Tev-Dem

فايق كولبي: المنظمات الحقوقية و CPT شكلية ولا تفعل ما تؤمن به

376

ميديا حنان – يحيى الحبيب

قامشلو – قال عضو لجنة حرية أوجلان في باشور كردستان، فايق كولبي، إن المنظمات الحقوقية العالمية ولجنة مناهضة التعذيب هي “منظمات شكلية” لا تفعل شيئاً من الذي تؤمن وتنادي به، ولفت إلى أن العقلية السياسية السائدة في باشور كردستان تمنع أحزابها من السعي لرفع العزلة عن أوجلان، وقال إن “أفكار أوجلان مهمة جداً لحل مشاكل الشرق الأوسط”.

وفي حوار عن أسباب العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان تحدث عضو لجنة حرية أوجلان في باشور كردستان “جنوب كردستان”، فايق كولبي لوكالة أنباء هاوار بشكل مطول عن هدف حزب العدالة والتنمية التركي من فرض العزلة على أوجلان وعدم السماح بلقائه، كما تحدث عن صمت المنظمات الحقوقية الدولية وكذلك القوى التي تدّعي الديمقراطية والعمل من أجل حقوق الإنسان، إلى جانب تطرقه إلى الذهنية السياسية السائدة في باشور كردستان وعدم سعيها لرفع العزلة عن أوجلان.

وفيما يلي نص الحوار:

* لماذا تفرض حكومة حزب العدالة والتنمية التركية عزلة مشددة على قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، وما علاقة ذلك بما يجري في كردستان وبشكل خاص في روج آفا وباشور؟

نعلم أن حكومة العدالة والتنمية في تركيا هي حكومة عنصرية ومذهبية وغير ديمقراطية، فالحكومة التركية هي حكومة عنصرية مثل حزب الحركة القومية التركي MHP ولا تريد أن تعترف بوجود الشعب الكردي في الشرق الأوسط ولا تريد أن تكون هناك مكتسبات للكرد في أجزاء كردستان الأربعة، لذلك سياسات هذه الحكومة التي يقودها أردوغان هي شوفينية تجاه الكرد.

ومن ناحية ثانية نعرف أن القائد عبد الله أوجلان هو مفكر سياسي ولديه أفكار وبرامج لحل مشاكل الشرق الأوسط وحل القضية الكردية في كافة أجزاء كردستان. فلو سُمح لمحامي أوجلان وأعضاء حزب الشعوب الديمقراطي وكذلك عائلته اللقاء به، فإن أوجلان سيقيِّم الوضع السياسي الراهن في تركيا وفي كافة أجزاء كردستان وسيضع الحلول للمشاكل الموجودة، وهذه الحلول والتقييمات ستستفيد منها الشعوب في سوريا والعراق وتركيا لحل مشاكلها، لذا تعرقل الحكومة التركية اللقاءات مع أوجلان.

فسياسة الحكومة التركية في فرض العزلة المشددة على أوجلان هي لمنع وصول تقييمات وحلول أوجلان لشعوب المنطقة والقيادات والأحزاب السياسية، وكذلك من أجل أن تبقى المنطقة بعيدة عن الحلول، وفي هذه الحالة يكون المستفيد الوحيد هي الحكومة التركية الساعية لفرض عقليتها الشوفينية والمذهبية الدينية التي يقودها أردوغان على شعوب المنطقة.

* في ظل هذه العزلة المشددة على أوجلان لا تزال المنظمات الدولية ذات العلاقة وفي مقدمتها لجنة مناهضة التعذيب CPT صامتة. لماذا هذا الصمت ؟

إن القائد أوجلان يمثل شعباً ظُلم وانقسم وطنه ومُنع من حقوقه. لو كانت هناك أخلاق سياسية ومبادئ حقيقية تؤمن بها القوى الغربية والمنظمات الدولية مثل لجنة مناهضة التعذيب، لتم رفع العزلة عن أوجلان لأنه يدافع عن شعب مظلوم ويمنح الأفكار لحل مشاكل الشعوب في الشرق الأوسط والعالم، ولكن المصالح السياسية والمصالح الاقتصادية تمنع هذه المنظمات، التي تعمل تحت سيادة الدول الغربية، من التحرك.

فلجنة مناهضة التعذيب CPT من الناحية الشكلية هي منظمة مستقلة تدافع عن حقوق الإنسان وتمنع تعذيب المعتقلين، ولكن مع الأسف إذا تابعنا ما قامت به هذه اللجنة في الوقت السابق وما قامت به في الوقت الحاضر، سنرى أنها لم تفعل شيئاً يتناسب مع ما تؤمن به أو مع عمل هذه اللجنة من الناحية النظرية.

مع الأسف لجنة مناهضة التعذيب ما تزال صامتة حيال العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، ونحن لا نعرف الحالة الصحية والجسدية لأوجلان ولا نعرف فيما إذا كانت صحته جيدة أو متدهورة. هذه الممارسات التي تتبعها الحكومة التركية بحق أوجلان هي ممارسات تعذيبية ولكن هذه اللجنة ومنظمات حقوق الإنسان صامتة ولم تأخذ موقفاً واضحاً حيال هذا التعذيب.

