Tev-Dem

إدلب.. ضحية الاتفاقيات الروسية التركية وخطيب يؤكد وجود خلايا لداعش تحت رعاية تركية

431

أكد إياد خطيب على أن ما تشهده إدلب هو نتيجة نهائية لسلسة طويلة من المخططات الدولية والإقليمية، فيما أشار إلى أن عمليات قصف نقاط المراقبة التركية ليست إلا رسائل إيرانية لكلٍّ من تركيا وروسيا.

صرح مدير المكتب الإعلامي لحزب سوريا المستقبل وعضو مجلسه العام إياد خطيب بأن الدول الإقليمية لم تتفق على صياغة محددة لأجل إدلب، ونوه إلى أن تركيا لا تسعى إلى حل جبهة النصرة بل تسعى إلى دمجها وإذابتها مع باقي الفصائل على حد وصفه، واعتبر خطيب أن روسيا سقطت أخلاقياً بعد تقديم الأخيرة تسهيلات لاحتلال عفرين.

وقال إياد خطيب في إجابته على أسئلة وكالة هاوار خلال لقاء مطول بخصوص الأحداث الأخيرة في إدلب “حقيقة ما يجري في إدلب هو نتيجة نهائية لسلسلة طويلة من المخططات الدولية والإقليمية، والتي جعلت من إدلب منفى لكل من رفض المصالحات مع نظام الأسد ولازال يتمسك بالحل العسكري”، فيما صنف الوضع الحالي لإدلب بالمستعمرة لتنظيم القاعدة والإخوان المسلمين المدعومان من قبل تركيا وإيران.

تركيا تريد توزيع عناصر “النصرة” وليس حلها

وفي خصوص السيناريو المتوقع لإدلب في ظل التداخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوري عامةً، وفي شأن إدلب خاصةً تحدث خطيب بأن القوى الإقليمية لم تتفق على صياغة معينة بخصوص إدلب حتى الآن، وأضاف بأن الروس يسعون إلى إعادة إدلب لحاضنة النظام السوري دون الاصطدام بمصالح تركيا ودون اللجوء للقوة المفرطة التي سينتج عنها كارثة إنسانية غير مسبوقة.

فيما كشف المخطط التركي بخصوص إدلب وقال بأن تركيا تحاول ضم إدلب إلى مناطق نفوذها المباشر كما في جرابلس والباب وذلك دون اللجوء لخسارة حليفها الأكبر في إدلب(هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً”) حيث تسعى لإذابتها مع  باقي الفصائل المسلحة في إدلب والتي تتبع لتنظيم الإخوان المسلمين على حد وصفه.

ويتوقع خطيب بما يخص مستقبل إدلب القريب بأن تكون هناك معارك ترسيم حدود جديدة في إدلب من جهة سهل الغاب وجهة جسر الشغور كون النظام السوري يسعى للسيطرة على هذه المناطق التي يعتبرها حديقة خلفية لحاضنته الشعبية في ريف حماة الغربي وريف اللاذقية على حد تعبير خطيب.

النصرة.. ذريعة استخدام القوة المفرطة في المناطق الثائرة

وعن دور جبهة النصرة التي تسيطر على المفاصل الحيوية في إدلب والتي تعتبر ذريعة روسيا للهجوم على إدلب شدد خطيب على إن تركيا لا تسعى إلى حل جبهة النصرة بل تسعى إلى دمجها وإذابتها مع باقي الفصائل وإنه لا يخفى على أحد استخدام تركيا لعناصر الجبهة في احتلال عفرين، مشيراً إلى أن تركيا نسقت مع النصرة لنشر نقاط المراقبة في تلك المنطقة.

ويُعتبر إياد خطيب أحد الشخصيات التي تهجرت من مسقط رأسها أريحا جنوب إدلب نتيجة مهاجمة جبهة النصرة على إدلب عام 2014، حيث بدأ بالعمل بالمجال الإعلامي مع بدء الثورة السورية في آذار 2011 وأسس العديد من المكاتب الإعلامية في حلب وجبل الزاوية وكان أحد النشطاء الذين قاموا بتوثيق انتهاكات النظام بحق المدنيين وغطى معارك طرد مرتزقة داعش من إدلب وحلب عام 2013.

حيث يقول بأنه لا يخفى على الكثيرين الدور السلبي الذي لعبته جبهة النصرة منذ مطلع الحراك الثوري في سوريا “فمن شيطنة الحراك الثوري إلى تأمين الذرائع للتدخل العسكري للقوى الفاعلة على الأرض واستخدام القوة المفرطة في قمع المناطق الثائرة”.

رسائل إيرانية لكلٍّ من روسيا وتركيا عبر إدلب

وتحدث خطيب عن الاتفاق الروسي التركي الذي كان أحد نتائجه احتلال عفرين قائلاً بأن “روسيا تسعى في الفترة الأخيرة لتحقيق مكاسب من خلال علاقاتها الجيدة مع تركيا، حيث قدمت روسيا تسهيلات كبيرة لتركيا ومنها احتلال عفرين”، منوهاً إلى أن الروس هدفهم من خلال تنسيقهم مع تركيا في نشر نقاط المراقبة هو السيطرة على الأوتوستراد الدولي الواصل بين حلب والعاصمة دمشق مشيراً إلى أنه ما تزال التفاهمات التركية الروسية سارية “ودليله تغاضي الأخيرة عن التجاوزات الكبيرة التي تقوم بها تركيا في عفرين من تغيير ديمغرافيتها وسرقة الممتلكات والخطف والقتل”.

