Tev-Dem

بيان مجلس المراة في TEV-DEM بالذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاد المناضلة زيلان.

92

أصدر مجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) بيانا بمناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لاستشهاد المناضلة زيلان التي سطرت اسمها بأحرف من ذهب في سجل النضال باختيارها درب الفداء والتضحية حيث جسدت الشهيدة زيلان أسمى معاني الالتزام الثوري والإرادة الحرة لتبقى رمزا خالداً في ذاكرة الحركة التحررية والمرأة المناضلة.

وجاء في مستهل البيان ما يلي:

في القرن الواحد والعشرين، برزت في أرض مزوبوتاميا ضمن الشعب الكردي قيادات هزت أركان السلطة والدولة، مما دفعها إلى إعادة تقييم حساباتها، في مواجهة المجازر والحروب والإبادات العرقية والثقافية التي طالت المجتمعات، وخاصة ما تعرضت لها المرأة من تمزق وتفتيت. هذه القيادات التي تمكنت من الوصول إلى أعلى مراتب الرفعة والسمو في سعيها نحو العدالة والمساواة. ومن بين هذه الشخصيات البارزة “الشهيدة زيلان”، السنبلة الحقيقية ورمز الانبعاث بالنسبة للمرأة في العالم أجمع.

في 30 حزيران 1996، شهدت حركة المرأة الكردستانية عملية فدائية نسائية أخرى، تركت بصماتها العميقة على تاريخها التحرري، وأضفت إرثاً جديداً إلى تراثها النضالي المتميز. صاحبة هذه العملية الفدائية هي “زينب كناجي”، التي عُرفت بين صفوف شعبها باسمها الحركي “زيلان”. لقد كانت عمليتها منعطفاً جديداً في تاريخ حركة المرأة الكردستانية، إذ أثبتت جدارة المرأة الكردية في تحديد الأهداف العسكرية والتخطيط لها بصورة تقترب من الكمال، وكشفت عن قدرة كل امرأة مناضلة على تحويل نفسها إلى جيش عظيم ينفجر في وجه العدو، إذا ما عرفت كيف تنظم طاقاتها وتقرأ المستجدات المرحلية وتحدد الهدف العسكري الصحيح الذي يؤثر في التوازنات السياسية ويصدم العدو ويُربكه.

زيلان، الفتاة الديرسمية التي جمعت في شخصيتها بين السياسة والتنظيم والفكر، هي التي أعطت المعنى الحقيقي للعشق، العشق الأبدي الذي لا ينتهي بالموت. استطاعت أن تخلق الحياة من رماد جسدها، وتنير درب العديد من النساء وتقودهن نحو الحرية والديمقراطية.

هي التي قالت وحققت مقولتها: “أنا أريد أن أصبح رمز ولادة المرأة الكردستانية”، وأصبحت لسان قلب مجتمعها، وأنارت الطريق بعشقها للحياة الكريمة، مُعطيةً معنى للموت في سبيل حرية مجتمعها ونفسها.

“إنني أصرخ، فليسمع كل العالم صوت صرختي”. بهذه العملية الفدائية، سأتحول إلى لغة حية تخاطب قلوبكم. نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا ألف مرة، من أجل تأمين مستقبل حر لكم. وما دامت “شجرة الحرية تُروى بالدم”، فلا بد لنا من تلبية هذا النداء. فالوطن ثمين للغاية، ولن تكون أجسادنا أغلى من الوطن للفداء بها من أجله. وأنا على يقين بأننا بذلك فقط نستطيع اتخاذ مكانتنا المشرفة ضمن المجتمع البشري الحر.

وقد سمع النساء في العالم والشرق الأوسط أجمع صوتكِ وندائكِ ببناء التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي والعالمي كتجسيد حي لإرادة نسائية جماعية تتطلع إلى بناء مجتمع ديمقراطي يسوده السلام والعدالة الاجتماعية، من خلال تمكين المرأة وتعزيز دورها في الحياة العامة والنضال السياسي والاجتماعي. وتوحيد نضال النساء في الشرق الأوسط لتحقيق ثورة ديمقراطية تقودها المرأة، في ظل تصاعد الحروب والأزمات التي تعصف بالمنطقة.

ونحن بدورنا كــ مجلس المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، نستذكر في شخصية الشهيدة زيلان في ذكراها التاسعة والعشرين جميع شهيداتنا العظيمات. ومع مرور هذه السنوات، نزيد إصراراً على السير في درب الحرية الذي رُوي بدماء قديسات وعظيمات مثل “شهيدة زيلان”، ورفع وتيرة النضال من خلال التمكين السياسي والفكري، وتوثيق الانتهاكات، ومناهضة الحروب والهيمنة الذكورية. لأن الأنظمة التي تتشكل في سوريا الجديدة تحمل في طياتها خلفية جهادية، مستمدة من تنظيم القاعدة، ولا تهتم بدور المرأة سواءً سياسياً أو تنظيمياً أو عسكرياً. وإصراراً على المضي قدماً لتحقيق أهدافهن في بناء مجتمع قائم على الحرية والمساواة، من أجل حياة مشرفة للأجيال المقبلة.