Tev-Dem

من مقاومة حي الشيخ مقصود إلى تحرير الأحياء الشرقية -1

413

حلب- مقاومة حي الشيخ مقصود، التي لا تقل أهميتها عن ملحمة العصر في كوباني، أثمرت عن تحرير الأحياء الشرقية لمدينة حلب ومن ثم تحرير أحياء الأشرفية، بني زيد والسكن الشبابي، لتطيح بأحكام الأنظمة الرجعية التي عانى منها الأهالي والمتمثلة بالنظام السوري والمجموعات المرتزقة العائدة للائتلاف الوطني، وتشرق شمس المستقبل مرة أخرى في الأحياء، بفضل مقاومة وحدات حماية الشعب.

يصادف الـ 28 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الذكرى السنوية الأولى لتحرير وحدات حماية الشعب والمرأة الأحياء الشرقية في حلب التي اتخذتها المجموعات المرتزقة مركزاً لقصف حي الشيخ مقصود.

وبهذا الصدد، يسرد القيادي في وحدات حماية الشعب زياد خمكين، الذي عاش مقاومة حي الشيخ مقصود لحظة بلحظة، مقاومة أبناء الحي في الدفاع عن أرضهم، وعدم الرضوخ للقصف الهمجي من قبل المرتزقة.

وهنا نستعرض ملخصاً لحديث القيادي وذكريات مقاومة الحي في ذكراها الأولى.

“مع بداية عام 2012 بدأت انتفاضة الأهالي الذين نظموا أنفسهم ووضعوا حواجز الحماية على الرغم من عدم امتلاك أي سلاح، حينها أراد النظام البعثي الدخول لحي الشيخ مقصود عبر تلك الحواجز إلا أن الأهالي لم يقبلوا بدخول النظام البعثي وتصدوا له مما أجبره على التراجع.

عندها أراد النظام البعثي الدخول للحي باستخدام أساليب مختلفة ومنها استخدام عشيرة البكارة، حيث هاجمت العشيرة الشهيدة كولى سلمو، إحدى النساء المقاومات من أهالي الشيخ مقصود المعروفة بروحها الوطنية والفدائية منذ البداية، واستهدفوها بالرصاص الحي مما أدى لاستشهادها، كانت هذه الخطوة الأولى من مخططات النظام الذي أراد من خلالها الدخول إلى الحي وكسر إرادة الشعب.

ولكن النظام البعثي تفاجأ أن الأهالي وبعد شهادة المناضلة كولى انتفضوا صغيراً وكبيراً وهذه كانت الإشارة الأولى لإرادة الشعب وعدم الاستسلام للنظام الفاشي.

بعدها استهدفت المجموعات المرتزقة التابعة للمدعو خالد الحياني الحي بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة لزرع الرعب في نفوس الأهالي، طبعاً هم أيضاً اصطدموا بإرادة الشعب وعدم تقبلهم هذه المجموعات ووقوفهم في وجه هذه الأسلحة بقوة إرادتهم وتمسكهم بالحي وأفشلوا هذه الهجمات.

وبالتزامن مع هذه الهجمات صعد الأهالي نضالهم ونظموا صفوفوهم وزادوا من حواجز الحماية في كل من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، كما أن وحدات الحماية آنذاك كانت القوة التي تحمي الشعب على الرغم من قلة المعدات العسكرية لديها.

مع بدايات عام 2013 وتحديداً في شهر شباط، المعروف بالشهر الأسود عند الشعب الكردي، وفي الـ 8 من شباط هاجم النظام البعثي حواجز الحماية للأهالي في الأشرفية وعليه ردت وحدات الحماية على الهجوم وكان الهجوم حينها كان أعنف من السابق والأسلحة المستخدمة فيه أقوى. طبعاً لم نكن نملك أسلحة للرد على هجومهم العنيف لذا تمركزنا في نقاطنا واستطعنا بمعداتنا القليلة كسر هذه الهجمات بمقاومة بطولية وبدماء أبناء الحي الذي ضحوا بأنفسهم للدفاع عن الحي.

وفي شهر آب من العام ذاته عاودت المجموعات المرتزقة التابعة للمدعو خالد الحياني الهجوم مرة أخرى من شارع المخابرات في الشيخ مقصود ودام الهجوم 22 يوماً دون توقف باستخدام أقوى الأسلحة. بالطبع هذه الهجمات أيضاً تلقت الرد من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب والمرأة الذين لقنوا مرتزقة الحياني درساً لا ينسى جعلهم لا يفكرون بهجوم الحي مرة أخرى.

عندما كان المرتزقة يفشلون بالتسلل إلى الحي كانوا يعمدون إلى قصف الحي باستخدام أسطوانات الغاز والقذائف، ومقابل ذلك كان مقاتلو وحدات الحماية دائماً على استعداد لصد هذه الهجمات وكسرها.

وفي عام 2014 تغيرت الأحداث وانكسرت المجموعات المرتزقة واندلعت الاشتباكات فيما بينهم. ومع ظهور مرتزقة داعش في سوريا حاولوا الدخول للحي ورد المقاتلون عليهم وأحبطوا هجماتهم. وفي عام 2015 اندلعت معركة باسم “لبيك يا أختاه” بدأت من خطوط حي الشقيف حيث هدد المرتزقة وحدات الحماية وطلبوا منهم الخروج من الحي في غضون 24 ساعة وإن لم يفعلوا سيشنون هجمات عنيفة عليهم ولكن هذه الخطة أيضاً فشلت.

وفي الـ 16 من شباط عام 2016 شهد حي الشيخ مقصود أعنف الهجمات، استشهد حينها عدد كبير من المقاتلين والأهالي نتيجة القصف، ونتيجة ذلك ظهرت إرادة الشعب والمقاتلين حيث توجه الآلاف من الأهالي للقتال إلى جانب مقاتلي وحدات الحماية وطالبوا أن يتمركزوا في نقاط الحماية إلى جانب المقاتلين وهذا كان مصدر معنويات وقوة بالنسبة لنا “.

غداً: قوة إرادة المقاتلين والأهالي أفشلت جميع مخططات الجماعات المسلحة.