Tev-Dem

الغارديان: الجميع غرق في سوريا وروسيا تسعى لإخراج تركيا من البلاد

329

قال المختص في تغطية شؤون الشرق الأوسط في الغارديان، مارتن شولوف، إن الصراع السوري هو من أخطر الصراعات في العالم، وأكد أن روسيا والدولة المجاورة لسوريا غرقت فيها، ولفت إلى العدوان التركي على عفرين بالتنسيق مع روسيا التي تدعم النظام السوري، وأشار أن الروس يسعون لإخراج الأتراك من البلاد.

وتناول مارتن شولوف المتخصص في تغطية شؤون الشرق الأوسط لجريدة الغارديان وإصدارها الأسبوعي الأوبزرفر، تحليلاً عميقاً لخطة روسيا في سوريا، نقلته  شبكة بي بي سي. ويتطرق إلى الأوضاع في الغوطة الشرقية، ويعتبر أن السيطرة على الغوطة هي حجر الزاوية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظام الأسد للسيطرة على العاصمة دمشق وبالتالي الفوز بالحرب في سوريا، لكن خارج المعترك السوري فإن أعداء وأصدقاء الرجلين على حد سواء يعتقدون أنهما وقعا في خطأ  بالحسابات.

ويعود شولوف إلى بداية التدخل الروسي في سوريا عام 2015، وأكد أنه في ذلك الوقت لم يكن واضحاً إلى أي حد ستتورط روسيا في المستنقع السوري وكيف ستستثمر الموقف في واحد من أخطر الصراعات في العالم.

وينوه أن نظام الأسد الآن لم يعد في خطر ولكن البلاد لم تعد أبداً نفس البلاد التي اعتاد أن يحكمها، فالسلطة المركزية التي تتحكم في دولة بوليسية لم تعد بنفس القوة والسيطرة لعدة أسباب أولها المعارضة المسلحة وثانيها اللاعبون الإقليميون الذين أصبح لهم نفوذ كبير داخل البلاد ويسعون لاستثمار الفرصة والدفاع عن مصالحهم في حقبة ما بعد الحرب.

ويوضح أن المصالح الإيرانية ومصالح الدول المجاورة لسوريا لا تتسق مع المصالح الروسية إلا قليلاً، لذلك يرى شولوف أن الجانبين يغرقان في مستنقع ولا يمكنهما رؤية ذلك حتى الآن.

ويشير شولوف إلى أن بوتين على وجه الخصوص يعلم أكثر من غيره أن سوريا غير قابلة للسيطرة عليها بالشكل الحالي فبعد خطاب النصر الذي ألقاه في قاعدة جوية روسية قرب إدلب قبل نحو شهرين تبعه عدة أحداث متتالية ورطت روسيا أكثر في المستنقع السوري.

ويؤكد شولوف أن جيران سوريا حالياً وقادة المنطقة لا يمكن توقع خطواتهم التالية ويضرب مثلا بالتدخل التركي في شمال سوريا ضد الكرد وهو الأمر الذي كانت تركيا تسعى لتجنبه طوال عدة سنوات لكن في النهاية دخل الأتراك شمال سوريا بالتنسيق مع الروس وهم أيضاً وفي الوقت نفسه أكبر حلفاء وداعمي نظام الأسد الذي يسعى بدوره لإخراج تركيا من البلاد بأسرع وقت.

ويخلص شولوف إلى أن الإيرانيين يحظون بالسيطرة الأكبر على نظام الأسد وأنهم جاؤوا إلى سوريا ليبقوا فيها علاوة على أنهم تركوا الروس يتقدمون ويشنون الغارات على المعارضة بينما الإيرانيون يدعمون قواتهم في سوريا موضحاً أن كل اللاعبين على الساحة السورية لا يثقون في بعضهم البعض وأن كل التحالفات القائمة حالياً ماهي إلا تحالفات قصيرة الأمد لن تستمر طويلاً.