بالتزامن مع الذكرى الـ 103 للمجزرة الوحشية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الشعب الأرمني في تركيا، التقت وكالة أبناء هاوار عدد من المواطنين الأرمن ممن يعيشون منذ عشرات السنين في مقاطعة عفرين، واضطروا للنزوح إلى مقاطعة الشهباء بعد الاحتلال التركي. المواطنين الأرمن أكدوا أنهم سيقاومون “السياسات الفاشية التركية”.
بعد مائة عام، أحفاد الأرمن نزحوا على يد أحفاد العثمانيين
المواطن محي الدين غريب وهو آرمني الأصل نزح والده من تركيا إبان المجرة التي ارتكبتها الدولة التركية بحق الشعب الأرمني بداية القرن الماضي، و توجه صوب سوريا واستقر في منطقة راجو في قرية حاج خليل حيث تبنته عائلة كردية. وحينها كان يبلغ من العمر 12 عاماً.
اليوم وبعد أكثر من مائة عام اضطر هو وأولاده مرة أخرى للنزوح من منازلهم هذه المرة أيضاً على يد أحفاد الدولة العثمانية.
يقول غريب إن الدولة التركية تسببت بتهجير الآلاف من الأرمن من مناطق إلى مختلف أرجاء العالم بعد المجزرة التي ارتكبت بحقهم، وبحق الشعب الكردي أيضاً “هذه المجازر لم يشهد التاريخ الإنساني لها مثيلاً”.
تركيا تعيد تاريخها
محي الدين غريب نوه خلال حديثه إلى أن الدولة التركية سعت إلى إبادة الأرمن والقضاء عليهم بشكل كامل، واضاف “في يومنا الراهن تعيد الدولة التركية تاريخها مرة أخرى من خلال احتلال عفرين وارتكاب المجازر بحق الأهالي وتهجيرنا من أراضينا مرة أخرى.”
وأكد محي الدين بأنهم لن يستسلموا لهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته ولن يعودوا إلى عفرين إلا تحت علم وحدات حماية الشعب والمرأة.
ومن جانبها قالت الشابة ديانا غريب إن جدهم كان يسرد لهم مشاهداته في ذلك الوقت عن المجزرة والممارسات الوحشية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحقهم ومعاناة الشعب الأرمني، وأضافت “تركيا تواصل تاريخه الحافل بالدماء والمجازر، وهذا ما شهدناه في مجزرة عفرين التي راح ضحيتها المئات من المدنيين.”
وفي نفس السياق ندد المواطن علي غريب بالمجزرة الأرمنية، وقال إن العدوان على عفرين يهدف إلى تكرار نفس المجزرة، وهي ترتكب المجزرة بحق الكرد لنفس الأسباب التي ارتكبتها بحق الأرمن سابقاً.
وأكد المواطن جميل غريب أن الاحتلال التركي يعيد هجرة الآرمن مرة ثانية في عفرين “فبعد هجمات جيش الاحتلال التركي على عفرين اضطررنا للنزوح من أرضنا، رغم أننا كنا نعيش بسلام، ونتمتع بكافة حقوقنا. ونحن كأرمن سنقاوم جميع سياسات الدولة التركية.”