Tev-Dem

الوعود التي منحتها تركيا لأمريكا، تعني انتحار تركيا

320

قال المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط نيازي حميد إن المباحثات التركية الأميركية بشأن منبج لا تصب في مصلحة تركيا. بل هي مجرد مكاسب مزيفة “الوعود التي أعطتها تركيا لأمريكا هي انتحار بالنسبة لتركيا”.

تحدث المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط من باشور (جنوب) كردستان نيازي حميد لوكالة أنباء هاوار حول نتائج وتداعيات اللقاءات الأمريكية التركية الخاصة بموضوع منبج. وقال حميد إن الاتفاق الأميركي التركي لا يصب في مصلحة تركيا “أردوغان يبحث عن انتصارات مزيفة، وهذا ما تقدمه له أميركا”.

’حزب العدالة يحاول تعديل أزماته من الخارج‘

حميد أشار إلى أن مجمل تصريحات وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو هي في إطار الدعاية الانتخابية لحزب العدالة والتنمية “حزب العدالة يعاني من أزمات معقدة على الصعيد الداخلي، فالليرة التركية تتهاوى بشكل يومي، وتزداد نسبة البطالة وتتعمق المشاكل الداخلية. حزب العدالة يحاول تعديل هذه الأزمات من الخارج”.

’تركيا تنازلت لأميركا مقابل مكاسب لا قيمة لها‘

وأشار حميد إلى أن كلاً من أميركا وتركيا تحتاجان إلى بعضهما “تركيا هي الأكثر حاجة إلى أميركا، وكل لقاء بين تركيا وأميركا إنما يصب في مصلحة أميركا. ومن وجهة نظري فإن تركيا تنازلت كثيراً لصالح أميركا مقابل مكاسب لا قيمة لها. لأن أردوغان بحاجة إلى مكاسب مزيفة لخدمة حملته الانتخابية، وأميركا بدورها سوف تلبي مطالب أردوغان بمنحه المزيد من هذه المكاسب المزيفة.”

’لا يمكن رفع قيمة الليرة التركية بدون أميركا‘

وفي شرح تفاصيل المكاسب المزيفة تطرق حميد إلى نقطتين. وقال بهذا الصدد “تركيا تقول إن لأميركا اليد الطولى في هبوط قيمة الليرة التركية شئنا أم أبينا، ورغم كل محاولات البنك المركزي لتعديل قيمة الليرة التركية إلا أنه أخفق في ذلك. أردوغان يعلم جيداً أن قيمة الليرة التركية لن تتحسن بدون أميركا، مما يعزز من الضغوطات الأميركية على تركيا.”

’تركيا بحاجة إلى مكاسب مزيفة‘

وقال حميد إن أردوغان وحزب العدالة والتنمية كانا بحاجة إلى بعض المكاسب الخارجية المزيفة بعد الاحتلال التركي لعفرين. “تركيا لن تتمكن من تحقيق مكاسب في عفرين، حيث ما زالت هناك مقاومة كبيرة مستمرة، لذلك فهي بحاجة إلى حدث آخر، وهذا الحدث هو منبج. وتركيا لن تحقق أي مكاسب في منبج أيضاً. المكاسب التي يتحدثون عنها هي مجرد مكاسب إعلامية. وأردوغان وحزبه بحاجة إلى مثل هذه المكاسب المزيفة من أجل الانتخابات، وأردوغان قدم تنازلات كبيرة لأميركا مقابل هذه المكاسب المزيفة.”

’وفاء تركيا بوعودها يعني الانتحار‘

ونوه حميد إلى أن الأمريكان يقولون إنهم اتفقوا مع تركيا على نقطتين، وأضاف “النقطة الأولى انسحاب مستشاري وحدات حماية الشعب من منبج،  وهذا ما أكدته وحدات حماية الشعب. النقطة الثانية هي إنشاء نقاط عسكرية مشتركة بين مجلس منبج العسكري وأمريكا وفرنسا، بهدف منع الصدام مع عناصر الجيش التركي ومجموعات درع الفرات. وعدا عن هاتين النقطتين لا يوجد شيء آخر. مجلس منبج العسكري سيبقى على وضعه. مما يعني أن المكاسب التركية في منبج مؤقتة وقصيرة المدى. وهذه المكاسب تتعلق بالوعود التي قطعتها تركيا لأمريكا، وتنفيذ هذه الوعود من الجانب التركي يعني الانتحار”.

’تركيا فتحت على نفسها أبواب جهنم‘

نيازي حميد أشار إلى العديد من العوامل وأسباب التنازلات التركية لأمريكا، وأضاف “أولاً يجب على تركيا التراجع عن الاتفاق الذي أبرمته مع روسيا فيما يتعلق بصواريخ S-400. وبهذا الشكل تكون تركيا قد فتحت على نفسها أبواب جهنم. لأن روسيا لن تقبل بسهولة بانسحاب تركيا من الاتفاقية. وفي الوقت نفسه يجب على تركيا الانسحاب من أستانا. وبهدف تحسين ظروف وشروط قاعدة أنجرليك بالنسبة لأمريكا، يجب إعادة النظر بموضوع إنجرليك بما يتناسب مع المصالح الأمريكية. ضمان الدعم التركي فيما يتعلق بفرض عقوبات مشددة ضد إيران. كما أن هناك موضوع العقوبات على تركيا فيما يتعلق بموضوع الضرائب. بمعنى أن على تركيا التخلي عن دعم الإرهاب. يجب على تركيا الإفراج عن كل العاملين في السفارة الأمريكية الذين اعتقلتهم. والأمر الأكثر أهمية هو موضوع اعتقال القس برونسون. فترامب يقول صراحة إن لا عدالة في تركيا. أمريكا تطالب بالإفراج عن القس فوراً. وهذا ليس أمراً مستبعداً، وربما يتم الإفراج عنه قريباً. لقد تمكن ترامب من تحرير مواطنين أمريكيين في كوريا، لكنه لم يتمكن حتى الآن من تحرير قس معتقل في تركيا. ويجب أيضاً حل القضية الكردية في تركيا، حتى لا يشكل الكرد ضغطاً على تركيا في المستقبل”.