إلى الرأي العام
إلى مثقّفي العالم
إلى أبناء وبنات شعبنا السوري
مع انهيار سلطة نظام البعث وسقوط الطاغية بشار الأسد, وبروز مشاعر الفرح والانتصار لدى السوريين بجميع مكوّناتهم وانتماءاتهم بخلاصهم من حقبة استبدادية مظلمة من تاريخ سوريا المعاصر، ومع نهاية السلطة الحاكمة، والتوجّه لرسم خطوات مرحلة مصيرية لبناء سوريا تعدّدية ديمقراطية لامركزية، تمادت الدولة التركية وعملت، من خلال فصائلها الإرهابية، على تهديد السلم والاستقرار، ولجأت إلى الهجوم على مخيمات نازحي عفرين، وكذلك باشرت بالهجوم على مدينة منبج وأريافها، ودعمت هذه الهجمات بجولاتها الدبلوماسية ووقوفها ضدّ تطلّعات مكوّنات شمال وشرق سوريا نحو الحرية والسلام؛ حيث وجّهت مرتزقتها نحو منبج للوصول إلى جسر قره قوزاق وسدّ تشرين الذي يخدم عموم سوريا وليس المنطقة الشمالية فحسب، وذلك لتهديد السلم الأهلي واحتلال كوباني المدينة التي صمدت وانتصرت على تنظيم داعش الإرهابي.
ارتكبت الدولة التركية ومرتزقتها فظائع ضد مكوّنات المنطقة، والتي ترقى إلى مستوى جرائم حرب بحقّ الثقافة الإنسانية والإنسان، رافضة منطق وقف إطلاق النار الحوار.
إنّ حجم الهمجية والحقد الذي يكنّه النظام التركي تجاه مكوّنات شمال وشرق سوريا ليس بجديد، إنّما هو استمرار لمنطق القوة الغاشمة ضدّ الشعوب المسالمة المدنيين، وقد عرّضت حياة أكثر من مليون شخص للخطر ودفعتهم للنزوح عن مناطقهم وديارهم، من خلال قصفها لمدينة منبج وتعطيل الحياة ونهب المؤسسات الخدمية ومنازل المواطنين، وقتل الجرحى في المشافي بطريقة وحشية أمام مَرأى ومَسمَع العالم أجمع، وسرقة الممتلكات الخاصة ونهب المراكز الثقافية وإحراق المكتبة العامة التي كانت تضم آلاف الكتب والمخطوطات في الأدب والفلسفة والتاريخ والفكر والأديان.
إنّ إحراق الكتب والمكتبات الثقافية بحدّ ذاته جريمة بحق الإنسانية والثقافة، وهو عمل همجي جبان، ودليل على حقد ووحشية النظام التركي الحاكم، كما أنّه جريمة بحق الإنسانية جمعاء وخاصة أنه تمّ تحت أنظار العالم المتمدّن دون أن يحرّك ساكنا، بل التزم الصمت ووقف مكتوف الأيدي حيال كل ما جرى من انتهاكات ومجازر بحق السكان المدنيين، وبحق الثقافة والمثقّفين.
إنّنا كاتحادات ثقافية وأدبية في شمال وشرق سوريا ندعو لوحدة الصفّ الكردي في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة, وندعو لدعم ومناصرة قواتنا العسكرية, كما ندين ونستنكر بأشدّ العبارات الأعمالَ العدوانية الهمجية والهجمات التركية ومرتزقتها من الفصائل الإرهابية، ونرفع أصواتنا عاليا ضدّ جرائم أردوغان وحكومته التي تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة وضرب عوامل الاستقرار والسلم الأهلي، كما ندين الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم التركية بحقّ أبناء وبنات مكوّنات منبج والشعب الكردي وتاريخه في روجآفا. وندعو المنظّمات والاتحادات الثقافية والأدبية والفنية في سوريا والعالم إلى إدانة الأعمال العدوانية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي والفصائل المدعومة من قبلها.
وأخيرًا:
إنّ ما تمارسه دولة الاحتلال التركي من قتل وتدمير وطمس للهويات الثقافية لن يزيد شعبنا السوري، بجميع مكوّناته، إلّا إصراراً وتصميماً على تحقيق الحرية والكرامة وبناء الإنسان وإحلال السلام.
اتّحاد المثقّفين في مقاطعة الجزيرة
اتّحاد مثقّفي روج آفايي كردستان (HRRK)
اتّحاد الكتّاب الكرد في سوريا
قامشلو 17-12-2024