Tev-Dem

حرق وقطع متعمد للأشجار…تركيا تحارب طبيعة كردستان

409
تخوض السلطات التركية حرباً على طبيعة كردستان بالتوازي مع خوض حرب عسكرية ضد أبنائها، في خطوة يقول مراقبون بأنها تهدف إلى إفراغ القرى والمدن في كردستان من سكانها، في حين لم تحرك المؤسسات المعنية ساكناً أمام التجاوزات التركية التي تعرض طبيعة غنية للخطر.
في شمال، غرب وجنوب كردستان، تواصل دولة الاحتلال التركية إحراق طبيعة كردستان عبر حرق الغابات حيناً وقطع أشجارها عمداً أحياناً أخرى.

يقول عضو لجنة البيئة في مجلس مقاطعة قامشلو في شمال سوريا طارق محمد بأن للدولة التركية سياسات قذرة تحيكها لإلحاق الضرر بطبيعة كردستان، في خطوة قال بأنها تهدف إلى تهجير شعوب المنطقة وإفراغ القرى والمدن من أهلها.

ونوه إلى أن صمتاً دولياً يسود الموقف أمام السياسات التركية هذه، مؤكداً بأن الصمت يعني بأن العالم شريك تركيا في ما ترتكبه.

يحرقون الغابات ويمنعون الأهالي من إطفاء الحرائق

وأضرم الأتراك النيران بغابات ديرسم، ميردين، جولميرك، شرناخ، آمد وجولك في شمال كردستان بحجج تقول بأنها لدواعي أمنية تماشياً مع تنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة، لكن في الحقيقة هي سياسات ممنهجة تمارسها تركيا لقتل الطبيعة في كردستان.

ونتيجة هذه السياسات، تحرق غابات المنطقة كل عام وهو ما يلحق أضراراً جسيمة بطبيعة كردستان.

ويحاول الأهالي التدخل وإطفاء الحرائق لكنهم يتعرضون لمضايقات من الجنود الأتراك، إذ يقول الأهالي بأن الحرائق التي تندلع في المنطقة جميعها بسبب الرصاص الذي يطلقه الجنود.

وبالرغم من الحرائق الكبيرة التي تندلع، لم تتدخل المؤسسات التركية المعنية لإطفاء الحرائق وهو مؤشر على نية السلطات إفراغ المنطقة من أهلها.

سياسة مماثلة في الجنوب

وتواصل دولة الاحتلال التركية شن هجمات عدائية في جنوب كردستان، وبالتوازي مع هذه الهجمات أحرقت تركيا مساحات واسعة من الغابات والمناطق الكردستانية في “دشتا كافيا(Deşta Kafya)، قرية كزي(Gezê) التابعة لجبال كاري(çiyayê Garê)، زركلي(Zergelê)، كوزيني(Kozînê)، سوردي(Sûredê)، بوكرسكيان(Bukriskyan) الذين يتبعون لجبال قنديل، دولا(Dola)، برادوست(Biradost) التابعتين لمتينا(Metîna)”.

طبيعة عفرين لم تسلم من التخريب التركي!

وفي غرب(روج آفا) كردستان أيضاً لم تسلم الطبيعة من السياسات التخريبية التركية، فمنذ احتلال الجيش التركي لعفرين برفقة مجموعات مرتزقة فهي تمارس سياساتها التخريبية ضد الطبيعة. حيث أقدم المحتلون على قلع آلاف أشجار الزيتون وحرق آلاف أخرى بالتوازي مع سرقة ممتلكات المدنيين وقتلهم في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة بعد إبادة السكان الأصليين وقتلهم.

وكانت غابة قرية حج حسنة وجبال هاوار وجبال ميدانكي خير مثال فضلاً عن العديد من المناطق الأخرى التي ما يزال الاحتلال يحرقها.

تركيا تحارب طبيعة كردستان!

يقول عضو لجنة البيئة في مجلس مقاطعة قامشلو طارق محمد بأن “إحدى خصائص الشعب الكردي هي ارتباطه بطبيعته الأمر الذي يعلمه الاحتلال التركي، لذا تحاول قطع هذا الارتباط منذ مئات الأعوام وهي تشن هجمات على الشعب والطبيعة والفكر والاقتصاد ومن الناحية العسكرية وتكن عداءً للكرد. ولأن تركيا لم تنتصر عسكرياً وفشلت في كسر الإرادة الكردية تهاجم الطبيعة الكردية لتلحق الضرر بها في محاولة لتهجير الشعب الكردي”.

وأضاف “التعدي التركي على الطبيعة تعدي على الإنسانية، وإن أمحيت الطبيعة ستمحى الحياة، هذه المخاوف ليست على الانسان وحسب وإنما الحيوان أيضاً سيتأثر وجميع الأحياء ستتأثر. لكن لتعلم الدولة التركية بانها إن أحرقت شجرة فإننا سنزرع مكانها ألفاً”.

وقال طارق محمد بأن صمت العالم جراء الاعتداء التركي على طبيعة كردستان دليل على أنهم شركاء في الجريمة. مستنكراً ذلك ودعا مناصري الطبيعة للانتفاض في وجه الدولة التركية وعدم التزام الصمت أمام دولة تعادي الطبيعة