قالت والدة الشهيد محمد المحمد الذي استشهد أثناء تصديه لعربة مفخخة أن ولدها أخبرها قبل أن يذهب بأن الوطن غالي ويحتاج إلى تضحية، وأشارت بأنها تفتخر بولدها كونه ضحى بنفسه من أجل حماية المئات من النازحين الهاربين من بطش المرتزقة.
بتاريخ الـ 4 من شهر تشرين الأول الماضي وعندما تجمع النازحين الفارين من بطش وإرهاب مرتزقة داعش، وقصف طائرات النظام السوري في المنطقة الواقعة بين شركة كونيكا للغاز وحقول الجفرة النفطية حاول مرتزقة داعش الهجوم بعربة مفخخة على النازحين.
إلا أن الشهيد محمد محمد الذي كان مرابطاً في جبهات القتال ضمن حملة عاصفة الجزيرة، نفذ عملية بطولية آنذاك وتوجه بسيارته وتصدى للعربة المفخخة ومنعها من الوصول إلى تجمع النازحين ليكون بذلك قد أنقذ مئات الأرواح من الموت المحتم، ووصل بذلك إلى مرتبة الشهادة.
وأنضم الشهيد محمد إلى قوات الدفاع الذاتي في شهر كانون الثاني من العام الحالي، ورغم أنه كان قد أنهى خدمته إلا أنه تطوع في صفوف الحماية الذاتية منذ 3 أشهر وكان يصر أن يكون في الجبهات الأمامية في حملة عاصفة الجزيرة.
وكالة أنباء هاوار التقت بوالدة الشهيد محمد، مكية علي التي عبرت عن فخرها بولدها الشهيد الذي انقذ حياة المئات من النازحين وضحى بنفسه كي لا يصيب النازحين بالأذى.
وسردت والدة الشهيد بعض من صفات الشهيد محمد حيث قالت بأنه كان شخص طموح محب لجميع من حوله وكان يتمتع بشخصية فريدة من نوعه وقوية.
وقالت مكية في سياق حديثها ” كنت في زيارة لأهلي في مدينة حلب كوني حلبية الأصل ووالد الشهيد كردي الأصل، حينها جاء محمد إلى المنزل وأتصل بي وقال أريد أن أراك قبل أن أعود إلى الجبهة”.
وتابعت مكية بالقول ” كنت أتوق إلى رؤيته لذا قررت العودة فوراً إلى الحسكة، وعند عودتي جلست معه لمدة ساعة بعدها قبل يدي وقال يجب أن أذهب لأن الوطن يحتاج إلى تضحية وسوف أفديه بدمي”.
ولفتت مكية بأن الشهيد محمد قبل أن ينفذ عمليته البطولية أتصل بها وقال لها بأنه يفتقدها كثيراً، وأخبرها بأنه يدافع عن الشعب الذي عانى الويلات من ممارسات مرتزقة داعش وقصف النظام البعثي”.
وقالت والدة الشهيد محمد في نهاية حديثها بأنها تعتز بولدها البطل الذي جعل من نفسه فداءً لنصرة الشعب المظلوم.
وأعلن مجلس عوائل الشهداء يوم الأحد خلال مراسم تشييع 3 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الذي استشهدوا خلال مشاركتهم في حملة عاصفة الجزيرة عن استشهاد المقاتل محمد المحمد بعملية بطولية.