Tev-Dem

يتحدون أقسى الظروف، العفرينيون من وسط الدمار يرفعون شعار المقاومة

364

الوضع بات مألوفاً عليهم خلافاً لحياتهم السابقة في عفرين، يعيشون أقسى الظروف الحياتية الصعبة لكن كلهم إيمان وثقة بالعودة مجدداً إلى منازلهم ودحر المحتلين من أرضهم

عفرين- .ففي قرية تل شعير بمقاطعة الشهباء في إقليم عفرين، التي تعرضت في عام 2016 لدمار هائل أثر المعارك التي دارت بين الفصائل الثورية والمجموعات المرتزقة ما أجبر سكانها على النزوح صوب مناطق متفرقة من حلب، هذه القرية الشبه مدمرة يقطن فيها حالياً أكثر 300 مدني أغلبهم من الأطفال والنساء من عفرين أجبروا للخروج من منازلهم جراء القصف الوحشي لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

منازل مدمرة وأخرى تعرضت جدرانها للشقوق من المحتمل أن تسقط فوق رؤوس ساكنيها الذين نزحوا خوفاً من سقوط قذيفة تسقط على منازلهم، المهم في الأمر الاحتماء تحت سقف يأويهم ويحميهم في المحنة المصيرية التي يعيشونها.

وفي ظل غياب المنظمات الإنسانية عن تقديم الدعم لهم بالرغم من أنهم في ظروف حياتية قاسية، إلا أن إيمانهم بالقوات التي سهرت على حمايتهم لسنوات من المجموعات المرتزقة التي لا يوجد في قاموسها سوى “السلب والنهب والقتل”، لإعادتهم إلى منازلهم مجدداً، دفعهم لتحدي كافة الظروف والوقوف صامدين.

المواطنة عليا حج علي من أهالي حي الأشرفية بمدينة عفرين، التي تعيش مع 4 عوائل أخرى برفقة أطفالها الستة في منزل مدمر أجزائه يحيطها ركام الدمار والحجارة، تقول “أجبرنا على ترك منزلنا ومدينتنا، لأن قصف الطيران كان يقصف بشكل عنيف وعشوائي، نعيش الآن في منزل مدمر ولم نجلب معنا حاجياتنا، والوضع سيء ولكن رغم كل ذلك نحن نقاوم لنعود بأسرع وقت بعد تحرير مدينتنا من المرتزقة”.

لا نقبل المحتل وقاتلي الأبرياء…

سنتحمل كافة ظروف الحياة وقساوتها هنا في هذه المنازل المدمرة وفي ظل عدم امتلاكنا حاجيات المعيشة وبقائنا على الأرض، ولن نعود إلى مدينتنا ما دام فيها المحتلون، سنعود إليها بعد تحرير وتنظيف مدينتنا من الدخلاء والغزاة، كانت حياتنا آمنة وسالمة جداً، وجاء المحتل ودمر كل شيء، بهذه الكلمات وصف المواطن أكرم بكداش الذي خسر قدمه اليمنى منذ عامين جراء وقوع قذيفة بقربه عندما كان يعيش في مدينة حلب، وبعدها عاد إلى مسقط رأسه في مدينة عفرين ليكمل حياته فيها.

ويشير بكداش بأن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته احتلوا مدينتهم، وسرقوا ونهبوا أملاكهم وممتلكاتهم، وقتلوا المدنيين الأبرياء، “ومن المستحيل أن نقبل المحتل وقاتلي الأبرياء على أرضنا”.

لا يهمنا إن جعنا، المهم أن نعود إلى مدينتنا

روح الإصرار بالبقاء على أرضهم ومقاومة كافة الظروف الحياتية الصعبة التي مروا بها من (الجوع، العطش، البرد والتعب) بالإضافة إلى تقاعس المنظمات الإنسانية والإغاثية في تقديم الدعم لهم، إلا أن الأهم بالنسبة لهم هو تحرير مدينتهم والعودة إليها، حيث أعينهم تراقب أي سيارة عسكرية لوحدات حماية الشعب والمرأة تمر من أمامهم متجهة صوب عفرين وكلهم أمل دحر الاحتلال التركي ومرتزقته من أرضهم.

بهذا الصدد تقول المواطنة أمينة سلو من مدينة عفرين “خرجنا من عفرين خوفاً، فقد قصفوا منازلنا وأجبرونا على الخروج من مدينتنا، والآن لا يهمني شيء أتحمل الجوع والعطش، المهم أن نعود إلى مدينتنا بعد أن يتم تطهير مدينتنا من المرتزقة”.

الجميع أصبحوا عمياً لأمرنا

في حين استنكر المواطن مظلوم أمين حسن من حي الأشرفية بمدينة عفرين الذي يعيش مع عائلته في غرفة سلمت بعض الشيء من الدمار في قرية تل شعير، وهو أب لطفلين، الصمت الدولي والإنساني حيال وضع المدنيين لعفرين وما يعانوه من مأساة وعدم اهتمام أحد لأمر المدنيين والأطفال المشردين، في ظل الوضع الإنساني السيء الذي يحتاج لمساعدات إغاثية عاجلة.

وتجدر الإشارة بأن الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين مع مجلس مقاطعة الشهباء استنفروا كافة طاقاتهم وإمكانياتهم لخدمة أهالي عفرين، النازحين في الشهباء.