Tev-Dem

مؤتمر TEV-DEM انفتاح على التغيير الإيجابي، وثوابت نضالية لا تراجع عنها-رصد

466

أثبتت حركة المجتمع الديمقراطي مرة أخرى انفتاحها الإيجابي على التحول والتغيير والانتقال من حالة نضالية إلى أخرى، بما ينسجم مع المتغيرات والمستجدات، وبما يضمن سيرورة الثورة المجتمعية في روج آفا وشمال سوريا.

تشهد الساحة السورية جملة من المتغيرات والمستجدات المتسارعة سواء على صعيد الأوضاع الميدانية العسكرية أو الحراك السياسي لإيجاد حل للأزمة السورية. وفي خضم هذه المتغيرات برز مجدداً دور مكونات وإدارة مناطق شمال سوريا كمحرك مهم للعملية السياسية.

واتجهت الأنظار بشكل خاص إلى الحراك الإداري والاجتماعي في مناطق روج آفا وشمال سوريا والذي يتمثل بشكل رئيسي في حركة المجتمع الديمقراطي بوصفها مؤسس ومهندس النهج الثالث والإدارات الذاتية الديمقراطية. خاصة مع ورود أنباء خلال الأسابيع الماضية عن عزم الحركة عقد مؤتمرها الاعتيادي الثالث. ووسط العديد من التكهنات والتوقعات عقدت الحركة مؤتمرها الثالث بتاريخ 27 آب/أغسطس الجاري في صالة آرام تيكران للثقافة والفن في بلدة رميلان التابعة لمقاطعة قامشلو.

ثوابت نضالية برزت في عدد من العبارات التي زينت جدران قاعة المؤتمر

“بالمجتمع المنظم الحر نضمن النصر” هذا الشعار توسط اللافتة الرئيسية للمؤتمر والتي تلخص بشكل جلي ثوابت نضالية التزمت بها الحركة منذ تأسيسها وهي الاعتماد بشكل رئيسي على تنظيم المجتمع وحريته في ضمان تحقيق أهداف الثورة.

عبارات أخرى وضعت بعناية وزينت بها جدران قاعة المؤتمر، هي الأخرى تلخص ثوابت نضالية لحركة المجتمع الديمقراطي. فعبارة “فكر وفلسفة القائد أوجلان طريق حرية الشعوب” تؤكد التزام الحركة بنهجها الفلسفي والإيديولوجي والمتمثل بفلسفة الأمة الديمقراطية ومنظرها (أوجلان). فيما أكدت الحركة على أهمية الدور الطليعي لشرائح معينة من المجتمع وبشكل خاص المرأة والشبيبة كضمانات وعوامل رئيسية في دمقرطة أي مجتمع.

رئاسة الهيئة التنفيذية، الشعب الكردي تحول إلى قوة فاعلة ومؤثرة

إذا كان شعار المؤتمر والعبارات الأخرى التي زينت القاعة هي بمثابة عناوين رئيسية تلخص الثوابت التي سيركز عليها المؤتمرون، فإن رؤية الحركة بشكل عام ورؤية المؤتمر أو لنقل مانيفيست المؤتمر برز خلال كلمة مكتوبة باسم رئاسة الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي، الكلمة التي قرأها الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل تضمنت رؤية الحركة حول مجمل القضايا العالمية والإقليمية والأزمة السورية بشكل خاص.

إضافة إلى سرد مفصل عن مجمل الأوضاع والسياسات الإقليمية والدولية ووضع سوريا بشكل عام ومناطق شمال سوريا بشكل خاص، تطرقت الكلمة أيضاً إلى جملة من المتغيرات في أجزاء كردستان الأخرى وروكز بشكل خاص على وضع الشعب الكردي في مناطق روج آفا “الشعب الكردي في روج آفا من خلال الرؤيا التي انتهجتها حركة المجتمع الديمقراطي استطاع أن يتحول إلى قوة فاعلة ومؤثرة في المعادلة السورية وبالتالي في موازين القوى في المنطقة من خلال وجود قواته الدفاعية على الأرض وتحالفاته مع القوى الفاعلة، ومن خلال مشاريعه للحل السوري وتطبيقها على الأرض وقبولها من جانب القوى التي تمثل المكونات السورية المختلفة من عرب وسريان وتركمان وجميع الانتماءات الأثنية والعقائدية. لاشك أن كل ذلك جاء نتيجة لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي بدأنا به بعد مؤتمرنا الثاني فيما يخص تنظيم صفوف الشعب من جميع الجوانب بما فيها أجهزة ووسائل الدفاع المشروع عن الذات، والانتصارات التي تحققت على الأرض هيأت الأجواء لترسيخ نظام الإدارة الذاتية الديموقراطية.”

النقاشات طالبت أن يكون تحرير عفرين من أولويات الحركة

المؤتمر استمر مغلقاً   أمام وسائل الإعلام، مصادر من داخل المؤتمر أكدت أن المؤتمرين أكدوا أن اعتماد حركة المجتمع الديمقراطي فلسفة الأمة الديمقراطية جعل لها خطاً متمايزاً هو الخط الثالث المتخذ منذ بداية الأزمة والحرب السورية، “وقد أثبت للجميع صحة رؤيتنا للأزمة السورية وعموم الشرق الأوسط منذ البداية. واختيارنا للخط الثالث يكون عبر ترجمة وتأسيس مشروع سوري ديمقراطي يلبي طموحات جميع مكونات شعب سوريا.”

