Tev-Dem

عفرين.. صمود شعب اختار المقاومة وتساندها باقي المناطق

364

عفرين- بالنظر إلى مقاطعة عفرين التي تتعرض لعدوان همجي من قبل جيش الاحتلال التركي منذ 20/ كانون الثاني وإلى الآن، فبدلاً من أن ينزح منها أهلها كما هو المعتاد في كافة أنحاء العالم، حفاظاً على حياتهم، يصمد أهالي المقاطعة إلى جانب أبنائهم وبناتهم الذين يتصدون للعدوان التركي الهمجي الذي يستخدم كافة أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة، بأسلحتهم الخفيفة وبإرادتهم العظيمة.

شعب عفرين بكافة فئاته وشرائحه صامد أمام الآلة القمعية التركية، ويتوجه أبناء قرى ونواحي وبلدات ومدن ومناطق شمال سوريا إلى مقاطعة عفرين لدعم مقاومة العصر من جهة وليكونوا جزءاً منها من جهة أخرى. شعب لا يمكن وصف عشقه للمقاومة والإرادة.

فبعد توجه الآلاف من أبناء شمال سوريا إلى مقاطعة عفرين في الأسبوع الثاني من مقاومة العصر، لدعم المقاومة وصمود شعب عفرين، وإرسال رسالتهم للعالم أجمع ولأردوغان من داخل مدينة جندريسه التي تقصف وبشكل يومي بوابل من القذائف والصواريخ والمدافع، وتضمنت رسالتهم “ها نحن هنا، لا نخشى قصف الاحتلال التركي”.

وتأكيداً على الروح التي يتحلى بها أبناء شمال سوريا وحتى أبناء حلب الذين يؤمنون بالفكر الديمقراطي والأمة الديمقراطية، توجه المئات من أبناء مدينة حلب في 19 شباط إلى مقاطعة عفرين لدعم ومساندة مقاومة العصر وسط صمت دولي، وصل أهالي حلب في ساعات الظهيرة إلى مدينة عفرين، وبدأ العدوان التركي باستهداف المدينة بالقذائف والصواريخ والمدافع.

وعلى الرغم من استهداف المدينة بوابل من القذائف والصواريخ أثناء وصولهم، أصرّ أهالي حلب على التجول داخل المدينة وتهنئة المقاومة.

كما أصر أبناء مدينة حلب على إرسال رسالتهم للعالم ولأردوغان في اليوم الثاني من وصولهم من وسط ناحية ميدانكي التي شهدت قصفاً بالطائرات الحربية التركية.

وتجمع أبناء حلب في الساعة الـ 11.00 اليوم، 20 كانون الثاني في مدخل المدينة الشرقي، حاملين أغصان الزيتون والأعلام التي تمثلهم. وتوجهوا صوب ناحية ميدانكه، الكل ومن نوافذ السيارات رفع الأعلام الكردية وأغصان الزيتون وإشارات النصر، كان دوي سقوط القذائف يسمع من الجوار.

رغم وعورة الطريق وسماع دوي سقوط القذائف في الجوار أصر أهالي حلب على التوجه إلى ناحية ميدانكه.

على جانبي الطريق كانت آثار القصف واضحة، أشجار الزيتون مقطوعة على الطريق الواصل بين ناحية ميدانكي ومركز عفرين نتيجة قصف تركيا لبساتين المزارعين، بالإضافة لوجود عدّة حفر عليه.

أثناء توجه الأهالي إلى ميدانكه، معظم أهالي القرى خرجوا من منازلهم لاستقبال الموكب، حتى الرعاة تركوا أغنامهم وتوجهوا إلى الطريق العام للترحيب به.

لدى وصول الموكب لمركز ناحية ميدانكه كان في استقبالهم المئات من أهالي الناحية، استقبلوهم بالأهازيج والزغاريد ودق الطبول. بعد خروج الوفد من السيارات والسير في طرقات الناحية أبلغهم أحدهم بنبأ تفجير دبابة تابعة لجيش الاحتلال التركي وإعطاب عربتيّ BMB في قرية دير صوان من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة، بالإضافة لمقتل العشرات من عناصر جيش الاحتلال التركي.

هنا الشعب أصبح كالبارود وارتفعت أصواتهم بهتافات “تحيا مقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة”، وسط زغاريد الأمهات.

واصل الأهالي التجوال في شوارع ناحية ميدانكه، مرددين الشعارات التي تحيي مقاومة العصر. أطفال ونساء شباب وكهول علامة النصر كانت بادية على وجوههم.

كهول الناحية كانوا يعقدون الدبكات الشعبية على وقع الطبول. الأمهات رفعن شارات النصر، الشباب والشابات لم تتوقف حناجرهم عن ترديد الشعارات والهتافات الداعمة لمقاومة العصر. رغم سماع دوي سقوط القذائف والصواريخ في المناطق المجاورة.

في وسط ناحية ميدانكه أرسل شعب حلب رسالته للعالم ولأردوغان، مفادها: هنا على تراب عفرين ندعم مقاومة العصر، هنا أرض المقاومة والملاحم هنا عفرين السلام وستبقى مدينة السلام.

وقبل انتهاء أهالي حلب من التجوال في شوارع الناحية وصل وفد أئمة شمال سوريا الزائر لعفرين لدعم المقاومة. كان مشهداً مدهشاً للأئمة، أمامهم تدق الطبل ويرفع شعار انتفضوا انتفضوا انتفضوا عفرين تنتصر، انتفضوا وانضموا لمقاومة العصر، انتفضوا ضد أردوغان.

الكل توجه لاستقبال وفد الأئمة وتجولوا في شوارع الناحية مرة أخرى، مرددين هتافات انتفضوا في وجه أردوغان، بعد الانتهاء من التجوال ضمن مركز ناحية ميدانكه، توجه وفد حلب وأئمة شمال سوريا لناحية شرا.

لا يمكن وصف هذه المشاهد بكلمات أو بعض الجمل، ولا حتى بعدّة صفحات، شعب لا يكل ولا يمل، فعذراً من كل قارئ، يمكن وصف هذه الواقعة من بين مئات الوقائع ضمن عفرين وشمال سوريا بعدّة كلمات أو جمل.