Tev-Dem

رائحة السلام مفقودة في عفرين

304

“رائحة السلام مفقودة في عفرين” بهذه العبارة يصف المواطن (م ع) شعوره بعد قضائه 3 ايام فقط في عفرين في ظل الاحتلال التركي ومرتزقته.

يسعى الاحتلال التركي لإضفاء الشرعية على احتلاله، ويبذل من أجل ذلك مختلف الأساليب بما فيها إجبار من تبقى من الأهالي في عفرين على الاتصال بأقاربهم ليعودوا لعفرين، ودفع مبالغ مالية لكل من يتمكن من إعادة أقربائه.

المواطن (م ع) من أهالي عفرين أحد الذين وقعوا ضحية هذه الأساليب القذرة، فقد حاول بعض أٌقربائه تحت ضغط المرتزقة، ليعود لعفرين، بعد أن صوروا له الواقع في عفرين بأنه مستقر وأنهم يعيشون بأمان. لذلك فقد قرر العودة إلى عفرين خاصة إن العديد من أقربائه لا زالوا هناك ولم يتمكنوا من الخروج.

إلا أن الواقع كان صادماً جداً بالنسبة له. ثلاثة أيام فقط قضاها في عفرين كانت كافية ليدرك أنه وقع في فخ الحرب الخاصة التي يتبعها الاحتلال التركي ومرتزقته. ولا يجد ما يعبر به عن شعوره سوى جملة “رائحة السلام مفقودة في عفرين”.

المواطن (م ع) الذي قرر الخروج من عفرين مرة أخرى بعد ثلاثة أيام، يروي بعض تفاصيل رحلته القصيرة، ويقول “عندما وصلت إلى عفرين، لم أرى عفرين كما كانت، حتى رائحتها باتت غريبة، فأينما نظرت لا ترى سوى المرتزقة منتشرين في الشوارع، يطلبون منك المال أو يعتدون عليك، ويستطيعون فعل ما يشاؤون دون أن تتمكن من الدفاع عن نفسك.”

ويؤكد (م ع) إن علامات الخوف بادية بوضوح على وجوه الأهالي. حيث لا يأمنون على أملاكهم، “فمن يريد أن يفتح محلا قد يأتي في صباح اليوم التالي ولا يجد شيئاً من أملاكه. وفي حال رغب أحدهم العمل عند المرتزقة فقد لا يدفعون لك أجرك، ولا يمكنك المطالبة به”.

ويروي (م ع) أيضاً مشاهد الاقتتال والاشتباكات بين عناصر المجموعات المرتزقة في الشوارع، بحيث لا يتمكن أحد من الخروج مع عائلته إلى الشارع، “كما تشاهد يومياً كيف يعتدي عناصر المرتزقة على الشباب.”

ويضيف أيضاً “عناصر المرتزقة يداهمون الأحياء والمنازل بشكل مستمر، عندما كنت هناك رأيتهم كيف داهموا حي المحمودية في ساعات الفجر، واعتقلوا أكثر من 150 شخصاً. لا يمكن العيش في عفرين في ظل المرتزقة، فأما أن تسجن أو تموت”.

المواطن (م ع) ناشد شعب عفرين عبر وكالة هاوار بعدم الانجرار وراء أساليب الحرب الخاصة التركية، وألا يصدقوا وعود الأمن والسلام والاستقرار التي يطلقها المرتزقة.