Tev-Dem

نوجين ديرك: مقاتلونا وشعبنا يسطرون ملاحم بطولية وسنقاوم وسننتصر

357

عفرين- أشادت القيادية في وحدات حماية الشعب والمرأة نوجين ديرك بمقاومة مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة، وكذلك مقاومة الأهالي في مقاومة العصر في عفرين. ديرك وجهت تحية لكل المقاومين ولكل من ينبض قلبه من أجل عفرين ومن أجل الإنسانية، وقالت “سنقاوم وسننتصر”.

جاءت تصريحات القيادية في وحدات حماية الشعب والمرأة نوجين ديرك خلال حوار أجرتها معها وكالة أنباء هاوار في إحدى جبهات مقاطعة عفرين لتقييم سير المقاومة التي يبديها مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة منذ 29 يوماً ضد العدوان التركي.

وفيما يلي نص الحوار:

يشن جيش الاحتلال التركي منذ 29 يوماً عدواناً على مقاطعة عفرين، هل لكم أن تقيّموا لنا هذا العدوان؟

تركيا تحارب عفرين منذ 4 أعوام وإلى الآن عبر المجموعات التي تم شراؤها بالمال من قبل تركيا وهي معروفة للجميع، وعلى رأسها كتائب نور الدين الزنكي، لواء السلطان مراد، أحرار الشام، هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة، الكتائب التي شُكلت في إدلب، وحتى عن طريق مرتزقة داعش.

ويشن جيش الاحتلال التركي بنفسه بشكل مباشر مع مرتزقته منذ قرابة شهر هجوماً غادراً على عفرين، بحجة وذريعة الهجوم على الإرهابيين، تخلق تركيا هذه الحجج والذرائع لشرعنة عدوانها، وتروج لذلك عبر أبواقها الإعلامية ومحلليها السياسيين.

ويظهر بشكل يومي المحللون السياسيون الأتراك على شاشات التلفزة ويصرحون بأن كل من يتواجد في عفرين هم إرهابيون، لشرعنة عدوانهم الغاشم.

وتقول تركيا عبر حكومتها وإعلامها إن كل من يدعم عفرين هو أيضاً إرهابي، وأي إنسان يدق قلبه من أجل الإنسانية ويهتم بوضع عفرين يتهم بالإرهاب ويصبح إرهابياً بنظر تركيا.

عكس ذلك، الذي خلق الإرهاب وصنعه ويمارس الإرهاب، والذي يحاول نشر الإرهاب في هذا العصر الذي نعيش فيه وفي العالم، والذي يحاول قتل الإنسانية هي الدولة التركية نفسها وحزب العدالة والتنمية. تركيا هي الإرهاب نفسه.

ذكرتم، وظهرت بعض المعلومات على صفحات التواصل الاجتماعي، حول استقدام تركيا لمرتزقة داعش من مناطق إدلب وزجهم في العدوان الذي يشن على عفرين، ما صحة هذه المعلومات؟

للإجابة على هذا السؤال يجب أن نوضح بعض الأمور. إدلب تحت وصاية من الآن؟ ومن دخل إلى إدلب ومن طلب أن تكون منطقة لخفض التوتر؟ أليست تركيا، ومن يتواجد الآن في إدلب؟ يتواجد في إدلب جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أحرار الشام، كتائب إدلب، كل هؤلاء في حقيقتهم هم داعش، تقاتلوا فيما بينهم على الغنائم وما شابه، والآن أردوغان جمعهم وأشركهم في عدوانه على عفرين.

ما هي الإثباتات التي يطلبها المجتمع الدولي ليتأكد من قتال داعش إلى جانب تركيا في عفرين ؟ أليس هذا إثباتاً للعالم أجمع؟ ماذا يريد المجتمع الدولي من إثباتات غير ذلك؟ من يريد إثبات غير ذلك فهو بعيد عن الحقيقة. لأن العالم أجمع يدرك بأن الذين يقاتلون إلى جانب تركيا الآن في عفرين هي هذه المجموعات.

هل لديكم أي إثبات للتأكيد أكثر على وجود عناصر داعش بين المجموعات المهاجمة على عفرين؟ وأين يتواجدون إذا كانت لديكم معلومات؟

المرتزقة الذين تستخدمهم تركيا حينما يهاجمون ينادون الله أكبر ويرفعون شعارات داعش، مثلاً حينما يدخلون قرية ما يرفعون شعارات الله أكبر، من كان يمثل بالجثامين؟ ومن كان يحرق الجثامين؟ أليس مرتزقة داعش من كانوا يمثلون بالجثث ويحرقونها؟ هذه كلها إثباتات ودلائل على مشاركة عناصر داعش وتنظيم القاعدة في الهجمات على عفرين إلى جانب جيش الاحتلال التركي.

