Tev-Dem

أهالي عفرين.. إرادة لا تقهر

442

تمكن أهالي عفرين القاطنين في منطقة الشهباء من خلال إعادة هيكلية نظام الكومينات، تنظيم حياتهم اليومية وأخذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم.

أهالي عفرين اتخذوا من مبادئ نظام الكومينات، أساساً لحياتهم اليومية منذ انطلاق شرارة ثورة روج آفا واستطاعوا ترسيخ الروح التعاونية بين بعضهم البعض. كانت الخطوة لها دور  بارز  في الوقوف بوجه هجمات واعتداءات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين خلال مقاومة العصر ودور كبير في تخفيف معاناة الحصار على عفرين في أعوام 2014 وما بعد.

واستطاع أهالي عفرين وبعد خروجهم من منازلهم قسراً إلى منطقة الشهباء بمبادرتهم الذاتية إعادة الهيكلية التنظيمية للكومينات وشكلوا حتى الآن 35 كومين.

سعت الكومينات لتأمين مأوى للأهالي والعمل وفق ما تطلبه المرحلة، إذ أمنوا المأوى والمتطلبات الأساسية للأهالي، كما أنهم كانوا على الدوام منتشرين بين الأهالي ويتبادلون النقاشات حول المؤامرة التي حيكت ضد عفرين وضرورة المرحلة التي دفعت لاتخاذ قرار الخروج منها.

وفي السياق ذاته حدد الأهالي في كل منطقة بحسب حاجتها عدد الكومينات وانتخبوا الرئاسة المشتركة، إضافةً لتشكيل لجان وتحديد الأعضاء لها وعليها شكلت اللجان التالية “لجنة الخدمات، لجنة توزيع الإغاثة، لجنة توزيع الخبز، لجنة الصلح، الصحة، لجنة الزيارات، إحصاء، تدريب، المرأة ولجنة الحماية”.

وتهتم كل لجنة بشؤونها وذلك بعمل جماعي، حيث حدد لكل لجنة أكثر من 3 أعضاء، واستطاعت هذه الكومينات تفعيل دورها على الفور، وذلك من خلال الانخراط بين الأهالي على مدار 24 ساعة.

وأهم اللجان التي لعبت دوراً في تنظيم وتوعية الأهالي كانت لجنة الخدمات التي سعت لتأمين الماء والكهرباء، وذلك من خلال التنسيق مع بلدية الشعب والاستماع لمشاكل الأهالي وحل مشكلة الصرف الصحي التي تعاني منها غالبية قرى منطقة الشهباء، إثر دمار البنية التحتية التي خلفتها القوى المتصارعة.

وكان للجنة الصلح دوراً أكثر أهمية، حيث تحل كافة المشاكل التي تنشب بين الأهالي، سواءً في المخيمات أو في القرى والبلدات، وذلك بالطرق السلمية.

إلى جانب ذلك كانت لجنة الصلح بمثابة الحد للكثير من حالات الطلاق التي كانت تتوافد إلى الكومينات، وذلك نظراً للأحوال المادية الصعبة وغيرها من المشاكل الاجتماعية بين الأزواج.

ولا تقل لجنة الزيارات أهميةً عما سبقتها، حيث تخرج اللجنة إلى كل قرية بشكلٍ يومي وتزور منازل جميع أهالي عفرين القاطنين في منطقة الشهباء.

وكان  لهذا الزيارات منذ اليوم الأول من النزوح وحتى هذه اللحظة دوراً مهماً في رفع معنويات الأهالي وشرح المستجدات السياسية إلى جانب توعية الأهالي وتنبيههم على عدم التأثر بالحرب الخاصة التي يقوم بها الاحتلال التركي.

وحول الموضوع تحدثت عضوة كومين منطقة أحداث خديجة إيبو أنه وعلى مدار السنوات السبع  المنصرمة تدير الكومينات المتشكلة من الأهالي مقاطعة عفرين في تسيير أمور المجتمع، وتابعت “اعتمدنا على ذات نظام الكومينات الذي استطاع بذلك حماية أهالي عفرين من المعاناة في منطقة الشهباء”.

وبدوره قال جمعة ولى العضو في لجنة الزيارات في ذات الكومين أن ترسيخ نظام الكومينات في تنظيم أهالي عفرين كان له تأثير كبير على توعية وإرشاد الأهالي، وعليه يرى ولى أنه من المهم تنظيم العمل الكومينالي في كل بقعة من أراضي سوريا لترسيخ التكاتف.