Tev-Dem

تركيا والجدار الإسمنتي…احتلالٌ خفي وبطيء والمجتمع الدولي صامت

381

في عامها السابع تحولت الأزمة في سوريا إلى ساحة صراعٍ دولي وباتت مطالب “الثورة السلمية السورية” رماداً بين ركام المدن المدمرة، بالتزامن مع حربٍ تهدف فيها كلُّ قوةٍ إلى السيطرة على أكبر قدر من المساحة، للحكومة التركية الفاشية لعبة ومخطط من نوع آخر فيها.


في ظل الانشغال الكبير للأوساط السياسية بالأحداث السورية ومجرياتها اليومية، وبينما يتأمل الشعب السوري في كيفية إيجاد حل للأزمة في البلاد وعيونهم على الاجتماعات المزيفة التي يعقدها الثلاثي الإيراني، الروسي والتركي، تنتهز الحكومة التركية الفرصة لاحتلال كل فترة جزءً من الأراضي في شمال سوريا.

بحسب آخر إحصاء رسمي فيما يتعلق بأعداد الضحايا والجرحى من المدنيين الذين استهدفهم حرس الحدود، قدمته منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة الجزيرة كشفت عنه خلال بيان أصدرته العام المنصرم، قالت فيه بأن 71 مواطناً ومواطنة فقدوا حياتهم وجرحوا بنيران جيش الاحتلال التركي من أهالي إقليم الفرات، فيما استولى جيش الاحتلال على أراضٍ بلغت مساحتها 4626 دونم.

ولكن الأعداد الحالية تفوق ذلك بكثير، إذ أن ذلك العدد ارتفع منذ العام المنصرم وحتى يومنا الراهن، والضحايا كانوا دائماً مدنيين أو مزارعين استهدفهم الجنود الأتراك بينما كانوا يعملون في أراضيهم.

من قرية أبو كبر أقصى شرقي الإقليم حتى قرية زور مغار أقصى غربي الإقليم على طول الشريط الحدودي يتواجد الجدار الاسمنتي الذي بنته الحكومة التركية داخل الأراضي السورية ومعه تم احتلال مساحات واسعة من الأراضي.

لكن هذا الاحتلال لم يمر مرور الكرام، إذ أن عمليات بناءه لقت انتفاضةً شعبية مناهضة لسياسات الاحتلال في كوباني استشهد على إثرها مواطنان إبان بنائه أواخر عام 2016، ما أجبر الحكومة التركية على التراجع عدة أمتار وبناء الجدار.

تتفاوت المساحات التي يحتلها الجيش التركي من قرية لأخرى بين 15 متر حتى 150 متراً نحو العمق السوري، كقرية آشمة أقصى غربي مقاطعة كوباني والتي ما زال ضريح سليمان شاه موجوداً فيها، بعد أن نقل الجيش التركي رفاة الضريح أوائل عام 2015 من جسر قره قوزاق إلى القرية.

هذا بالإضافة إلى عمليات القتل للمدنيين الذين يقتربون من أراضيهم الزراعية المورد الرئيسي لأهالي تلك القرى، إذ فقد قبل أيام 3 أطفال لحياتهم في قرية “جارقلي” غربي كوباني نتيجة ألغام زرعها جيش الاحتلال التركي.

وبالرغم من هذا، لا يزال المجتمع الدولي صامتاً حيال الاحتلال البطيء هذا، والجرائم المروعة التي ترتكب بحق المدنيين، ليبقى الانشغال الدولي الكبير بمسألة “كيماوي دوما”، في حين يتساءل أهالي عفرين “أين كان المجتمع الدولي عندما استخدمت تركيا الأسلحة الكيميائية في حربها على عفرين”؟.