وأشار عبدي في ختام كلمته إلى المجهود الكبير الذي بذلته هيئة الآثار في إقليم الجزيرة لحماية التراث القديم ليبقى مرجعاً للأجيال القادمة وأساساً للحضارات القادمة.
توالت عليها 15 حضارة من عصور ما قبل التاريخ وحتى الماضي القريب، لتشكل أكبر وأقدم صرحٍ أثري في المنطقة وتحتضن كنوزاً وتراثاً يحكي قصة أجدادنا وكيف عاشوا عصور ما قبل الميلاد.جاغر بازار أو (اشنكم) أقدم تلة أثرية في إقليم الجزيرة بحسب الدراسات والأبحاث، تقع جنوبي ناحية عامودا على بعد 48 كم.يعتبر تل جاغر بازار من المواقع الهامة منذ عصر البرونز القديم والوسيط وتتجلى أهميته في موقعه الاستراتيجي الذي جعله حلقة وصل بين الكثير من المناطق وسواحل المتوسط آنذاك، بالإضافة إلى وقوعه في منطقة سهلية خصبة وتقدر مساحة التل بـ 12 هكتاراً وبارتفاع 21 متراً.بدأت الأبحاث والتنقيبات على جاغر (اشنكم) منذ عام 1935 من قبل بعثات بلجيكية وبريطانية، وعلى يد هيئة الآثار في إقليم الجزيرة حديثاً وكشفت التنقيبات عن مراحل مختلفة تعود للقرن الـ 8 قبل الميلاد، كما أظهرت 15 طبقة حضارية متراكمة تتراوح ما بين 1500 إلى 3000 ق.م.ومن أهم الأثريات التي اكتشفت بعد التنقيبات والدراسات الأرقام المسمارية والتي تحدثت عن تدوين حالات ولادات ووفيات ومواضيع دينية وإدارية متعلقة بتسجيل حصص الرعاة وإيصالات العلف، كما تبين أن ثلث السكان الذين عاشوا سابقاً في (اشنكم) كانوا يحملون أسماء هورية.إلى جانب اكتشاف العديد من أنواع الفخاريات كالجِرار الصغيرة والمتوسطة والكؤوس والطاسات وجِرار كبيرة لحفظ وتخزين الحبوب، وكانت جميعها مزخرفة بتصاميم مختلفة وألوان أحادية اللون كالأسود والأحمر والبني وبأشكالٍ هندسية متعددة.وخلال جولة استطلاع لوكالة أنباء هاوار في تل جاغر بازار، تحدث أحد سكان جاغر بازار، المواطن علي عبدي عن أسباب تسمية التلة بتل جاغر بازار.وقال “كان يوجد سوق كبير في جاغر سابقاً احتوى على الكثير من المتاجر وكان الأهالي يتبادلون سلعهم فيها وتقام فيها البازارات، ونسبةً لها سمي بجاغر بازار، كما كان يقطن فيها الكثير من المكونات كالكرد والأرمن والعرب والأشور، إلا أنه مع مرور الوقت هاجر الكثير ولم يتبق في بلدة جاغر سوى المكونين الكردي والعربي”.
