Tev-Dem

السوريون في خطر دائم…قمع وقتل داخل وخارج سوريا

370

تتفاقم أوضاع السوريين أينما وجدوا وتزداد مآسيهم في ظل تواجد الأنظمة الدكتاتورية التي تفضل مصالحها على مصالح الشعوب في المنطقة، والتي ما زالت تعتمد على أساليب القمع في إسكات صوت الحق، في الوقت الذي تشكل فيه الثورة في شمال سوريا عقدة لهذه الأنظمة.

ففي ظل فشل مخططات الحكومة التركية في الداخل السوري، وخصوصاً بالتزامن مع التناقضات التي تعيشها المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة جيش الاحتلال التركي منذ صيف عام 2016 وبالتحديد في الـ24 من آب/أغسطس عندما اجتاحت القوات التركية الأراضي السورية، تسعى تركيا إلى تصفية السوريين أينما وجدوا والانتقام بعد الفشل الذريع، لاحتلال سوريا.

لعل مقتل الناشط السوري ناجي الجرف في مدينة غازي عينتاب وعلى مرأى من المارة خير دليل على ذلك، والذي عرف بمناهضته الشديدة لداعش وداعميه، الناشطان السوريان اللذان كانا من مدينة الرقة فارس حمادي وابراهيم عبدالقادر قتلا نحراً قبل حوالي عامين في مدينة رها “أورفا”، بالإضافة إلى عشرات الناشطين والمواطنين السوريين الذين يقتلون يومياً على يد الاستخبارات التركية.

ولم تكتفِ الحكومة التركية بإخراج الثورة السورية من مسارها الصحيح، بل أن الجيش التركي يقوم يومياً بإذلال وإهانة المواطنين السوريين سواء في تركيا أو على الحدود السورية مثل الصور التي ظهرت في شهر آب/أغسطس من العام الجاري، للاجئين سوريين يتعرضون للإهانة والمآسي على يد أفراد من الجيش التركي وهم يقفون بالقرب من عربة عسكرية تركية في منطقة هاتاي الحدودية.

أما في الداخل السوري وبحسب الإحصائيات الأخيرة من منظمة حقوق الإنسان في مقاطعة الجزيرة فإن 356 مواطناً كردياً فقدوا حياتهم في الأقاليم الثلاثة: الجزيرة، الفرات وعفرين برصاص جيش الاحتلال التركي، فيما بلغ عدد القرى التي خسرت مساحات واسعة من أراضيها 129 قرية، وقدرت المساحة بحسب المنظمة بـ27 آلف دونم، فيما بلغت أعداد الأشجار التي قلعت من قبل الحكومة التركية 13227 على الحدود مع شمال سوريا بالتزامن مع بنائها للجدار الإسمنتي على طول الشريط الحدودي .

ولم يتسنَّ للمنظمة الحصول على إحصائية لعدد الذين لقوا حتفهم في المناطق التي تقع تحت سيطرة مرتزقة جيش الاحتلال التركي، وفصائل المعارضة المتواجدة في منطقة ادلب.

وفي سياق هذا الموضوع دعا نائب رئيس المجلس التنفيذي لمقاطعة كوباني خالد بركل، في لقاء أجرته وكالتنا معه، جميع المنظمات الحقوقية والأطراف المعنية بالتحلي بالإنسانية تجاه مآسي الشعب السوري، قائلا “كفى للعالم غض النظر عن همجية الحكومة التركية التي أصبحت تعتمد على القمع كوسيلة لردع إرادة الشعوب”.

خالد بركل اعتبر أن حكومة العدالة والتنمية التركية يئست من إعادة أمجاد العثمانيين واحتلال كامل المنطقة، لذا فإنها تنتقم من السوريين وترّحل قسماً كبيراً منهم إلى سوريا مثلما حدث مع المواطنعلي تمي الذي عذب قبل أيام من قبل أفراد الأمن التركي على الحدود وسلب منه ماله، وأرسل إلى مدينة كوباني.

هذا هو حال 3 ملايين سوري وسورية متواجدين في تركيا؛ اعتقال، تعذيب، إهانة، وقتل، باستثناء بعض ممن غرر بهم ليعيشوا حياة رفاهية في فنادق اسطنبول والمدن الأخرى، على أن يبيعوا قضيتهم التي ثاروا من أجلها، ويعملوا حسب أهواء السلطات التركية التي تستعملهم لضرب ثورة الشعب السوري الحقيقية بقيادة الكرد في شمال سوريا.