عفرين- الجميع كانوا في الشوارع وحتى الأطفال، رغم القصف الذي يطال المنطقة يومياً وأصوات الرصاص في محيطها، إلا أن أهالي جندريسه صامدون، شعارات النصر كانت تلوح على كل من تراه في الشارع رافعين يدهم إلى الأعلى في إشارة منهم إلى النصر في مقاومة العصر.
تستمر مقاومة العصر منذ أكثر من شهر، وفي كل يوم تظهر جوانب من هذه المقاومة، اليوم في جندريسه كان الصغار، الشيوخ والنساء كلهم كانوا متواجدين في الشوارع، ليتبين للاحتلال التركي أنهم لم يخرجوا من منازلهم.
السماء كانت صافية بعد هطول أمطار غزيرة، صوت وسقوط القذائف على مركز المنطقة وقراها لم يتوقف بعد، رغم ذلك كان أهالي المنطقة متواجدين في الشوارع يتمتعون بأشعة الشمس الصافية، الأطفال كانوا يلعبون، حيث بات سقوط القذائف لديهم أمر طبيعي.
في أول شارع بين قرية يلانقوز ومركز المدينة، كان هناك العشرات من أهالي من أطفال، شيوخ ونساء تلك المنطقة متواجدين على أرصفة الشوارع، وبمعنويات عالية رافعين شارات النصر للسماء منتظرين النصر القريب على الفاشية التركية.
التقينا في تلك المنطقة مع مسن يدعى أبو حنان، أكد على أنه مهما حاول الاحتلال التركي لن يخرجوا من المنطقة، وباقون حتى النهاية في المنطقة، وقال: “مر على مقاومة العصر أكثر من شهر، ولم يتقدم الاحتلال، لدي أربعة شبان متواجدون في صفوف وحدات حماية الشعب، وهم يقاتلون العدو منذ اليوم الأول، كيف لي أن أخرج من المنطقة وأترك أولادي، ولو استشهد أولادي الأربعة سوف أحمل السلاح وأواجه العدو’’.
وأضاف أبو حنان إلى حديثه: ’’رأينا ما حصل في شنكال، لهذا لا نسمح بتكرار سيناريو شنكال في عفرين، إما أن نموت هنا أو ننتصر هنا هذا قراري ولن أتراجع عنه، اليوم إذا لم ندفع دمائنا فداء لهذا الوطن، لا يمكن أن نعيش بكرامة، يمكن أن يولد طفل ولكن لا يمكن أن يولد الوطن مرة ثانية’’.
جولتنا استمرت في جندريسه حيث الأطفال الصغار كانوا متواجدين في الشوارع يلعبون، وعند سؤالنا لهم هل أنتم تدرسون أجابوا: ’’نعم ندرس، لكن اليوم نتيجة هذه الهجمات الوحشية قد دمرت مدرستنا في المدينة، نريد أن نعود إلى المدارس لكي نتعلم’’.
في محطة أخرى من جولتنا ضمن مركز الناحية ورغم القصف الذي كان يطال المدينة صاحبتنا إحدى النساء، وهي تلوح بيدها شارة النصر التي قالت بدورها ’’اليوم هو يوم الحياة أو الموت اليوم مصيرنا يتبين، ونحن منتصرون على الاحتلال ومرتزقته، لا نسمح لأحد باحتلال ترابنا’’.
فرق الرقص الفلكلورية التابعة لمركز الثقافة والفن في المدينة كانوا يؤدون التدريبات، زيلان إحدى عضوات الفرقة قالت: ’’رغم القصف علينا منذ شهر نمارس التمارين، ونهدي هذا الرقص إلى كل المقاتلين والمقاتلات المتواجدين في جبهات القتال’’.
امرأة أخرى كانت جالسة في الشارع: ’’ماضون على فلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان، لم نخف من الاحتلال التركي ومرتزقته، وسوف ننتصر على العدو لأننا أصحاب الحق والوطن هنا’’.
هذا وما زال أهالي جندريسه باقون في منازلهم، رغم الهجمات الوحشية الذي تطال المنطقة منذ اليوم الأول من هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في 20 كانون الثاني من هذا العام.