدية في ظل تلك الظروف الصعبة وبإمكانيات محدودة.

في بداية عام 2014 تم الاعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق روج آفا لتبدأ اللجان التي كانت تعمل تحت مظلة حركة المجتمع الديمقراطي مع الإدارة الذاتية لدمجها مع لجان وهيئات الإدارة الذاتية، حيث أن الإدارة احتضنت بداخلها كافة شعوب شمال سوريا وجميع الأحزاب التي تؤمن بثقافة الديمقراطية، وعلى هذا الأساس وبهدف تطوير الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا عملت الحركة وقدمت كل ما بوسعها لإنجاح هذا المشروع.

لماذا رأيتم ضرورة عقد المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي وماذا كان الهدف الأساسي من المؤتمر؟

كان من المفترض أن تعقد حركة المجتمع الديمقراطي مؤتمرها الثالث في بداية عام 2018، لكن بسبب بعض المشاكل التقنية والهجمات التي شنها الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين تم تاجيله، وفي 27 من الشهر الجاري رأينا الوقت المناسب، وتم عقد المؤتمر بهذا التاريخ، خلال المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي كان يجب وبشكل رسمي أن يتم نقل اللجان والمؤسسات التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي إلى الإدارة الذاتية وكان  هذا هو الهدف الأساسي لعقد الحركة لمؤتمرها الثالث.

هل أتممت حركة المجتمع الديمقراطي هدفها الأساسي( تنظيم المجتمع)؟

حركة المجتمع الديمقراطي ستعمل من الآن وصاعداً من أجل تنظيم جميع المكونات من عرب وسريان المتواجدين ضمن المجتمع و الشخصيات السياسية الكردية الذين لهم آراء مختلفة، ودعمهم ومساندتهم ليكون لهم أيضاً دور  في المجتمع، لا يمكننا القول أننا قد أتممنا مهامنا بعد تنظيم فئة من المجتمع أو بعض الأحزاب السياسية، يقول البعض أن توحيد صف الأحزاب الكردية سيؤدي إلى حل كافة المشاكل، برأيي إن توحيد الأحزاب على الورق لا يكفي، وحتى إن تم ذلك، فإننا نكون قد وحدنا السياسيين فقط، ولكن هناك فئات من المجتمع لا تنتمي للأحزاب، بل تختص بأمور أخرى، لذا علينا العمل على تنظيم تلك الفئات أيضاً.

حركة المجتمع الديمقراطي لها دور كبير، فإلى جانب إدارة المجتمع وإدارة الثورة، تعمل الحركة على توحيد كافة الشعوب وفق فلسفة الأمة الديمقراطية، فإن تمكنت الحركة من تنظيم فئات المجتمع الأخرى ستكون حقوق الشعب الكردي مضمونة، إن قامت الحركة على تنظيم المجتمع الكردي، فإن باقي المكونات ستنظر بطريقة مختلفة إلى قضية الشعب الكردي،  حتى أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تكون عائقاً كبيراً أمام حل القضية الكردية. لكن إن عملنا مع كافة المجتمع وكافة الفئات الموجودة في الشمال السوري يمكن للشعب الكردي أن يحقق آماله وطموحاته. فأين المشكلة إن عمل الكرد والسريان والعرب في مؤسسة واحدة؟ فإن ذلك من شأنه أن يطور النظام الديمقراطي، فنحن أقوياء بتكاتفنا مع كافة الفئات وكافة المكونات.

على هذا الأساس أجرت حركة المجتمع الديمقراطي في مؤتمرها الثالث بعض التغييرات في الميثاق والنظام الداخلي، فعادة لا يجرؤ أحد على الاقتراب من النظام الداخلي أو الميثاق، أما نحن فثقتنا بالديمقراطية كبيرة، ونستطيع بدون تردد إجراء التغييرات اللازمة. فمثلاً نحن نقول منذ البداية؛ لا يمكن تحرير المجتمع إن لم يتم تحرير المرأة، ولتحرير المرأة يلزم تنظيم واسع وثقافة مختلفة، لذا يجب تغيير التنظيم والنظام حسب التطورات.

