Tev-Dem

بأغانيه يحكي تاريخ مجزرة الأرمن

386

الفنان الأرمني ابريهام بوخيسيام الذي نجت عائلته من مجزرة الأرمن، ويعمل في صيانة الآليات منذ 45 عاماً، يحافظ على ثقافته الأرمنية من خلال الأغاني التراثية.

كثيرة هي قصص وحكايات المكونين الأرمني والسرياني في روج آفا، قصص تحكي الألم والحزن والمعاناة بالإضافة إلى المقاومة. إحدى تلك القصص المؤلمة هي قصة عائلة بوخيسيام حيث ارتكبت الدولة العثمانية عام 1915 مجازر إبادة بحق الأرمن والسريان والإيزيديين راح ضحيتها 1.2 مليون أرمني، كما نزح من نجا من المجازر من الأرمن والسريان والإيزيديين إلى مناطق روج آفاي كردستان ومن بين الناجين عائلة بوخيسيام التي نزحت عام 1918 من مدينة ايله التابعة لناحية خرزان بباكور (شمال كردستان) إلى مدينة قامشلو في روج آفا.

ولد ابريهام بوخيسيام عام 1966 في مدينة قامشلو وتعرف على أحداث المجزرة التي ارتكبتها الدولة العثمانية من خلال الأحاديث التي كان يرويها والداه وما زال محافظاً على ثقافة الأرمن في وجه التعصب والشوفينية.

عم ابريهام وخالتاه فقدا حياتهما في المجزرة

ارتكبت الدولة العثمانية مجازر إبادة بحق الشعب الأرمني من ربيع عام 1915 وحتى خريف عام 1916 . يطلق الأرمن على تلك المجزرة اسم “Medz Yeghern” أي المجزرة الكبرى. في تلك المجزرة تم قتل خالتين لابريهام وعمه على يد العثمانيين. وعن قتل خالتيه قال ابريهام:” قتل العثمانيون خالتي اللتين كانتا تبلغان من العمر 13- 15 عاماً حيث قطعوا رأسيهما في ساحة خرزان”.  وعلى الرغم من كافة مجازر وجرائم الدولة العثمانية حافظت عائلة بوخيسيام على دينها وفي عام 1918 بنت أول دير في ريف مدينة قامشلو باسم دير مارماريتا مارسوا فيه عبادتهم.

تعلم الغناء التراثي من المغنين الأرمن والكرد منذ الخامسة عشرة من عمره

عندما بلغ ابريهام بوخيسيام 12 عاماً عمل في ورشة لتصليح السيارات لدى شخص أرمني  لتأمين احتياجات عائلته. أراد ابريهام تطوير نفسه من الناحية الفنية أيضاً وتعلم فن الغناء التراثي من المغنين الأرمن والكرد منذ الخامسة عشرة من عمره. من المغنين الكرد الذين تعلم منهم ابريهام رفعت داري وسلو كورو، ومن المغنين الأرمن اسكندر، برهونل نادر، بدروس. وبعد 10 سنوات افتتح ابريهام محلاً لتصليح السيارات في حي الكورنيش ومازال مستمراً في فن الغناء التراثي.

يغني باللغتين الكردية والأرمنية

في عام 1969 أورث والد ابريهام ابنه جهاز غراموفون (فونوغراف)، كان ابريهام يسجل صوته عبر الجهاز وسجل ما يقارب 100 شريط (ألبوم) يحتفظ ابريهام بتلك الأغاني في محله كأرشيف. يغني ابريهام باللغتين الكردية والأرمنية وقال عن تعلقه بالغناء:” ورثت هذا الغراموفون من والدي وسأورثه لأبنائي من بعدي، أعبر عن مشاعري بالغناء الذي يظهر المعاناة التي عاشها الأرمن لآلاف السنين. لا معنى لحياة الإنسان بدون غناء. عندما أغني أشعر بالمعاناة التي عاشها الأرمن. التاريخ يتجلى في الغناء التراثي”.

يستخدم ابريهام محله كمكان للعمل والغناء في آن واحد. خصص قسماً من المحل كمكان لأرشيف الأغاني ويقول إنه لن يتخلى لا عن عمله ولا عن الغناء.

النظام في روج آفا مناهض للتعصب

تعيش العديد من المكونات في روج آفا حياة تشاركية وعن الحياة في روج آفا يقول ابريهام بأن ما كانت تسعى إليه الدولة العثمانية تحاول تركيا تطبيقه الآن ولكننا نعيش بحرية في روج آفا وتابع بالقول:” تعيش كافة المكونات من كرد وعرب وسريان وأرمن كأخوة في روج آفا. لا يوجد أي تمييز أو تفرقة بيننا. تمارس كافة المكونات طقوسها الخاصة وديانتها وعاداتها وتقاليدها بحرية تامة المخططات التي سعت الدول العنصرية إلى فرضها تم إفشالها في روج آفا”.