مؤتمر سوتشي الشهير الذي أصبح حلم السوريين لتحقيق تقدم في أزمة بلادهم سلميا لم ينعقد بعد و انعقاده لم يتأكد بعد و الذي أن انعقد فسيكون كسيحاً حسب الكثير من المراقبين لعدة أسباب ،أهمها :
انعدام توافق دولي صادق لانجاحه .
انعدام الاندفاع لدى الأطراف المشاركة .
مضاربته على مؤتمر جنيف .
إقصاء الممثلين الحقيقيين عن الشعب السوري .
روسيا التي تصر على جمع جميع متناقضات الأزمة السورية في مؤتمر حوار برعايتها تتجاهل الأبعاد التي تربط تلك الجهات باجندات عابرة للقارات ولا تتحكم بشكل قطعي بأقرب حلفائها وهو النظام السوري ،حيث تؤكد بعض الأحداث إنّ النظام السوري نزق جداً بخصوص العلاقة مع روسيا إنْ تضاربت مع المصالح الإيرانية .
إيران التي تمر مؤخراً بمرحلة حرجة جداً ،ستفعل المستحيل لاستغلال الملف السوري كورقة ضغط بيدها ضد كل ما تراه يهدد أمن الملالي في إيران حتى وإن كانت روسيا !
حول سوتشي ولماذا ترفض تركيا دائماً حضور ممثلي الغالبية العظمى للكرد و جميع مكونات شمال سوريا و المتمثلين بحزب الاتحاد الديمقراطي ومجلس سوريا الديمقراطي والإدارة الذاتية الديمقراطية في أي مباحثات سورية سورية ولماذا لا يتم الضغط على الحلفاء الدوليين من أجل وضع حد للفيتو التركي الدائم، قال مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ،السيد سيهانوك ديبو لموقعنا :
“المسؤولين في تركيا رددوا كثيراً حيال الأزمة السورية في أنهم لن يكرروا أخطاء تركيا العراقيّة في بداية العقد الماضي. وهم يكررونها اليوم في الانتفاض الشعبي الإيراني في أنهم لن يكررون الأخطاء التركية في سوريا بالنسبة لإيران أيضاً. ليس الجواب هنا المهم إنما السؤال الأهم يكون حينما يترسخ البحث عن حل القضايا الديمقراطية في تركيا ويخطو نحو بُعْدِهِ الإقليمي والدولي وخاصة مِنْ بَعْدِ القفزات المتخذة في الشأن الداخلي في تركيا. تركيا التي هي الآن على صفيح ساخن وتسير نحو فوضى لن ينقذها سوى التغيير الديمقراطي. لو يبدو ذلك واضحاً يصبح من السهولة معرفة دوافع تركيا في ابعاد ممثلي إرادة الشعب الكردي في سوريا وعموم شعوب شمالها من مباحثات الحل السوري. عموماً نعتقد بأن 16 اجتماعاً تقاسمها كل من جنيف وآستانا في أنها لم تنجح. وأن أحد أهم أسباب الفشل أو عدم النجاح بسبب غياب الطرف الفاعل في الحل أي حَمَلَةِ مشروع الفيدرالية الديمقراطية. فالنظام التركي لا يريد الحل ويجد بأن الحل الديمقراطي للأزمة السورية يكون على غير صالحها. لأنه يعلم بأن حل القضية الكردية في تركيا وسوريا وإيران والعراق هو مفتاح الاستقرار والأمن في عموم الشرق الأوسط. أما الصمت الدولي أو لنقل الاكتفاء بدعوات لا ترتقي إلى حجم حل الأزمة السورية فيما يتعلق من ضرورة مشاركتنا الاجتماعات المخصوصة بالأزمة السورية؛ تفيد أكثر بالحوم حول الأزمة أكثر من المقاربة الجدّية. يمكن القول بأن النظام التركي بات أشبه بكرة المضرب التي يتقاذفها كلاً من موسكو وواشنطن. تسميها تركيا بالاستدارات؛ لكنها في الحقيقة إحراق الأوراق التي تمتلكها تركيا ورقة بعد ورقة، وهي بالأصل انحناءات إلى درجة كسر الشوكة والرؤية التوسعية القديمة الحديثة التركية حيال المنطقة برمتها. عموماً؛ من الصعب القول بأن العام 2018 يجلب معه الحل الديمقراطي للأزمة السورية”.
هذا التحليل الموضوعي لازال يواجه حقائق واقعية تبرز تحكّم تركيا في كثير من مفاصل الأزمة السورية و امتلاكها للكثير من الأوراق الفاعلة وبذلك تستمر في مشروعها المستند إلى أن سوريا جزء من التركة العثمانية وتركيا الوريث الوحيد لها