في كل الحروب هناك قوانين للحرب، يقتل من الطرفين المتصارعين، ولكن تحترم جثامين القتلى، ولكن هؤلاء لا يحترمون الجثامين ولا حتى الجرحى ولا حتى يتم احترام شعب المنطقة. لذا لا يلزم وثائق أو ما شابه حول إشراك مرتزقة داعش في العدوان على عفرين.

ذكرتم أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يمثلون بجثامين المقاتلات والمقاتلين، ما هدف تركيا من ذلك وما الرسالة التي تود تركيا توجيهها لأبناء المنطقة؟

تركيا بأفعالها هذه تريد إرسال رسالة للعالم أجمع بأنها تستطيع ممارسة الأعمال اللاأخلاقية، ولكنكم لا تستطيعون فعل شيء سوى الصمت، لذلك المجتمع الدولي والعالم أجمع صامت حيال هذه الممارسات الهمجية.

جيش الاحتلال التركي الذي يعد ثاني أكبر جيش في حلف الناتو يستخدم كافة الأسلحة المتطورة بما فيها الطائرات الحربية F16 والدبابات الألمانية المتطورة ومؤخراً دبابات أمريكية الصنع، ولم يحقق أي تقدم ملحوظ، لذا الجميع يتساءل من أين تستمدون قوتكم وإرادتكم للوقوف في وجه هكذا قوى؟

إذا كانت الحرب بالسلاح والتكنولوجيا فستنفد تلك التكنولوجيا، وإذا كانت بالوحشية فلا جدوى منها، ولكن إذا وجدت الإرادة والإيمان والثقة والارتباط بالأرض والشعب والوطن، فالنصر سيكون حليفك، ولن تهزم هذه الإرادة.

نعم تركيا استخدمت مختلف أنواع الأسلحة المتطورة في هجماتها على أراضي المقاطعة، وقصفت كل القرى والبلدات ضمن المقاطعة، وقتلت وجرحت المئات من المدنيين في عفرين. وقالت إنها ستدخل عفرين خلال يومين وبعدها صرح أردوغان بأنه خلال أسبوع سيدخل عفرين، وها نحن الآن نعيش اليوم الـ29 من عمر مقاومة العصر. وأردوغان صامت ولم يعد يدلي بمثل هذه التصريحات!.

الذي جعلنا صامدين حتى هذه اللحظة في وجه الاحتلال التركي هو الإيمان والإرادة، وسنبقى صامدين ومستمرين في تحقيق النصر، ومقاومة العصر في عفرين لا يمكن أن تحقق إلا النصر، لأن لدينا شعب وهذا الشعب بكباره  وصغاره يقاومون الاحتلال التركي وصامدون في وجهه ووجه طائراته ومدفعياته ودباباته.

ونحن نقاتل بإرادة مقاتلينا ومقاتلاتنا من وحدات حماية الشعب المرأة الذين يقاتلون جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بأسلحتهم الخفيفة، يحققون انتصارات كبيرة الآن، يلحقون أضراراً كبيرة بجيش الاحتلال التركي.

ذكرتم أن الشعب يقاوم معكم العدوان التركي، كيف هي العلاقة بينكم وبين الشعب؟

إن الذي أرعب وجعل أردوغان كالمجنون، وجعله يبدأ بهدم وتدمير منازل وأملاك المدنيين في عفرين هو التفاف الشعب حول أبنائه وبناته من مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في جبهات القتال وعدم التخلي عنهم، لأن جميع المقاتلين في عفرين هم أبناء شعب عفرين، وشعب عفرين قال كلمته بكل صراحة إما أن نموت مع أبنائنا أو نحيا معهم، وكل منطقة وبلدة وناحية وقرية في عفرين أرسلت هذه الرسالة للعالم أجمع.

ووقوف شعب عفرين صامداً وشامخاً أمام العدوان التركي، وتنظيم حياته بحسب المرحلة يمنح مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة القوة والإرادة لردع كافة الهجمات التي تشن على عفرين وتحطيمها.

نتابع العدوان التركي عن كثب، جيش الاحتلال التركي على الرغم من أسلحته المتطورة تلقى ضربات موجعة، مقاتلوكم ومقاتلاتكم فجروا عدّة دبابات وعربات عسكرية لجيش الاحتلال التركي، وأسقطوا حوامة حربية، لذا بدأ جيش الاحتلال التركي بالانتقام من شعب عفرين وباشر باستهداف المرافق العامة كالأفران والمطاحن ومصادر مياه الشرب، وحتى الأماكن الأثرية في عفرين، برأيكم لماذا تتبع تركيا هذا الأسلوب؟

تهدف تركيا إلى اتباع سياسة التجويع والتشريد بحق شعب عفرين، لذا تستهدف كافة المرافق العامة، والأفران، استهدفت أفران ناحية راجو لتجويع أبناء الناحية، لكنهم بقوا صامدين ومقاومين في الناحية رغم القصف.

