قال المثقف والكاتب السوري جاسم العبيد العاني إن أردوغان هجّر أهالي عفرين وينهب خيراتها ويعيث بأرضها فساداً, منوهاً بأن عفرين لم تستسلم ولن تسلم مفاتيح المدينة بسهولة، فمعركة العصر غير المتكافئة شاهد ثابت في التاريخ.
قامشلو- وأجرت وكالة أنباء هاوار لقاءً مع الكاتب والمثقف السوري جاسم العبيد العاني حول التطورات الأخيرة التي تجري في مدينة عفرين المحتلة من قبل الجيش التركي.
ما الغاية من احتلال الدولة التركية لأراضي عفرين؟
الاستعمار أياً كان واحد بتعامله وشكله وأسلوبه, وقد شهدت سوريا احتلالاً عثمانياً سابقاً, الاحتلال العثماني القديم والحديث كانا باسم الدين الإسلامي، والدين من أردوغان براء, يحمل الاحتلال التركي أهدافاً وغايات شتى منها ما يتعلق بأنانية ونرجسية أردوغان وتمسكه بمفهوم السلطنة والتاريخ العثماني وتوسيع الامبراطورية العثمانية، ويلاحظ ذلك من أعمال أردوغان في السنين الأخيرة وتربعه على العرش وتحويل صلاحياته من رئاسة الوزراء إلى رئاسة الجمهورية وتغيير الصلاحيات والمسؤوليات وجعلها بيده ليصبح الصدر الأعظم. وما يجري في عفرين هو نهب لخيرات البلاد.
بعد الاحتلال التركي لمدينة عفرين ماذا فعلت تركيا وما التغييرات التي طرأت عليها؟
الاحتلال التركي لعفرين جرى أمام أعين العالم المتمدن المتحضر المدعي للديمقراطية, لكن عفرين لم تستسلم ولم تسلم مفاتيح المدينة بسهولة، فمعركة العصر غير المتكافئة شاهد ثابت في التاريخ, كما حدث في معركة ميسلون عام 1920 على يد يوسف العظمة الكردي والتي سجلت في التاريخ, أن صمود الأبطال واضح ويضرب به المثل.
أين وجهة الاحتلال التركي؟
اللعبة القذرة التي تلعبها الدول المحتلة التي تدخلت في سوريا باتت واضحة وهي تقاسم خيرات الوطن ونهب ثرواته, والمحتل التركي لن يقف عند محاربة قوات سوريا الديمقراطية فقط بل سيعربد ويحتل وينهب ويسلب, لكنني أقول يجب ألا ييأس أبناء هذا الشعب وأن يقاوموا ويتحملوا المسؤولية, وأن تكون اللحمة بين القيادة والشعب حميمة, فانتصار الشعوب بوحدتها وتلاحمها وهي التي ستقرر مصير مدينة عفرين.
إلى ماذا يهدف الاحتلال من عمليات التهجير وصهر اللغات والثقافات في عفرين ؟
استطاع أردوغان أن يجند المرتزقة الذين سماهم “الجيش الحر”, “درع الفرات”, فهؤلاء المرتزقة, يصنفون حسب دول العالم بالإرهابيين, وممارساتهم الهمجية واضحة, الانحلال الخلقي, النهب, السلب, الاغتصاب, التعفيش, هذه صفة جيش أردوغان الذي هجّر أهالي عفرين ونهب خيراتها وعاث في الأرض فساداً.
كيف ترون المجلس الذي أسسه المحتل التركي بعد قتل المئات من المدنيين؟
أسس المحتل التركي مجلساً لإدارة عفرين على حساب دماء شهداء عفرين، ورأيي لو يحترق العالم كله, يجب ألا ييأس أصحاب القضية، والشعوب لن تقهر وصمودها من صمود شعبها, يجب الالتفات إلى الداخل في روج آفا وتعميق التلاحم بين مكونات وشعوب روج آفا من عرب وسريان وشيشان، والمكونات الأخرى لدعم صمود الأبطال الذين يدافعون في الجبهات الأمامية. والحرب الشعبية هي الكفيلة بتحرير عفرين من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته. الاعتماد على الذات أساس التحرير, ومفهوم الالتصاق مع الشعب ومكوناته سيكون له نتائج إيجابية في الصمود والتصدي للعدو الأردوغاني وتحرير الأرض.