واعتبر عمليات قصف المناطق القريبة من نقاط المراقبة التركية في إدلب وأريافها هي رسائل إيرانية لكلٍ من روسيا وتركيا مفادها بأن إيران حاضرة على الميدان ولن يتم أي اتفاق دون التنسيق معها، مشيراً إلى أن إيران تحاول تمرير بعض المصالح لها في المنطقة عن طريق التلاعب بالتفاهم التركي الروسي.

خلايا داعش موجودة في إدلب تحت رعاية تركية

ولم يستبعد خطيب السيناريوهات المتعلقة بمصير المرتزقة المتواجدين في إدلب واعتبرها قيد الدراسة فيما يخص بنقل مرتزقة الاحتلال التركي من إدلب للمناطق المحتلة في ريف حلب الشمالي مثل عفرين وجرابلس والباب وقال بأنه يمكن لروسيا وتركيا تسهيل وصول المرتزقة للريف الشمالي بغية محاربة المشروع الفدرالي الديمقراطي شمال سوريا منوهاً أن كل شيء وارد من روسيا الذين تخلوا عن أخلاقياتهم مقابل مصالحهم مع تركيا على حد تعبيره.

وعن إمكانية ظهور مرتزقة داعش مجدداً في إدلب في ظل توارد معلومات عن عمليات نقل سرية لمرتزقة داعش لإدلب وتنظيمهم قال بأنه “هناك خلايا لمرتزقة داعش متواجدين في إدلب ولكن تحت إشراف ورعاية أجهزة المخابرات التركية التي تستغلهم لضمان التوازن وترهيب كل من يعارض وجودها هناك وسبق وأن استخدمتهم في معاركها لاحتلال عفرين وبأن عمليات النقل تحتاج لتواطؤ روسي لكي تتم”.

وأشار الخطيب إلى أنه توجد الكثير من القوى الوطنية في إدلب ولكنها مهمشة “والكثير منها تعمل بالخفاء أو من خارج إدلب لاسيما في المناطق المحررة من قبل قوات سوريا الديمقراطية أما باقي الفصائل والتشكيلات فهم مرتزقة يعمل أغلبهم لصالح حكومة أنقرة”.

هدف النظام ليس تحرير المنطقة من الإرهاب

وأكمل خطيب في سياق إجابته على أسئلة وكالتنا متحدثاً بأن أجهزة المخابرات التركية تسعى إلى تقويض فرص المصالحات وذلك عن طريق اعتقال الشخصيات التي تروج لها من قبل جبهة النصرة “والتي تعتبر اليد الضاربة لأجهزة المخابرات التركية”.

ونوه خطيب إلى أن “فرص عقد مصالحات بين النظام والأهالي في إدلب تكاد تكون معدومة على عكس المناطق الأخرى التي عقدت مصالحات كون معظم أهالي إدلب مطلوبون من قبل أجهزة المخابرات السورية أو مطلوبون للخدمة الإلزامية”.

وعن تأثيرات عمليات النظام العسكرية على الوضع السياسي المرتبط بتحرير عفرين قال خطيب بأنهم “أمام حسابات سياسية معقدة في المنطقة بالنسبة لكل الأطراف فالنظام السوري الذي يغض الطرف عن احتلال تركيا لعفرين ومناطق أخرى وتسليمهم لعناصر إرهابية بالتأكيد ليس هدفه تحرير المنطقة من الإرهاب”.

مطالبات بالانفصال وشلل تركي بالإدارة

وتحدث خطيب عن عدم قدرة تركيا إدارة المناطق الواقعة تحت احتلالها في الشمال السوري حتى قبل الأزمة المالية التي تعيشها مؤخراً نتيجة خلافاتها مع أمريكا معولاً ذلك على قيام تركيا “باستخدام عناصر متورطة بعمليات إرهابية وعناصر فاسدة بمثابة مرتزقة تعمل لصالح حكومة أنقرة ولا تعمل لصالح بناء وإعادة الاستقرار إلى هذه المناطق ولا يخفى على أحد ما يجري من عمليات سلب ونهب وقتل وتفجير في هذه المناطق”.

وردّ خطيب البيان الذي صدر من قبل بعض المجالس المحلية في إدلب والتي طالبت بالوصاية التركية أي بمعنى آخر الانفصال عن الأراضي السورية قائلاً بأن أغلب المجالس المحلية في إدلب تم تشكيلها في داخل تركيا وهي من تمول هذه المجالس “في الحقيقة من أصدر هذا البيان كان هدفه استمرار قبض راتبه من قبل الراعي التركي لهذه المجالس”.

وأكمل قائلاً بأنه “لا تعتبر هذه المجالس ممثلة للشعب في إدلب بقدر ما تمثل مصالح مموليها”، مؤكداً بأنه سيصدر بيان قريباً من قبل بعض القوى الوطنية في إدلب يندد بهذا البيان ويدعوا لخروج المحتل التركي من كافة الأراضي السورية.

مخاوف من ارتكاب مجازر بحق المدنيين في ظل مناشدة ق س د

وعبر خطيب في نهاية لقائه مع وكالتنا عن مخاوفه “الشديدة” تجاه مصير المدنيين في إدلب والذي بات في تضخم كبير خشيةً من أن تقوم المرتزقة باستخدامهم كدروع بشرية والاختباء بين منازلهم, بالإضافة لتخوفه من استغلال ظروفهم المعيشية الصعبة والضغط عليهم ونقلهم على مخيمات تعمل على تجهيزها في عفرين “وذلك لتسهيل عمل حليفها الروسي الطامح للسيطرة على إدلب إذا ما تم الاتفاق بين الطرفين على ذلك”.

وناشد مدير المكتب الإعلامي لحزب سوريا المستقبل وعضو مجلسه العام إياد خطيب قوات سوريا الديمقراطية بالعمل على وضع دراسة آلية تدخل سريع في حال حدوث أي طارئ هناك في سبيل حماية المدنيين وضمان سلامتهم.