Tev-Dem

ندوة حوارية في كوباني تتناول العزلة على أوجلان حقوقياً

369
انطلقت في مدينة كوباني ندوة حوارية بمشاركة العشرات من الساسة والحقوقيين للنقاش حول العزلة التي تفرضها السلطات التركية على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بجوانبها السياسية والحقوقية.

ونظمت الندوة في قاعة مركز باقي خدو للثقافة والفن بتنظيم من مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني.

وحضر الندوة ممثلون عن المجالس المدنية في كل من الرقة، الطبقة، صرين، كري سبي وكوباني، إلى جانب العشرات من الحقوقيين والمثقفين وأعضاء الأحزاب السياسية وأعضاء من مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة.

وإلى جانب حضور الرئاسة المشتركة لمجلس حركة المجتمع الديمقراطي في مقاطعة كوباني أحمد شيخو وعائشة أفندي، الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة كوباني مصطفى إيتو، عضو المنسقية العامة لإدارة إقليم الفرات حمدان العبد وعضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي ديلبر يوسف إضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى.

وبدأ حمدان العبد فعاليات الندوة بكلمة ألقاها وتحدث فيها عن الثورات التي قامت بها شعوب العالم للتخلص من الظلم والعبودية، إضافة إلى سياسات الحرب الخاصة التي كانت تنتهجها الدول والامبراطوريات الحاكمة مشيراً في هذا السياق إلى سياسة التتريك التي نفذتها الدولة العثمانية في الشرق الأوسط والتغيير الديموغرافي والسياسات التي كانت تعادي فيها ثقافات ولغة الشعوب المتعايشة في المنطقة.

وتحدث حمدان العبد في سياق الموضوع الذي تتمحور حوله الندوة وقال “عبد الله أوجلان إنسان كردي القومية ولكنه خرج بمفهوم إنساني. كلنا نتعرض للإقصاء ولكن هنالك للإقصاء درجات، هو أراد إنهاء سياسة إقصاء الثقافة والوجود الكردي في سوريا وتركيا وكل الشرق الأوسط والاعتراف بالشعب الكردي وحقوقهم، ليس الكرد فقط بل اتجه لبناء الإنسان الحر وتوطيد مبادئ أخوة الشعوب والتعايش المشترك”.

وأضاف “القائد عبد الله أوجلان أراد أن يكرس فينا مفهوم أن نعود إلى أصالتنا وحقيقتنا الثقافية والتاريخية، لكن هنالك غزو إعلامي مقصود يستهدف كل هذه المحاولات، فهم عندما يتحدثون عن حزب الاتحاد الديمقراطي يلحقون به كلمة الكردي، يتحدثون عن وحدات حماية الشعب ويلحقون بها كلمة الكردية، وهدف كل هذا تغييب الكلمة الحرة ووجود الشعوب الأخرى، فهنا العرب وهنا التركمان أيضاً!”.

الإعلام استغل بعض الشخصيات لإحداث ثقب للدخول عن طريقه إلى النفس البشرية في ظل غياب الوعي التام، المثال على هذا التضخيم الإعلامي لقضية العميل المزدوج سكيربال، التضخيم في قضية مقتل حمزة الخطيب، نحن نحزن لفقدانه لكن كان هنالك من بعده الآلاف من الأطفال قتلوا بطريقة أبشع ولم تلقى آذان صاغية، وهنالك اليوم مفكر مسجون ومأسور لأنه أراد الحرية للشعوب ولم نجد أحداً يتحرك لشأنه”.

وأشار حمدان العبد إلى أن “عبد الله أوجلان أراد أن نعيش في سوريا جميعنا جنباً إلى جنب في تحابب وسلام وأمان دائم، لكن نحن من تحاربنا في سوريا ودمرناها!”.

وتلا كلمة حمدان العبد، محاضرة المحامي والرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية في إقليم الفرات فريد عطي الذي قال “عندما نبحث عن الحقوق يجب أن نعلم ما معناها، كل دولة وضعت لنفسها وضعت قوانين وبعضها كانت للمصلحة الشخصية، لكن نحن يجب أن نبحث عن القوانين التي تخدم البشرية، دول الشرق الأوسط كلها تقول بأن قوانينها تخدم المجتمع لكن إن نظرنا إلى الحروب التي تعيشها المنطقة نرى بأن تلك القوانين لا تحمي البشرية بل هي تحمي السلطات فقط”.

وأضاف “لم تطبق إلى الآن أية قوانين دولية متعامل عليها مع القائد عبد الله أوجلان ذلك لأنه يمثل إرادة شعوب الشرق الأوسط كاملة”.

ثم ألقت عضوة المجلس العام لمجلس حزب الاتحاد الديمقراطي ديلبر يوسف محاضرة قالت فيها “المنظمات والمؤسسات الحقوقية التي تحمل شعارات طويلة ولها قوانين طويلة أيضاً تقول بأنها للحفاظ على حقوق الإنسان، الحيوان والطبيعة، لكن إن ألقينا نظرة على الواقع نرى بأن شيئاً من تلك القوانين لم تطبق على حالات كثيرة عاشها المجتمع”.

وتابعت القول “هنالك أمثلة كثيرة على مر التاريخ تؤكد بأن كل شخص عندما كان ينهض للمطالبة بحقوقه وحقوق مجتمعه كان يتحول لهدف مباشر من الدول المتسلطة تحت حماية قوانين مؤسسات حقوق الانسان المزعومة، هؤلاء الأشخاص الذين نتحدث عنهم لم يفكروا في مصلحتهم الشخصية ولا في تحقيق أي مكسب يخص شخصهم، دائما كانت حياتهم على شكل نفير في سبيل الوصول إلى هدف عام”.

وأشارت إلى أن الأفكار التي كان يخرج بها أشخاص كثر منذ القدم لم تكن لتقبل آنذاك، لكن وبعد أن أيقن الجميع بأحقيتها وقبول الجميع بها تحولت إلى فلسفة حياتية وحررت الكثير من المجتمعات.

وشارك عدد من الحضور بآرائهم حول العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان وأبعادها السياسية والحقوقية لتختتم بعدها الندوة التي دامت لقرابة 3 ساعات.