Tev-Dem

زارا… يكتب سراً منذ 21 سنة ويعمل على إعادة اللغة الكردية الضائعة

387

جمع قرابة 9500 كلمة وجملة من مرادفات اللغة الكردية، أثناء بحثه بين قرى ومناطق إقليم الجزيرة، من كبار السن، وبادر لاستخدام تلك الكلمات في الحياة اليومية، ومعظمهم حكم وأمثال، ويقول “لم يبقى منزل ولم ازره ولم يبقى نبعاً ولم اجلب منه الماء”

سوريا كباقي الدول القوموية كان يُتبع فيها سياسية اللغة والشعب والعلم الواحد، رغم وجود عدد من الشعوب والاطياف والاثنيات والمذاهب ضمنها، إلا أن حق التمتع بحقوقهم المشروعة كانت مرفوضة بشكل كامل، وبشكل خاصة الشعب الكردي الذي عان الأمرين من هذه السياسيات الأحادية، حتى الاحتفال بعيد نوروز والذي يصادف 21 أذار من كل عام، كان يمنع النظام السوري الشعب الكردي من الاحتفال به في أغلب الأعوام.

زارا جمال خلو 40 عاماً من أبناء مدينة قامشلو، كان يهتم بالتاريخ واللغة الكردية منذ بدايات التسعينيات القرن الماضي وما يزال، فمنذ 21 عاماً بدأ بكتابة كلمات ومرادفات اللغة الكردية المنسية، في الوقت الذي كانت النطق باللغة الكردية شبه ممنوعاً في سوريا ومحصوراً في المنازل، ولتخوفه من انصهار وانحلال اللغة الكردية ضمن سوريا، نتيجة الممارسات التعسفية للنظام السوري، كتب زارا مرادفات اللغة الكردية باللغة العربية الغير منقوطة كي لا يفهمها أحد.

زارا جمال خلو الذي كان يكتب في السر والخفاء بين سطور دفاتره، كان معرضاً في أية لحظة للسجن والاعتقال من قبل النظام السوري، كون اللغة الكردية في مدن ومناطق روج آفا كانت ممنوعة ويمنع تدريسها، ومن يقوم بأحيائها يتعرض للمحاسبة والمسائلة والاعتقال بتهم سياسية مختلفة وبشكل خاص بعد انتفاضة 12 أذار 2004.  لذلك كان يقوم بإخفاء المرادفات التي كان يجمعها خوفاً من الوشاية به من قبل بعض الجهات الموالية للنظام.

وجمع زارا أنه خلال اعوامه الـ 21 قرابة 9500 كلمة وجملة، أثناء بحثه بين قرى ومناطق إقليم الجزيرة، وجمع معظمها من كبار السن، غير ذلك بادر لاستخدام تلك الكلمات في الحياة اليومية، ومعظمهم حكم وأمثال. وبعد جمع الكلمات كان يقوم بالبحث والاستفسار حولها من أين اتيت؟، متى قيلت؟، كيف يمكن الاستفادة منها؟.

ومع بداية شرارة ثورة روج آفا، لعب زارا دوراً بارزاً في تعليم أهالي مدينة قامشلو اللغة الكردية بشكل أكاديمي، وتم منحه عدة شهادات تقدير من قبل مؤسسات اللغة في إقليم الجزيرة نظراً لعمله الكفوء والناجح.

وحول اهتمامه باللغة الكردية وجمع مرادفاتها، أوضح زارا أنهم كانوا يتلقون دروساً قبل 28 سنة بشكل سري، وقال “كنا ننتشر ونخبئ ما كتبناه في دفاترنا، ونتجول في عدة احياء، ومن ثم نتوجه إلى المنزل خوفاً من ملاحقتنا”.

أوضح زارا أن المرادفات اللغة الكردية التي يعمل عليها منذ 21 عاماً لن تضيع، وقال “في العصر الأموي، تم حرق معرض للغة الكردية لمحو تاريخه ولغته، ولم يتم ذلك”. ويعمل زارا حالياً على أعداد قاموس لمرادفات اللغة الكردية باسم “لسان الكرد”

وبيّن خلو أن تاريخ الشعب الكردي تم امحائه وصهرها من قبل الدول المستعمرة، ويجب احياءه كيف ما كان، وأوضح أن الفرصة سانحة الآن لذلك،

وأشار زارا خلو إلى أنه وبالتعاون مع مجموعة من الأكاديميين في المناطق يعملون الآن على اعداد كتاب بحثي عن تاريخ الشعب الكردي وأسباب عدم بناء الدولة الكردية منذ القدم.