Tev-Dem

الدولة التركية تخاف أن تخسر جرابلس والباب وإعزاز

457

بقيت حكومة حزب العدالة والتنمية AKP وأردوغان لوحدها في مسألة احتلال عفرين، وذلك بسبب أزمتها الداخلية، وسياساتها الخارجية، والآن هي تخاف أن تخسر المنطقة التي احتلتها في مثلث جرابلس، الباب وإعزاز، نظراً للخلافات الحادة والاشتباكات التي تظهر بين المجموعات الارهابية التابعة لها، المعروفة بـ “درع الفرات”.

تعاني حاليا تركيا من أزمة وذلك بعد إعلان السلطات التركية لحالة الطوارئ في البلاد، بحجة الانقلاب العسكري الذي حصل في 15/ تموز من العام المنصرم، ونتيجة الضغوطات الداخلية، والعلاقات السياسية خارج البلاد؛ وازدادت حدة الأزمة مع الدول الأوروبية على وجه الخصوص قبل الاستفتاء الذي جرى في 16 من نيسان الماضي،. كما تأزمت علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل أيضاً نتيجة المضايقات التي حصلت عقب الاستفتاء الذي جرى في باشور “جنوب كردستان”، تهديدها لبلاد مثل ميانمار وأرمينية، التدخل في الأزمة القطرية، العداوة التي ظهرت بينها وبين أمراء دول الخليج، تهديدها لسبعة عشائر، آل بها المآل لأن تفتح جبهات مع العشرات من الدول.

لكن فتح هذه الجبهات لا يعود إلى ذكائها أو قوتها، على العكس تماماً، فالدولة التركية في فترة حكم العدالة والتنمية تعيش أضعف حالاتها، وقتلها للمدنيين في باكور “شمال كردستان” وتركيا يثبت ذلك.

الأزمة الناشبة بينها وبين إيران والعراق والمستوى الذي وصلت إليه، التجربة التي عاشتها في سوريا وإسرائيل، وعلاقاتها السياسية خارجياً، أوصلت تركيا كما “الغيمة التي ترعد ولا تمطر”.

أهالي المنطقة ينتفضون ضد تركيا

تركيا التي لم تتجاوز الأزمات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والخليج العربي والأخيرة مع تشكيلات التعاون الإسلامي، في هدفها لاحتلال عفرين بقيت في الساحة لوحدها دون مساند، وبحسب المعلومات الأخيرة والواردة من المنطقة فإن روسيا هي من أدخلت تركيا إلى إدلب بمحاذاة تخوم عفرين، تحت اسم مناطق خفض التوتر، لكي تردد تهديدات فارغة، لكن الوضع غير مساعد للتدخل لاحتلال عفرين، كما أن الأمور لا تسير كما المطلوب في مناطق شهباء المحتلة أي المنطقة الواقعة ما بين جرابلس، الباب وإعزاز. الخلافات والتناقضات ما بين المجموعات المرتزقة بما يسمى درع الفرات، والتي تحولت إلى اشتباكات، أدت إلى اهتزاز إيمان جيش الاحتلال التركي بهم، الأهالي في المنطقة المحتلة ينتفضون ضد تركمنة المنطقة.

إنشاء مجموعة مسلحة ضد الاحتلال التركي في إعزاز، وفي جرابلس الأهالي يتظاهرون ضدهم

في الأيام الأخيرة شكلت مجموعة مسلحة تحت اسم “مجلس ثوار إعزاز” ضد انتهاكات جيش الاحتلال التركي والجماعات الارهابية، وسياسات تركمنة المنطقة. كافة عناصر المجموعة هم من المجموعات التي كانت تتبع للجيش الحر سابقاً، وشكلوا معارضة ضد انتهاكات جيش الاحتلال التركي، وينبهون الشعب من ألاعيب جيش الاحتلال التركي. وفي جرابلس يتظاهر الأهالي ضد انتهاكات الاحتلال التركي، وفي الشهرين الأخيرين، خرج الأهالي في مظاهرتين كبيرتين، وأكدوا أنهم لن يقبلوا وضع فتنة وتفرقة بين المكونين العربي والتركماني، وأشاروا أن الاحتلال التركي وضع مسؤولين تركمانيين على كافة المؤسسات.

المال انقطع عن المجموعات المرتزقة، والدولة التركية بقيت لوحدها

عُلم أنه منذ فترة طويلة تعيش المجموعات المرتزقة التابعة لجيش الاحتلال التركي والمسماة بدرع الفرات، خلافات حادة على السلطة، لكن معلومات وردت أن سبب الخلافات ليس فقط على السلطة أو الاستحكام بالمنطقة، بل إن الدولة القطرية أوقفت إيداع المال في بنوك تركيا للمجموعات المرتزقة تحت اسم “الحكومة المؤقتة”. بحسب المعلومات، فقد عقد اجتماع ما بين أعضاء الاستخبارات التركية “الميت” وإداريين من معبر باب السلامة، في المعبر، بتاريخ 22، كانون الأول من العام المنصرم، وإن أعضاء استخبارات الميت قالوا في الاجتماع إن قطر كانت تودع 400 ألف دولار شهرياً باسم الحكومة المؤقتة في بنوك تركيا، وقالوا إنها أوقفت إيداع المال.