المصدر بين أن موضوع تحرير عفرين برز بشكل كبير خلال نقاشات المؤتمرين، وأكد المؤتمرون على ضرورة العمل والإسراع في تحرير عفرين من الاحتلال التركي ومرتزقته. وحثوا حركة المجتمع الديمقراطي على وضع موضوع تحرير عفرين في مقدمة أولويات وأهداف حركة المجتمع الديمقراطي.

القرارات…

اتخذ في المؤتمر جملة من القرارات التنظيمية، بحسب ما جاء في البيان الختامي، تؤكد عزم حركة المجتمع الديمقراطي على المضي بتنفيذ استراتيجياتها كحركة مؤسساتية فعالة تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة في روج آفا وشمال سوريا تحظى فيه المرأة والشبيبة بدورهما الطليعي. وتتوجه الحركة في تحوّلها بشكل أكبر إلى اتخاذ استراتيجية تضمن الحد من الهجرة من كردستان والتي تشكل خطراً على مكونات ميزوبوتاميا عامة وعلى الشعب الكردي خاصة، والعمل بكافة الوسائل الديمقراطية من أجل عودتهم. كما شدد المؤتمر مرة أخرى على ضرورة انعقاد المؤتمر الوطني الكردستاني في هذه المرحلة الحساسة التي تستوجب وحدة الصف الكردي في روج آفا وترك الخلافات جانباً. وأكّد المؤتمر على المضي في النضال بكافة الوسائل حتى تحقيق جميع قرارات كونفرانس تحرير عفرين المنعقد في الشهباء وفي مقدمتها عودة آمنة ومستقرة لشعب عفرين وتحريرها بشكل كامل.

الانتخاب، الاقتراع الحر وتداول المهام، ميراث ديمقراطي التزمت به الحركة

كعادة حركة المجتمع الديمقراطي فقد أتاح المؤتمر إعادة انتخاب الهيئات الإدارية بما فيها الرئاسة المشتركة. وعليه أجريت انتخابات حرة بالاقتراع السري، حيث انتخب كل من زلال جكر وغريب حسو كرئاسة مشتركة للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي. خلفاً لآلدار خليل وآسيا عبدالله.

كما انتخب مجلس إداري يضم 64 عضواً مناصفة بين الرجال والنساء  من مختلف مناطق شمال سوريا.

الرئيسان المنتخبان هنآ خلال كلمة ألقياها في المؤتمرين، انعقاد المؤتمر وأكدا عزمهما المضي في تحقيق أهداف الحركة.

المرأة خلال المؤتمر

تبوأت المرأة خلال ثورة روج آفا وشمال سوريا أدواراً طليعية وقيادية في مختف المجالات، وبرز دورها بشكل رئيسي في مختلف مؤسسات ومجالس حركة المجتمع الديمقراطي .

خلال المؤتمر الثالث لحركة المجتمع الديمقراطي كانت مشاركة المرأة لافتة سواء من حيث نسبة المشاركة أو من خلال نقاشاتهن واقتراحاتهن بتصعيد النضال من أجل تحرير قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بالإضافة إلى العمل من أجل حرية المرأة.

وتضمن النظام الداخلي لحركة المجتمع الديمقراطي والذي نوقش وتم مصادقته في المؤتمر تشكيل لجنة المرأة، وهذه اللجنة مسؤولة عن متابعة شؤون المرأة مهنياً وحقوقياً، تقوم بتوعية المرأة وإبراز دورها في بناء المجتمع الديمقراطي وتنظم نفسها بشكل خاص، كما وتم تشكيل مجلس إداري للحركة  كانت نسبة المرأة فيه  32من أصل 64 عضواً.

نقل كافة الصلاحيات للإدارة الذاتية

كلمة رئاسة الهيئة التنفيذية التي افتتحت بها أعمال المؤتمر تضمنت عبارة “التحول والانتقال إلى تنظيمٍ مجتمعي يحمي الحقوق والحريات ويقطع الطريق أمام أية ذهنية سلطوية شمولية”. هذه العبارة أثارت انتباه المراقبين ومندوبي وسائل الإعلام، لأنها تضمنت جملة التغييرات التي ستجريها الحركة في طبيعة مهامها وهيكلتها التنظيمية.

ونحن بدورنا توجهنا بالسؤال إلى الرئيس المشترك السابق للهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل حول نفس الموضوع. وقال خليل بهذا الصدد “إن ما نتحدث عنه من تغييرات جديدة في الحركة حصلت فعلاً في 2014 حيث تم نقل اللجان التابعة لحركة المجتمع الديمقراطي إلى الإدارات الذاتية الديمقراطية، لكن نظرياً كانت تلك اللجان موجودة ضمن ميثاق حركة المجتمع الديمقراطي.

ونوه خليل إلى أن المؤتمر سيعمل على نقل كافة الصلاحيات رسمياً للإدارة الذاتية وسيتم تعديل ميثاق حركة المجتمع الديمقراطية على هذا الأساس.

وأشار خليل إلى أن الكومينات والمجالس وهيئات الإدارة هي التي ستتكفل بـ “الإدارة العامة” وتكون بمثابة الحكومة في شمال سوريا. وهذا الأمر يستدعي إعادة النظر في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المدنية التي كانت تابعة لحركة المجتمع الديمقراطي  “لا بد للحركة من إعادة صياغة هذه المنظمات والمؤسسات مرة أخرى”.