Tev-Dem

‍في ظل الحرمان بسبب القصف التركي، أطفال عفرين يبتكرون ألعابهم

322

لعل أن صناعة هذه اللعبة لم تأخذ الكثير من الوقت كما أن الناظر يراها شيئاً عادياً، لكن ومع التغلغل بين الأطفال وهم يلهون بها يظهر أنها من أثمن ما يملكون في ظل حرمانهم من الاستمتاع بطفولتهم إثر ما فعله قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

عفرين

كثيراً ما تخلّف الحروب آثاراً سلبية في نفوس الأطفال وعلى حياتهم اليومية وحقاً هذا ما يحدث اليوم في مقاطعة عفرين، حيث تسبب القصف والهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين على المنطقة بتشرد الأطفال وضياع مستقبلهم الدراسي بنزوحهم مع العائلة من مكان إلى آخر هرباً من القصف التركي.

خرج أطفال عفرين كأهلهم من منازلهم بثياب جسدهم فقط وتناسوا حتى إنقاذ بعضاً من ألعابهم نظراً للقصف الوحشي والهمجي على منازلهم.

لا يخفى أن الحياة الروتينية والبقاء في مكان محدد يصعب على الأطفال التأقلم معه، وبناءً على ذلك فإنه وبالرغم من كل ما واجهه أطفال عفرين من صعوبات تحت قصف الاحتلال التركي ومخاطر الموت أثناء محاولتهم النزوح إلى القرى الآمنة فإنهم ما زالوا متمسكين بحب اللهو والشقاوة.

ومن منوال حبهم للهو واللعب فإن مجموعة من الأطفال النازحين من قرى ومناطق مختلفة بعفرين إلى ناحية شيراوا بادروا بروحهم الطفولية وببراعة فكرهم لابتكار ألعاب متنوعة صنعوها من أدوات بسيطة غير صالحة للاستخدام، حيث حولوا عبوة المشروبات الغازية إلى لعبة شبيهة بالسيارة يقضون يومهم باللعب بها.

لعل أن صناعة هذه اللعبة لم تأخذ الكثير من الوقت والمال كما أن الناظر يراها شيئاً عادياً، لكن ومع التغلغل بين الأطفال وهم يلعبون بها على شكل مجموعات في الأراضي الزراعية تشعر كما وأنها من أثمن ما يملكون بكونهم وهم في سنٍ صغير خسروا الكثير.

وكالة أنباء هاوار ANHA في جولة لها بناحية شيراوا صادفت الأطفال وهم يلهون بهذه اللعبة البسيطة، حيث قالت الطفلة شهد محمد من المكون العربي والتي كانت تدرس في الصف الثالث الابتدائي بمدينة عفرين أنهم وبشكلٍ فجائي انحرموا من الدراسة إثر غارات طائرات الاحتلال التركي على مدارسهم، ووصفت حياتهم قبل القصف بالرائعة وأنهم الآن مشردين بالنوم في الأراضي الزراعية.

ونوهت الطفلة براء محمد إلى أنهم لم يستطيعوا إخراج ألعابهم الخاصة برفقتهم وأن قصف الاحتلال التركي بات طويلاً عليهم لذا وفي ظل الأحوال المعيشية الصعبة وعدم تواجد محلات لبيع الألعاب بادروا بصنع هذه اللعبة بأدوات بسيطة كانت متواجدة في الأراضي الزراعية.

في حين أشار الطفل جميل محمد قائلاً “بعد قصف منزلي بقذائف الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين ونزوح عائلتي إلى ناحية شيراوا أقضي يومي بين الأراضي الزراعية وأبني منازل على شكل بيتي في عفرين كما أننا نقوم بصنع ألعاب لنا من الأدوات البسيطة”.