قال حكمت حبيب: أن الأنظمة المركزية أثبتت فشلها في كل أنحاء العالم، لافتاً إلى أنها متجهة إلى اللامركزية، وبيّن أن تشكيل اللجنة الدستورية لحل الأزمة السورية يجب أن تكون عبر مؤتمر وطني في الداخل السوري وينتخبها السوريون.
جاء حديث نائب رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب، خلال لقاء خاص مع وكالة أنباء هاوار، حول سبل حل الأزمة السورية والطريقة الملائمة لإخراج سوريا من الدوامة، حسب منظور مجلس سوريا الديمقراطية.
وقال حبيب أنه: مع دخول الأزمة السورية عامها التاسع، ظهرت خلال تلك الفترة تنظيمات إرهابية على رأسها مرتزقة داعش دمرت البنية التحتية والفكرية للمجتمع، وأضاف: ’’نحن في مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، استطعنا أن نهزم الإرهاب في مناطق شمال وشرق سوريا ونحرر هذه المناطق، والمحافظة على الحدود والأراضي السورية‘‘.
وأشار حبيب إلى أنهم منذ بداية الأزمة السورية، كانت لديهم قراءة مختلفة تتمثل بأن: “الأزمة السورية أزمة بنيوية ستطول ولا يمكن حلها خلال أشهر”، حسب ادعاء أطراف معارضة، وأردف بالقول: ’’اخترنا الطريق الثالث بتشكيل وحدات حماية الشعب آنذاك، وتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية من أجل الحفاظ على مكونات المنطقة وعلى البنية التحتية للبلاد، ونجحنا في ذلك، لأننا مؤمنين أنه لا يمكن بالحل لصالح فريق على حساب الآخر‘‘.
وبيّن حبيب أن الإدارة الذاتية يمكن أن تكون نواة لحل الأزمة السورية، موضحاً أنهم قدموا رؤية وخارطة طريق إلى الحكومة السورية.
وأكمل قائلاً: ’’هي مسيطرة على مساحات واسعة، وهي حكومة شرعية من المجتمع الدولي. نتعامل معها في هذا الإطار من أجل الحوار الحقيقي السوري-السوري، لكن هناك فريق ضمن النظام السوري لا يرغب بحل الأزمة، لأنهم مقتنعين بأن النظام المركزي ممكن أن يحدد صلاحيتهم كما كان قبل عام 2011‘‘.
وسلط حكمت حبيب الضوء خلال حديثه على أن الوضع تغير على الأرض، والأنظمة المركزية في كل أنحاء العالم أثبتت فشلها ومتجهة نحو اللامركزية، وتابع: “على هذا الأساس فإن الكرة الآن في ملعب الحكومة السورية، إن كانت تعمل من أجل الحفاظ على الشعب السوري ووحدته، يجب أن تكون جدية في الحوار مع السوريين لحل الأزمة، وعدم دخول البلاد مرة أخرى لأجندة مختلفة”.
وأوضح حبيب أن عشرات المؤتمرات التي عقدت في جنيف وسوتشي وآستانة، فشلت نتيجة غياب حقيقي لمكونات الشعب السوري الفاعلين على الأرض.
وأضاف: ’’هناك تجربة مريرة للعراق وهو دستور بريمر الذي أدى بالعراق إلى حالة من التشظي والانقسام، ونخشى أن تتكرر حالة بريمر بشخصية دولية أو دولة عظمى أخرى، من يكتب الدستور يجب أن يكون الشعب السوري ويجب أن تشكل اللجنة الدستورية من خلال مؤتمر وطني في الداخل السوري، ويكتب هذا الدستور على الأراضي السورية‘‘.
ولفت حبيب إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تشكيل لجنة دستورية، وقال: ’’ولكن بأجندة دولية وأجندة إقليمية وكل مجموعة موجودة في هذه اللجنة، تابعة لدولة عظمى أو دولة إقليمية أو محسوبة على ذاك الطرف وذاك الطرف وبالتالي هذا الدستور سيكون ناقصاً، ولن يُكتب النجاح لهذه اللجنة‘‘.
وأكد حكمت حبيب في ختام حديثه بأن تشكيل اللجنة الدستورية لن ينجح ولن يحصل خلال المرحلة القادمة، نتيجة غياب جدية القائمين على تشكيلها>
المصدر: ANHA