Tev-Dem

لجنة الصلح في كومين تحل قضية ثأر دام 4 سنوات بين ثلاث عوائل

440

في سياق عمل الكومينات وسعيها لخدمة المجتمع نظمت اليوم مراسم صلح لحل خلاف قديم بين ثلاث عوائل في ناحيتي شيه وبلبله بمقاطعة عفرين في إقليم عفرين، وذلك تحت إشراف مجلس العدالة الاجتماعية بمركز المقاطعة بالتنسيق مع لجان الصلح بمركز المقاطعة والناحيتين المذكورتين.

وعقدت مراسم الصلح في مجمع شنكل القريب من مركز المقاطعة، بحضور الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية هيفي مصطفى وعثمان شيخ عيسى، وإداريين في حركة المجتمع الديمقراطي، مؤتمر ستار، اتحاد شؤون الأديان، المجلس التشريعي، مجلس عوائل الشهداء، رؤساء عشائر المكون العربي، وحدات حماية الشعب والمرأة، قوات الاسايش، الترافيك، لجان الصلح في النواحي، وممثلين من اغلب مؤسسات المقاطعة.

وقصة الخلاف التي نشبت بين هذه العوائل الثلاثة “عائلة إسماعيل عربو من ناحية شيه، عائلة عزيز عثمان كردي من قرية معملو التابعة لناحية بهدينا وعائلة خليل عصمت حسن من ناحية بلبله”، بدأت مع بداية الثورة السورية حيث هاجرت العوائل الثلاثة إلى خارج المقاطعة قاصدين الأراضي التركية بحثاً عن عمل في ظل الحالة المادية الضعيفة لهذه العوائل.

وبتاريخ 29 من تشرين الثاني عام 2014 قُتل المواطن هافين عزيز كردي من عائلة عزيز عثمان كردي من قرية معملو من قبل المدعو شيار خليل حسين من عائلة خليل عصمت حسن من ناحية بلبله.

لتبدأ بعدها قضية أخذ الثأر ليقوم المدعو دمخاش عزيز كردي، بقتل أحد أفراد عائلة فرهاد خليل حسن من ناحية بلبله وذلك في نيسان عام 2017.

المدعو شيار خليل حسن موقوف حالياً في السجون التركية وألقي القبض عليه بتاريخ 29 من تشرين الثاني عام 2014، أما المدعو دمخاش عزيز كردي فهو موقوف في الوقت الحالي لدى قوات الاسايش، أما المدعو محمد أسماعيل من ناحية شيه الذي كان له دور في التحريض على الثأر أخلي سبيله من قبل الحكومة التركية بعد أن سجن أربعة أعوام.

وبدأت مراسم الصلح بالوقوف دقيقة صمت، ثم ألقى الناطق الرسمي للجنة الصلح الاجتماعية بمقاطعة عفرين الحج فيصل حبش كلمة بتلاوة آيات قرآنية تتحدث عن أخوة الشعوب وتشدد على تقوية أواصرها، وأضاف “من الطبيعي أن تسود النزاعات والخلافات بين أي طائفة أو عائلة ولكن إن عدنا للتاريخ فإن العدالة الاجتماعية وضعت الحلول لها رغم عدم وجود القوانين والدساتير آنذاك، لكن المجتمع كان يدير خلافاته بذاته، لذا فاليوم نحن نكمل مسيرة العدالة الاجتماعية بحل الخلافات والنزاعات بتنظيم وإنسانية”.

وأضاف “نأمل من جميع الحضور أن يكونوا على قدر المسؤولية في حل أي خلاف كان وذلك لإفشال مخططات الأعداء المتربصين بشعبنا والذين يرغبون في خلق الفتن والنزاع في المجتمع لأن مؤامرات العدو تزداد يوما بعد يوم وبمختلف الأساليب، ونعاهد جميع الأهالي أننا سنستمر في تجاوز مثل هذه الخلافات ونتقرب من الأهالي بشكل أكبر”.

بعدها ألقى الرئيس المشترك للإدارة الذاتية عثمان شيخ عيسى كلمة، بارك فيها عيد الأضحى على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بعيد الأضحى المبارك، وأكد بأن مثل هذه الخطوات ستفشل جميع مؤامرات العدو التي تحاول من خلالها زرع الفتنة بين الشعب.

وأشار أن مثل هذه النزاعات تأتي نتيجة الحرب الخاصة التي شنت على مجتمعنا، وتابع “إن هذا اليوم يعتبر تاريخياً ونقدر جهود لجان الصلح في ذلك، ويتطلب منا لعب دورنا في سبيل نجاح مشروع الفيدرالية والانتخابات التي ستبدأ من الكومينات لكي تستمر لجان الصلح في الكومينات في أداء مهامها بنشر المحبة والسلام”.

بدورها، ثمنت الإدارية في مجلس عوائل الشهداء شادية إبراهيم على نبذ الخلافات بين الشعب من قبل لجان الصلح، ومضت بالقول “الدم لا يغسل بالدم بل بالمحبة والسلام هذا ما علمونا إياه اجدادنا فيجب أن نمتلك الوعي الكافي لدرء الخلافات لأن الشعب الكردي محط أنظار للكثير، فشعبنا هو مطالب للسلام لا لإراقة الدماء”.

بعدها قرأ عضو في مجلس العدالة الاجتماعية، محمد داوود، صك الاتفاق والمصالحة والتي يتعهد وفقها أطراف الخلاف بعدم التعرض والالتزام بشروط الصلح.

وبعدها تم دعوة الأطراف الثلاثة للمصافحة، ثم دعي كافة الحضور لتبادل التحية مع الأطراف الثلاثة. حيث بدت على وجوه الجميع البسمة وصفاء القلوب بنسيان ما جرى وطي صفحة الخلافات.

بعدها ألقيت كلمات من قبل ممثلين من الأطراف الثلاثة، حيث شكروا لجان الصلح على سعيهم في سبيل نشر المحبة والعدالة ونبذ الكراهية بين أفراد المجتمع.

واختتمت المراسم بتجمع الحضور على مائدة الطعام على شرف المصالحة.