تستهدف الأماكن الأثرية في عفرين لإمحاء تاريخ وثقافة شعب المنطقة من الوجود، وتغيير معالم المنطقة، بشكل كامل. لكي تدعي تركيا بأننا شعب لا ثقافة ولا تاريخ له.

تستهدف منازل المدنيين والقرى والبلدات والنواحي لتفريغها من أبناء الشعب، ولإجبار الشعب الذي بقي صامداً في وجه العدوان على الخروج من قراهم ومنازلهم. كما تحاول تركيا من خلال استهداف منازل المدنيين إلى خلق حالة رد فعل بين الأهالي ووحداتنا، ولكن أردوغان لا يعلم بأنه كلما استهدف منزلاً أو فرناً أو مكاناً أثرياً أو قتل طفلاً يزيد شعب المنطقة تمسكاً بوحداتنا وبقائه صامداً في وجه العدوان.

هل يمكننا القول بأن تركيا تهدف من خلال هذه الممارسات لتفريغ القرى والبلدات من سكانها الأصليين لتغيير ديمغرافية المنطقة؟

نعم وهذا معروف، فأردوغان قالها على وسائله الإعلامية بأن لديه 3.5 مليون لاجئ سوري، وبأنه سيطهر عفرين من الإرهاب، أي أن كل شعب عفرين بنظر أردوغان إرهابيون، وبأنه سيوطّن هؤلاء اللاجئين في عفرين، ومعظم الذين يحاربون إلى جانب أردوغان الآن يحاربون بحسب هذه الرواية.

كيف يكون التغيير الديمغرافي، يكون كما يفعل أردوغان الآن، تدمير البنى التحية، تدمير ثقافة المنطقة، تهجير شعب من وطنه ومنزله الذي خلق فيه وعاش عليه.

وأود أن أكرر هنا بأن الصمت الدولي تجاه العدوان التركي الآن على عفرين لأن أردوغان يهدد المجتمع الدولي والعالم بهؤلاء اللاجئين ويقول إن خرجتم عن صمتكم سأرسل هؤلاء إلى بلدانكم. أي أنه يهدد العالم وعفرين باللاجئين.

هل هناك قوى أو دول تدعمكم في هذه الحرب؟

منذ اليوم الأول وإلى الآن نصد العدوان التركي بإرادة وصمود، وقوة مقاتلينا ومقاتلاتنا، وبصمود وإدارة ودعم شعبنا، لو أن دول أو قوى ما دعمتنا لكانت أبلغت تركيا بوقف عدوانها الغاشم على عفرين وقتل الأطفال.

نحن وشعبنا فقط نحارب ونصد هذا العدوان.

تحدثتم عن الإيمان عدّة مرات خلال اللقاء، ما هو هذا الإيمان؟

الإيمان هو الإرادة والحرية التي نؤمن بها، هو المحاربة بشكل طوعي، هو الإيمان بشعبنا، الإيمان بشيء والدفاع عنه والعمل من أجله بكل ما تملك. ونحن نؤمن بوجودنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا ونحارب من أجل هذا الشيء.

إيماننا في تزايد مستمر لأننا نؤمن بحريتنا ووطننا.

كلمتكم الأخيرة؟

يُسطر مقاتلو ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة ملاحم بطولية، يتحلون بإرادة عظيمة يتصدون من خلالها للطائرات والدبابات. وهؤلاء المقاتلين والمقاتلات يحاربون عدو الإنسانية منذ 4 سنوات.

نحن لدينا مقاتلون سطروا أروع الملاحم البطولية وبملاحمهم انتصرنا، بملحمة آرين ميركان حررنا كوباني من داعش، وبملحمة سوزدا حررنا الرقة، بملحمة آفيستا خابور عاهدنا بأننا سنصد هذا العدوان وندحر كافة الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على عفرين.

وأتوجه بالشكر إلى شعب شمال سوريا، وأقول نحن نحارب منذ سنوات وحررنا مناطق كثيرة من الإرهاب والنظام الاستبدادي وكسرناه، لذا يجب أن يكونوا على ثقة بأننا ماضون في مشوارنا وسننتصر.

الدعم الذي قدمه أبناء شمال سوريا لنا محل احترام وتقدير، ونود من شعبنا أن يستمر في نشاطاته وفعالياته من أجل عفرين، وأن يوصل صوته للعالم أجمع.

وبصرخات شعبنا في كافة أرجاء العالم سنكسر الصمت الدولي والعالمي، ومن هنا من جبهات القتال نرسل تحياتنا إلى كل من ينبض قلبه من أجل عفرين ومن أجل الإنسانية، ونقول لهم سنقاوم وسننتصر.