مائة وخمس وثلاثون يوماً هزت الإرهاب
#الرقة_متحررة
سيهانوك ديبو

سقطت عاصمة الدولة الإرهابية (داعش) على يد وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. معركة تاريخية انتصرت فيها قوى النهوض على قوى الظلام؛ مشروع ديمقراطي على أجندة تمثل الظلام.
باتت الشعوب في سوريا تتلمس بعد هذا الانتصار المشرِّف في أن مساحات كبيرة تشتعل بالحرية والديمقراطية على حساب الفاشية والإرهاب والاستبداد. بالامكان القول بأن تحرير الرقة يعني استعادة الوجه الناصع والتهيئة السليمة لأسس العيش المشترك وأخوة الشعوب. هذه الشعوب تدرك تماماً بأنها تكون الخطيئة الكبرى وأنه التصرف الكيدي الحاقد إذا ما رَغِبَ أحدهم/ جهة/ شخص؛ أيّاً يكن؛ وأن يصوِّر بأن معركة تحرير الرقة هي صرف ميدانية. أو بنادق تتحارب؛ فالصائب والانصاف أن نقول ونفكِّر بأن مشروع انتصر ضد مشروع ظلامي مُشَغَّل من قبل الاستبداديين (على مختلف تموقعاتهم).

بات الكرد في المنطقة وفي العالم يُنظَر إليهم بأنهم يقودون التغيير الديمقراطي، وبات حل القضية الكردية بمثابة مفتاح دمقرطة الشرق الأوسط وتحقيق الأمن والاستقرار فيه. الكُرد الذي يقاتلون ويناضلون ويفكرون عبر دماغ وعقل الأمة الديمقراطية التي تمثِّل بدورها أوكسير الحياة والديمقراطية في المنطقة. وبأن الفكر النمطي لا يجلب معه سوى المزيد من الانكسارات وهو بالأساس السبب الأساس في ألم البشرية؛ في مقدمتهم شعوب الشرق الأوسط ولقضاياهم.
مرأة قادت معركة تحرير الرقة. سيذكر التاريخ ذلك بمزيد من الاسهاب؛ وأنها تنمتي لنتيجة محاسبة أيديولوجية ناجحة لمسائل الجنسوية والدينوية والقوموية والعلموية. هذه هي رباعية قائد وفيلسوف الأمة الديمقراطية ضد الرباعيات المهترئة؛ رباعيات الضد من التاريخ ومن البشرية. ووفق رباعية أوجلان يكون الشرق الأوسط ويكون الكرد فيه بأمن وتحل جميع قضاياهم وجميع مسائلهم.
يذكر التاريخ بأنه في 17 أكتوبر 1917 كانت ثورة البلاشفة؛ ثورة ضد السلطة القيصرية وضد الظلم المجتمعي في روسيا. وبغض النظر عن عشرات الأسباب التي أدت إلى فشل وخيم للاتحاد السوفيتي؛ بالطبع كلها أسباب منطقية أكدت عدم استطاعة استمرارها وسقوطها المدوي. لكنها كانت ثورة اعتمدت النظرية الفلسفية والفكرية وشخصّت بشكل متقدم ظروف تلك المرحلة. سيذكر التاريخ بأن 17 اكتوبر 2017 يوم من أيام ثورة متكاملة استندت على الميراث الفلسفي لحركة الحرية الكردستانية وكانت تشخيصها ناجحاً وفق نتائج ناجحة تؤكد بأنه عصر الأمة الديمقراطية قد بدأ. وإذا كانت ثورة اكتوبر السوفياتية من أجل البروليتاريا (مع الملاحظة النقدية على هذا المصطلح بحد ذاته)؛ فإن ثورة 19 تموز 2012 هي للبروليتاريا والفلاحين والفئات المجتمعية والمثقفين وجميع الفئات الديمقراطية؛ ثورة من المجتمع وإلى المجتمع وعبر إدارة المجتمع لنفسه وبذاته. ولأنه كذلك فإنه كان الانتصار.
الرقة متحررة؛ يعني بأن مرحلة جديدة قد بدأت؛ مرحلة ما بعد داعش قد بدأت اللحظة. وهو اعلان عن ترسيخ للمشروع الديمقراطي المتمثل بالفيدرالية الديمقراطية.
اقرأوا أوجلان؛ الجميع يدرك من يكون وكيف يكون بكينونته أن يغيّر الكون.

مبارك لسوريا
مبارك للكرد الذين يقنتعون بأن الاصرار على الأفكار التي فشلت وانتهت صلاحيتها؛ ليس سوى استحضار للهزيمة والنكوص.

الحرية كل الحرية للفيلسوف والقائد عبدالله أوجلان.