Tev-Dem

يمتهن صناعة رموز كافة الأديان لنبذ التفرقة والعنصريات

373

تهجرت عائلة المواطن نهير حنا إلى مدينة قامشلو، بعد مجزرة السيفو التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني والسرياني على يد العثمانيين، والآن يمتهن حنا صناعة وبيع الرموز الدينية لجميع الأديان، كردة فعل منه على نبذ العنصريات بين الشعوب والأديان التي زرعتها الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.

ارتكب العثمانيون العديد من المجازر بحق السريان والأرمن وشعوب الشرق الأوسط، واليوم الدولة التركية تتابع مسيرة أسلافها، حيث لاتزال تتبع سياسة القومية الواحدة والدين الواحد وانكار هوية وثقافة أديان باقي الشعوب.

وفي عام 1915 ارتكب العثمانيون مجزرة السيفو بحق الأرمن والسريان، ونتيجتها تهجر الآلاف من العوائل من تركيا وشمال كردستان، وسكنوا روج آفا والعديد من المناطق السورية. وإحدى العائلات التي قدمت حينها إلى روج آفا هي عائلة حنا، حيث قطنت مدينة قامشلو إبان المجزرة. العائلة مرت بالعديد من المصاعب وأسست لها حياة جديدة في قامشلو.

توجه من ماردين إلى قامشلو

إبان مجزرة السيفو نزحت عائلة نهير حنا من ناحية مدياد التابعة لمدينة ماردين بباكور “شمال كردستان”، إلى مدينة قامشلو في روج آفا. نهير حنا ولد عام 1980 في قامشلو، وبهدف تأمين احتياجات العائلة، توجه في عمر العشرين إلى مدينة حلب بهدف العمل. هناك تعلم المهن اليدوية ومن بينها صناعة الرموز الدينية، وبعد إتقانه العمل عاد إلى مدينة قامشلو. وقبل 10 أعوام من افتتح حنا محلاً في سوق قامشلو، ويصنع فيها قطعاً للرموز الدينية ويبيعها.

يقول نهير إنه يصنع الرموز التي تشير إلى كل الأديان مثل “الخواتم،  السلاسل، المسابح، ورسوم، وغيرها” وهدفه الرد ونبذ العنصرية والكره الذي زرعته الأنظمة السلطوية والديكتاتورية أمثال تركيا بين شعوب المنطقة وطوائفهم. حيث يرسم حنا على القطع التي يصنها صورة السيدة مريم، ويكتب اسم الله على أخرى، ورموز تشير إلى الديانة اليهودية والمجتمع الإيزيدي، بالإضافة إلى الزردشتية. بالإضافة إلى زخرفة محيط الرسومات.

لا يستطيعون قتل التعدد

نهير تحدث عن عمله وقال إن هناك حاجة لجميع الشعوب للقيام بأعمال تشجع على التعدد الثقافي وتزيد المحبة والترابط بينها، كي يقتلوا نظام القومية الواحدة والعنصرية.

وأضاف حنا:” أنا أصنع ما يريده الشعب مني وأصنع لكل شخص ما يطلبه من رموزه الدينية وغيرها، وأنا سعيد في عملي لأن الكرد والعرب والسريان وكل الشعب يقصدون محلي لأصنع لهم ما يرمز إلى دياناتهم ومعتقداتهم وهي كلها محل احترام وتقدير لدي”.

ويقول حنا:” من لا يحب كافة الشعوب باختلاف أديانهم وقومياتهم ومعتقداتهم لن يستطيع العمل في هذه المهنة، وكان يعمل في هذا المحل 10 أشخاص، لكن للأسف أغلبهم ترك العمل لأنهم لم يستطيعوا التخلص من عقدة العنصريات التي زرعتها الأنظمة الحاكمة في عقولهم، ولكنني سأستمر في هذا العمل وسأطوره، لكي أرد به على عنصرية وقوموية الاحتلال التركي وباقي الأنظمة الديكتاتورية، لنؤكد أنهم لن يستطيعوا قتل التعدد والعيش المشترك لدى شعوبنا”.

وعن نظرته لثورة روج آفا قال نهير حنا في ختام حديثه “روج آفا بلدنا جميعاً، وهي تحتضن كافة القوميات والأديان والطوائف وثورتها تعتبر الثورة الحقيقة لكافة الشعوب المظلومة والمطالبة بالحرية والمساواة والعيش المشترك وأخوة الشعوب، لذا فإن الجميع يعيش الآن بحرية وكرامة في روج آفا ويتمتع الجميع بحرية الدين والمعتقد وهذه الثورة هي طريق الخلاص من كافة الأنظمة العنصرية والديكتاتورية”.