Tev-Dem

إسحاق: ممثلو الشمال السوري منفتحون على الحوار مع الأطراف السورية

505

أشار نائب الحاكمية المشتركة في إقليم الجزيرة أفرام إسحاق إلى أن دور تركيا كلاعب في الأزمة السورية قد انتهى، بعد تجميع المجموعات المرتزقة من مختلف المناطق السورية في إدلب، وبيّن أن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية اللامركزية هو الحل الأمثل للأزمة السورية، موضحاً خلال حديثه أن ممثلي مكونات شمال سوريا منفتحون على الحوار مع الأطراف السورية.

شهدت المناطق السورية خلال الشهرين الماضيين، تطورات جديدة بعد توسع نفوذ النظام السوري في الجنوب السوري، وتجميعه المجموعات المرتزقة من كافة المناطق السورية في إدلب عبر ما يسمى بتسوية الأوضاع والمصالحة، كما توالت الدعوات لممثلي مكونات الشمال السوري، الأطراف السورية حول ضرورة إقامة حوار سوري سوري، لحل الأزمة السورية.

وأجرى مراسلا وكالة ANHA لقاءً مع نائب الحاكمية المشتركة في إقليم الجزيرة أفرام إسحاق، بصدد التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية، من حالة تخبط بين العلاقات التركية الروسية والأمريكية، والحوار الأخير الذي جرى بين وفد من مكونات الشمال السوري والنظام السوري في العاصمة دمشق في 26/تموز المنصرم، حول سبل الحل للأزمة وإنهاء الحرب.

وقال إسحاق في بداية حديثه إن “الوضع سوري معقد وحساس إلى حد ما، فبعد إبرام اتفاق بين النظام السوري والفصائل المسلحة برعاية روسية تركية في ريف دمشق “الغوطة الشرقية”، تم إجلاء المجموعات إلى محافظة إدلب، فموضوع إدلب وتجميع المسلحين كان من ضمن الاتفاقيات التي أبرمت بين روسيا وتركيا، لتكسب روسيا تركيا إلى صفها، وسمحت روسيا لتركيا باحتلال جرابلس والباب وإعزاز وعفرين وإدلب وإنشاء نقاط مراقبة فيها، وذلك للسيطرة على الفصائل المسلحة المنتشرة هناك والحصول على نصيبها من الكعكة السورية”.

وأشار إسحاق إلى أن قمة هلسنكي التي جرت بين بوتين وترامب، “غيرت الموازين على الساحة السورية والإقليمية، بعد محاولات كلا الطرفين الحصول على تركيا كحليف لصالحها بصفتها دولة إقليمية مؤثرة على سوريا”، وأضاف قائلاً “أمريكا وروسيا اتفقتا على تصفية حساباتهما مع تركيا، والضغط عليها لكسر نفوذها في سوريا وخصوصاً إدلب، وكان آخرها تهديد قوات النظام السوري بشن عملية عسكرية على المحافظة، بعد تنفيذ غارات جوية مكثفة خلال اليومين الماضيين، في خطوة منها لإرسال رسائل تحذيرية لتركيا، على أن دورها كلاعب في الأزمة السورية انتهى، بعد حصولها على الأصوات في الانتخابات التركية، وإنشاء نظام ذي طابع قومي متعصب”.

وحول استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته بممارسة انتهاكاتهم بحق أهالي عفرين، بيّن أفرام إسحاق أن الممارسات التركية ليست بجديدة في تاريخ الاحتلال العثماني، وقال إن تركيا مارست الضغوطات على جميع المكونات المتعايشة في المنطقة، وانطلقت انتهاكاتهم بدءاً من الشعب الأرمني ثم السرياني والآشوري وآخرها الشعب الكردي، وتابع قائلاً “فهم يسعون إلى فرض القومية الواحدة والعلم الواحد والوطن الواحد”.

وأكد نائب الحاكمية المشتركة لإقليم الجزيرة أفرام إسحاق أن “عفرين هي مدينة سورية بامتياز، وسكانها أغلبهم من المكون الكردي، ويحمل موقعها طابعاً استراتيجياً في الجغرافيا السورية، تركيا اتبعت سياسة التغيير الديموغرافي بحق أهالي عفرين، مقابل صمت القوى الدولية ورفع الاحتلال التركي أعلامه وسط مدينة عفرين، وكأنها أرض غير سورية”.

وحول الدور الذي لعبه مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية خلال ثورة 19 تموز، أوضح إسحاق أنه “نظراً لتشكل المنطقة من نسيج منوع للمكونات “كرد، عرب، سريان، آشور، أرمن”، عملت الإدارة الذاتية الديمقراطية في أولى خطواتها على درء الفتنة بين المكونات، وتشكيل إدارات مدنية لإدارة الأمور الاجتماعية والخدمية للأهالي، تعمل وفق مبادئ العيش المشترك وأخوة الشعوب بين مكونات المنطقة، وحقق أبناء الشمال السوري انتصارات عدة، خلال سنوات الحرب التي شهدتها المنطقة وحرروا عبر تأسيسهم لقوات سوريا الديمقراطية، معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في الضفة الشرقية لنهر الفرات”.

واعتبر أفرام إسحاق الإدارة الذاتية الديمقراطية مشروعاً لامركزياً لحل المشكلة السورية، ووصفه بالمشروع الحضاري غير الانفصالي والمطبق في عدة دول من العالم.

وبصدد موقفهم من اللقاء الأخير الذي جمع بين ممثلي الشمال السوري والنظام السوري في العاصمة دمشق، لفت أفرام خلال حديثه إلى أن “موقف مكونات الشمال السوري منذ بداية الأزمة هو أنهم منفتحون على الحوار، هم مع الحل السياسي للأزمة التي تعيشها البلاد، وأكد مجلس سوريا الديمقراطية ممثل مكونات الشمال السوري مرات عدة استعداده للحوار، وطرح مشروعه الديمقراطي كحل لعموم مناطق سوريا”.

واختتم نائب الحاكمية المشتركة في إقليم الجزيرة أفرام إسحاق حديثه بالقول “لا حل للمشكلة السورية دون مشاركة مكونات الشمال السوري في صياغة دستور سوريا الجديد، وضمان حقوق مكونات المنطقة”.