Tev-Dem

” حرية المرأة هي أساس حرية المجتمع بأسره “

429

بيان بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

في كل عام وفي مثل هذا اليوم يكون لنا موقف تُطلق فيه صرختنا عالية ونجدد فيه رفضنا للعنف الممارس ضد المرأة؛ هذا العنف الذي يأتي مدعوماً بالدرجة الأولى من الذهنية الذكورية التي تغذيّها نماذج دولتية استبدادية وتحرص على أن يكون بمختلف أشكاله. ليس لأننا نتذكر قضية حرية المرأة والعنف ضدها في هذا اليوم فقط، فنحن نناضل من مبدأ (حرية المرأة أساس حرية المجتمع)، إلا أننا نرى فيه بمثابة قرع ناقوس الخطر الذي يهدد كل مجتمع ما زال ينظر برؤية دونية واستعلائية إلى المرأة حتى اللحظة  وعلى الرغم من التطورات الكبرى التي شهدها العالم في قضية مناهضة العنف ضد المرأة وشرعنة حقوق المرأة وتضمينها في قوانين إلا أنها لا تزال تعاني من ممارسة العنف ضدها بكافة صوره وأشكاله جسدياً ونفسياً وقتلها بدافع الشرف والنيل من حقوقها كمرأة عاملة وممارسة التمييز السلبي عليها, ولا تزال المرأة في ظل نظام الهيمنة واستطالاتها المحليّة الإقليمية تعاني من الاضطهاد بسبب تغييب حقوقها الطبيعية في القوانين فضلاَ عن غياب الموروث الثقافي المشجع لتحرير المرأة واحترام حقوقها.

يحل هذا اليوم في هذا العام. والمرأة الكردية والعربية والسريانية والآشورية وغيرها من مكونات روج آفايي كردستان وشمال وشرق سوريا تتميّز بمكانة متقدمة. سيّما وأن أحد أهم مبادئ ثورة 19 تموز 2012 (المرأة الحرة ضمانة تحقيق الامة الديمقراطية) ونتائجها التي أرعبت التنظيمات الإرهابية؛ فدحرتها، وكبديل ديمقراطي للأنظمة الاستبدادية التي استبدت بسوريا الحديثة؛ حالياً ومستقبلياً، وبأنها ثورة بروح المرأة. وكان منطلق تحرير الرقة الذي يعد بدوره منعطفاً في التاريخ الحديث والمعاصر قد جاء منطلقاً من فلسفة الأمة الديمقراطية وتحقيق المجتمع الأخلاقي السياسي المتحرر جنسوياً.

إننا في حركة المجتمع الديمقراطي TEV.DEM نتذكر من خلال هذه المناسبة وفي كل لحظة مضت وتأتي؛ مشاعل النضال ومنارات الحقيقة المجتمعية وشهيدات الحرية و الفكر الديمقراطي الثائرات بيريتان وشيلان وزيلان وآرين وساكينة ورفيقاتهن جميعاً، وندين جميع أشكال العنف ضد المرأة. ونؤكد بأن معيار تحرر المجتمع يتحقق حينما يتم التأسيس الفعلي والقيمي لحرية المرأة ويتم فيه دحض الذهنية الذكورية التي يرجع إليها أسباب تأخر المجتمعات ونهاية الحضارات المدنية وبأن أي مجتمع يستند إلى منطق الاستبداد الذكوري هو آيل للسقوط ويخسر من خلاله الجميع دون استثناء. كما أننا نستنكر كل المحاولات والآراء الرامية إلى تسليع المرأة والنظر إليها دون ما يعكس حقيقتها التي تمتد من تاريخ المجتمع الأمومي وثقافة الإلهة الأم ويعود إليها الفضل في تأسيس الحضارة الديمقراطية. ونرى في أنه وبطليعة المرأة المنظمة المناضلة قد بلغ مجتمعنا مرحلة متقدمة يقطع فيها الطريق على أية محاولة رامية ضد إرادة المرأة وشخصيتها وذلك عبر نضال المرأة الذاتي وترسيخ نظام الإدارة والرئاسة المشتركة وبحسب مبادئ الحياة الحرة والمساواة.

 

– عاش نضال حرية المرأة.

 

٢٥ تشرين الثاني ٢٠١٧

الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV.DEM