دير الزور- تؤدي مقاتلات وحدات حماية المرأة المشاركات في حملة عاصفة الجزيرة دوراً بارزاً ورائداً في تحرير المنطقة, المقاتلات تستخدمن آلية عسكرية ثقيلة مضادة للألغام وتساهمن يومياً في إزالة الألغام وتمهيد الطريق أمام تقدم المقاتلين.
أثناء جولتنا برفقة المقاتلين في جبهات عاصفة الجزيرة، وبالتحديد أثناء توجهنا إلى شركة حقل التنك النفطي، الذي حرره مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية من مرتزقة داعش قبل 10 أيام، رأينا آلية عسكرية مصفحة مضادة للألغام. عندما رأينا تلك الآلية الثقيلة انتابنا الفضول للاقتراب أكثر ورؤيتها عن كثب. حين اقتربنا من الآلية العسكرية رأينا إن مقاتلتي وحدات حماية المرأة سولين وبرمال تستقلان الآلية، كانت المقاتلان مكلفتان باستخدام الآلية المدرعة المضادة للألغام. المقاتلتان برمال وسولين تحدثتا لوكالة أنباء هاوار حول طبيعة مهمتهما على الآلية العسكرية.
’بهذه الآلية المدرعة سوف نقضي على الأعداء‘
مقاتلتي وحدات حماية المرأة برمال باهوز وسولين سياروجي تتشاركان قيادة الآلية المدرعة المضادة للألغام. المقاتلة برمال تحدثت حول تجربتها ومهمتها في استخدام الآلية المدرعة “انضممنا معاً منذ حوالي شهرين إلى حملة عاصفة الجزيرة، نستيقظ يومياً قبل أن يبدأ رفاقنا بالتحرك، نستطلع الطريق بواسطة هذه الآلية العسكرية وهي آلية مدرعة مضادة للألغام، وبعدها يبدأ رفاقنا بالتحرك، ربما هي المرة الأولى التي تستخدم فيها مقاتلات وحدات حماية المرأة هذه الآلية، إلا أننا نشعر بأهمية هذا العمل، فنحن نحمي رفاقنا بواسطة هذه الآلية كما نفتح أمامهم طريق التقدم، أقوم أما ورفيقتي سولين بإزالة وتدمير هذه الألغام بواسطة هذه الآلية، وفي نفس الوقت فإن هذه المهمة التي نؤديها ذات أهمية كبيرة ومقدسة بالنسبة لنا. سواء أكنا على متن الآلية أو كنا في المواجهات والاشتباكات فإنه هذا يعتبر أمراً مهماً ومميزاً بالنسبة لنا. لأن هذا الأمر يعني إننا نحمي رفاقنا من الألغام.”
وأضافت برمال باهوز “نتبادل أنا ورفيقتي سولين قيادة الآلية. صباح اليوم استيقظنا وتوجهنا نحو الطريق، وقبل أن يتحرك باقي المقاتلين قمنا باستطلاع الطريق وتأمينه بواسطة الآلية المضادة للألغام. وأثناء استطلاعنا للطريق تمكنا من إزالة لغمين كان المرتزقة زرعوها على الطريق.
برمال باهوز تحدثت أيضاً عن الصعوبات التي تواجههن أثناء القيام بمهمتهن “رغم المرتزقة يستخدمون التقنيات الحديثة ضدنا، إلا أننا ايضاً مستعدون لمواجهة جميع تقنياتهم، إننا نتمكن من التصدي لتقنيات العدو بشكل احترافي، المهام التي نؤديها الآن هي من أجل أن تنتصر هذه الحملة، إننا نستخدم جميع التقنيات المتوفرة لدينا ضد العدو. لأن هدفنا الأساسي هو ضمان حماية شعوب المنطقة. وفي نفس الوقت فإن هدفنا الأساسي الآخر هو التصدي للهجمات التي يشنها العدو ضدنا” .
’تأكيد على قوة المرأة‘
برمال باهوز تحدثت أيضاً عن نضال النساء وقوتها ” نضالنا يثبت مدى العزم والقوة التي تتمتع بها المرأة ، كما يؤكد على ثقة المرأة وإرادتها ، لأن العديد من الأشخاص والجهات في جميع أنحاء العالم لا يثقفون بقدرات المرأة ، ويتعاملون مع المرأة ككيان مستعبد. ولكن الآن أثبتنا العكس ، إننا نستخدم جميع الآليات العسكرية الثقيلة في ساحات القتال”.
’إننا نناضل من أجل تحرير شعبنا ووطننا‘
مقاتلة وحدات حماية المرأة سولين عبرت أيضاً عن مشاعرها إزاء المهمة التي تؤديها “إن المهمة التي نؤديها أنا ورفيقتي برمال مهمة مقدسة بالنسبة لنا، ونناضل من أجل إنقاذ شعبنا وتحريره من ظلم مرتزقة داعش. ونعمل ما بوسعنا لأداء هذه المهمة. أنا ورفيقتي برمال نستخدم هذه الآلية بشكل فعال منذ أكثر من شهر. ونؤدي هذه المهمة بشكل شغف وسعادة، لأن هدفنا الأساسي ومنذ البداية هو تحرير شعبنا ووطننا.”
وأضافت سولين “إن ما يمنحنا العزم والإرادة هي الروح الرفاقية التي تجمعنا، خلال الحملة نقدم الكثير من الضحايا والشهداء، إلا أن الروح الرفاقية التي تجمعنا هي الأقوى وهذه الروح تتعاظم خلال الحملة. لأن الروح الرفاقية هي أمر مقدس ومهم بالنسبة لنا، وخاصة أثناء المعارك. إن كل من يأتي ويعيش بين المقاتلين سيتعرف على حقيقة الحرب وحقيقة الروح الرفاقية بشكل جيد.”
’المقاتلات تؤدين دوراً ريادياً في حملة عاصفة الجزيرة‘
المقاتلة سولين تحدثت حول دور المقاتلات في حملة عاصفة الجزيرة “خلال التاريخ كانت المرأة على الدوام مستعبدة ومهمشة، لذلك لم يولوا أي أهمية لدور المرأة. أما ضمن صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة فإن رفاقية المرأة وصلت إلى أعلى المستويات، لأن المرأة تمكنت من تأسيس جيشها، ونحن بدورنا سنفعل ما بوسعنا من أجل تعزيز هذا الجيش وتقويته. النضال والمقاومة التي بذلتها المرأة حتى الآن في حملة عاصفة الجزيرة وفي الحملات السابقة أيضاً، ضد مرتزقة داعش، هو نضال ومقاومة عظيمة ومباركة. وعليه فإننا كنساء سوف نقاوم ونقاتل ضد مرتزقة داعش في كل الحملات والعمليات العسكرية ونحرر شعبنا ووطننا من ظلم المرتزقة”.