قبل ذلك كانت تتوارد معلومات مثل هذه، وهذا ما كان يسبب خلافات ما بين المؤسسات والمجموعات المسلحة التابعة للدولة التركية. تنشر دعايات وادعاءات حول هجوم للاحتلال التركي على عفرين بهدف احتلالها، لكن في الحقيقة إن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركيا، تجعلها لا تستطيع لم الشمل بالمجموعات المرتزقة. وقد يكون سبب قطع المال، هو أن تستطيع تركيا أن تبقي نفسها في المناطق المحتلة، لذلك السبب فإن الدولة التركية تمول المجموعات المرتزقة التي هي شكلتها وتدربها الآن.

الدولة التركية تخاف أن تخسر

الدولة التركية التي ضعفت بفعل الأزمات الداخلية والسياسات الخارجية التي تعيشها، والتي تعول على روسيا، عندما رأت أن روسيا لا تريد أن تشكل عداوة بينها وبين حركة الحرية، ولم يبقى لتركيا ثقة بالمجموعات المرتزقة التابعة لتركيا، هي دخلت في خوف أن تخسر المناطق التي احتلتها أي المنطقة الواقعة بين مثلث جرابلس، الباب وإعزاز، لذلك فمن طرف تحشد قواتها وعتادها العسكري مثل العربات المصفحة على الحدود المصطنعة الفاصلة بين عفرين وباكور “شمال كردستان”، ومن طرف تحاول تشكيل مجموعة أخرى من عناصر جبهة النصرة السابقين.

بحسب المعلومات فإن تركيا جلبت 80 عنصر من عناصر قوتها الخاصة، ومركزتهم في مبنى الحكومة المؤقتة بتاريخ 24/ كانون الأول من العام المنصرم. السبعة مجموعات التي تتشكل كل واحدة منها من 16 شخص، سيستخدمون التكنيك العسكري الطويل الأمد، وسيحفرون أنفاق على تخوم عفرين. هذه المجموعات المتمركزين في إعزاز، يبنون حواجز من تلة قسطل جندو وحتى كراج إعزاز، ضد قوات حركة الحرية، ويمنعون مرور أحد، ومن يمر يعتقلونه.

وأفادت معلومات أن الاحتلال التركي استقدم أسلحة، ومهمات عسكرية، وعربات مصفحة، ودبابات وقذائف إلى قواعدها ومواقعها في مدينة الباب وبلدة الراعي بمناطق الشهباء المحتلة. عدد القواعد التركية وصل إلى 17 قاعدة في شمال سوريا، والقواعد الأهم واقعين في الباب وقريتي دابق وشاوا. كما أنها أزالت القطع الاسمنتية التي كانت تبني الجدار بهم على الحدود عند قرى تل أحمر، قرة مزرعة، حوار كلس ويازيباغ، وبحسب المصادر فإن الاحتلال التركي يمرر المواد الممنوعة مثل المخدرات والآلات العسكرية، بشكل سري إلى المناطق المحتلة. وتفيد معلومات إن الدولة التركية تريد الإنقاص من سخط التجار وسوق التجارة بهذه الطريقة.

الميت يضع أعضائه في الحكومة المؤقتة

بحسب المعلومات التي أفادت بها مصادر من الحكومة المؤقتة لنا، فإن رتلاً من السيارات السود والخاصة دخلوا مدينة إعزاز ومن ثم إلى مبنى الحكومة المؤقتة. وبحسب المعلومات فإن ضابط من المستوى الرفيع الاستخبارات التركية كان ضمن الرتل، وهو المعروف ب “كود” أندر، وقالت المصادر أنه عقد اجتماع مع رؤساء المجالس المحلية. وأشار المصدر أنه بعد الاجتماع الذي دام ساعتين، تم تعيين المدعو رشيد زاموت كإداري على المكتب المالي، وفراس المولى عيّن كمسؤول على المكتب الإعلامي، وهما على علاقة مباشرة مع الميت التركي.

الدولة التركية تستمر في تنظيم أهالي القرى الواقعة جنوب مقاطعة عفرين

كما قلنا سابقاً، فإن الدولة التركية تنظم المواطنين في القرى الواقعة على تخوم عفرين، وتستمر في ذلك. الدولة التركية تمنح المنتسبين 400 دولار أمريكي شهرياً. غالب الأشخاص كانوا عناصر سابقين لجبهة النصرة، والآن هم مدنيون ويعملون للاستخبارات التركية.

إن حصل هجوم على عفرين الوضع لن يبقى كما القديم!

بالنظر إلى الحشود التركية على تخوم عفرين، فهناك احتمال أن تشن هجوم احتلالي على عفرين من دون إذن روسيا وأمريكا، لكن عندما نرى تقييمات، وبيانات والتحضيرات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب والمرأة، نرى أن الوضع في شمال سوريا وسوريا كلها، وجرابلس، الباب وإعزاز، لن يبقى كما الوضع القديم، لأن حركة الحرية، ومنذ أن احتل جيش الاحتلال التركي الأراضي السورية، وهي مستاءة من صمت روسيا وأمريكا حول التهديدات على عفرين ووضعها في حصار.