* اعتقل أوجلان بمؤامرة دولية شاركت فيها العديد من القوى الإقليمية والدولية. ما هي المسؤوليات التي تقع على عاتق هذه الدول حيال عدم الكشف عن الوضع الصحي لأوجلان، ولماذا لا تقوم بواجباتها الإنسانية؟

لو كانت القوى الإقليمية والدولية التي شاركت وساعدت الاستخبارات التركية في اختطاف أوجلان قبل 19 سنة تؤمن بالمبادئ التي تطرحها مثل حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية وإلى آخره، لكانت تحركت لإنهاء العزلة المفروضة على أوجلان منذ 18 سنة. ولكن هذه المنظمات التي شاركت في اختطاف أوجلان لا تؤمن بمبادئها وإنما تعمل من أجل مصالحها الاقتصادية والسياسية. فعندما ستسعى هذه الدول والقوى للكشف عن الوضع الصحي لأوجلان ستقف تركيا ضدهم وستتأثر علاقاتهم، لذلك يمنعون ممثليهم من الكشف عن الوضع الصحي لأوجلان. فالمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ليس لديها أخلاق، فلو كانت تمتلك الأخلاق لتحركت من أجل إنهاء العزلة والتعذيب الممارس بحق أوجلان في إمرالي.

* أوجلان دعا مراراً لعقد المؤتمر الوطني. ما هو دور الأحزاب الكردستانية في الكشف عن الوضع الصحي لأوجلان، وهل تؤدي هذه الأحزاب دورها في هذا المجال، ولماذا؟

إن تأسيس وعقد مؤتمر وطني هو توحيد للسياسة الكردية في كافة أجزاء كردستان وهو خطوة ضرورية من أجل حل القضية الكردية في الشرق الأوسط، حيث نرى أن الدول المحتلة لأجزاء كردستان توحدت وتعمل معاً ضد الشعب الكردي، وليس ضد القائد عبد الله أوجلان فقط من حيث فرض العزلة وعدم الكشف عن وضعه الصحي، نحن رأينا قبل أشهر كيف أن العراق وإيران وتركيا توحدت معاً ضد إقليم كردستان أثناء الاستفتاء، ولكن مع الأسف القوى السياسية في جنوب كردستان (باشور) ترى يومياً هذه الاتفاقات والوحدة بين أعداء الشعب الكردي ولكنها لا تسعى لتأسيس وحدة كردية ضد هذه الوحدة المعادية للشعب الكردي.

السياسة القومية والسياسة الوطنية للأحزاب السياسية في باشور كردستان هي غير جدية ونستطيع أن نقول إنها غير وطنية، وكذلك مواقفها القومية والوطنية غير جدية، لأنها إذا كانت كذلك لكان باستطاعة ممثلي الشعب الكردي بباشور كردستان في السفارات والقنصليات والوزارة الخارجية العراقية ورئاسة الشؤون العراقية التي تضم ممثلين للكرد، أن تفعل الكثير من أجل حرية القائد أوجلان وإطلاق سراحه ورفع العزلة عنه، ولكن مع الأسف هذه العقلية السياسية في باشور كردستان ليست وطنية مستقلة وإنما سياساتها متمحورة حول جزء من كردستان، وفي الوقت نفسه هذه السياسات مبنية على الاتفاق مع الدول المحتلة لكردستان وفي مقدمتها تركيا، وهذه السياسات تمنعهم من عمل أي شيء لرفع العزلة عن السيد أوجلان.

* أنتم في لجنة حرية القائد أوجلان، ما هي النشاطات التي تنظمونها في باشور كردستان للكشف عن الوضع الصحي لأوجلان؟ وكيف تقيّمون النشاطات التي تقام في هذا السياق في كردستان وأوروبا؟

أسسنا لجنة حرية أوجلان في باشور كردستان عام 2007 عندما وردت معلومات عن تسميم القائد أوجلان بمواد سامة في إمرالي، ومنذ ذلك الوقت عقدت هذه اللجنة مؤتمرات وندوات كثيرة حول الحالة الصحية للسيد أوجلان في سجن إمرالي، وكذلك جمعنا ملايين التواقيع في باشور كردستان لإنهاء العزلة وتحرير أوجلان من السجن، وكذلك نظمنا تظاهرات من أجل لفت انتباه الجهات المسؤولة إلى الوضع الصحي لأوجلان. وفي المستقبل لدينا برنامج لتطوير هذه الفعاليات من الناحية النوعية والكمية.

ونرى فعاليات الشعب الكردي والمنظمات الكردية في مختلف أجزاء كردستان، وخصوصاً في روج آفا، ونقيّمها بالجيدة والمؤثرة في الرأي العام العالمي، فهذه الفعاليات في روج آفا لها تأثير كبير على الجهات المسؤولة عن سجن واختطاف أوجلان. كما أن الفعاليات التي تقام في أوروبا وخصوصاً في ستراسبورغ هي مؤثرة وتوضح أن الشعب الكردي يدافع عن قائده، كما أنها توجه الجهات المسؤولة في أوروبا وذات الصلة بالعزلة المفروضة على القائد من أجل التحرك لرفع العزلة عنه والكشف عن وضعه الصحي.

ونحن في لجنة حرية أوجلان نعد السيد أوجلان في إمرالي وكذلك الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان أن نكون من الجهات التي تنظم الفعاليات والنشاطات وعلى كافة المستويات مستقبلاً من أجل أن تحدث الفعاليات التي تقام تغييراً كبيراً في سياق إنهاء العزلة وضمان حرية القائد.

كما سنعمل على إقناع المسؤولين والدول ذات العلاقة بأن اللقاءات مع السيد أوجلان مهمة جداً لحل مشاكل الشرق الأوسط بأفكاره وفلسفته الديمقراطية التي تنادي بالتساوي بين الشعوب، السلم والديمقراطية، التساوي بين المرأة والرجل والتعامل الديمقراطي بين كافة الأديان والمذاهب في الشرق الأوسط.