ماذا بالنسبة للمناطق المحررة في شمال سوريا حديثاً، هل هنالك مشاريع جديدة لتلك المناطق؟

من جانب آخر حققنا نجاحات كبيرة على كافة الأصعدة، فهنالك إدارات ذاتية في المقاطعات الثلاث وتم تشكيل مجالس مدنية في المناطق التي حررت حديثاً، فكيف سيتم تنظيم هذه الإدارات والمجالس، لا يمكن لهذه الإدارات والمجالس أن تقوم بالعمل حسب منطقتها أو منطقها، كانت هنالك سابقاً إدارة مشتركة بين المقاطعات وكانت قرارات تلك المقاطعات تصل إلى بعضها البعض، أما الآن ليس كذلك، فعلينا اليوم إيجاد نظام موحد وتنسيق واحد في الرقة والجزيرة وكوباني والطبقة ،أي نظام مشترك في كافة المناطق، المرحلة تتطلب إدارة مشتركة في سائر الشمال السوري.

ما مصير الأحزاب التي كانت تعمل مع حركة المجتمع الديمقراطي؟

هنالك أحزاب كبيرة ضمن مجلس سوريا الديمقراطية والفدرالية وفي الإدارة الذاتية، تعمل تلك الأحزاب حسب إمكانياتها ولهم نجاحات كبيرة، ستعمل تلك الأحزاب في الإدارة المشتركة لشمال سوريا من أجل الحوارات المستقبلية والأعمال الأخرى، الأحزاب السياسية كانت تعمل في حركة المجتمع الديمقراطي كلجنة سياسية.  يتم النقاش على كيفية تنظيم تلك الأحزاب، وخروج تلك الأحزاب من حركة المجتمع الديمقراطية فتح الطريق للأحزاب الأخرى الانضمام إلى هذه الأحزاب لتتمكن بعدها من تنظيم نفسها بنفسها.

هل المؤتمر كان للتحضير للتفاوض مع النظام السوري؟

موضوع النظام وحل الأزمة السورية ومشاكل روج آفا وشمال سوريا يشرف عليه مجلس سوريا الديمقراطية، حركة المجتمع الديمقراطي تدعم مجلس سوريا الديمقراطية في مشاريعها وآرائها، وتعمل الحركة بالتنسيق مع مجلس سوريا الديمقراطية، أما بالنسبة للتغيرات التي حصلت في حركة المجتمع الديمقراطي فلم تكن تحضيراً للتفاوض مع النظام، التغييرات التي حصلت في الحركة هي نتيجة التطورات التي شهدتها مناطقنا، لذا يمكن القول أن التغييرات هي نتيجة النجاحات التي قمنا بها.

خلال النقاشات برز موضوع تحرير عفرين كثيراً، هل هنالك استعدادات لحركة المجتمع الديمقراطي للمشاركة في تحرير عفرين؟

عفرين هي مسألتنا الأساسية وجرحنا الكبير هو عفرين التي تم احتلالها، قاومنا 58 يوماً لكن في النتيجة العدو قام باحتلال عفرين، نحن لن نترك عفرين لوحدها ونعمل الآن على هذا الأساس في كافة الأصعدة، فقرارنا النهائي هو تحرير عفرين، وهنا يتطلب منا اليوم مرة أخرى التنظيم، ويجب علينا أن نكون جاهزين لهذه الخطوة، فإلى   جانب الأصعدة الأخرى يجب أن يكون مجتمعنا منظماً وجاهزاً وعلى كافة الشبيبة الانضمام للثورة.

في الوقت الحالي لنا أعمال كثيرة في عفرين في كافة الأصعدة، وسيتم حالياً تطوير العمل داخل عفرين وعقد المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي هي إحدى الخطوات للإعداد لحملة تحرير عفرين.

كلمتم الأخيرة؟

يجب تنظيم المجتمع، وإن لم يتم ذلك لا يمكن القول أن الثورة وصلت إلى هدفها الأساسي والذي هو الانتصار، يمكن أن يكون هنالك تغييرات لكن هذا هو الطريق الوحيد للحرية، وأهنئ كافة شعوب شمال سوريا بانعقاد المؤتمر لحركة المجتمع الديمقراطي، وبالأخص عوائل الشهداء كافة قواتنا المقاومة التي تعمل ليلاً نهاراً بدون كلل أو ملل، ونحن على أمل أننا بهذه التغييرات سنتمكن من تحقيق النصر.