أوضح فاروق الماشي أن تركيا لها طموحات من أجل إعادة الإرهابيين إلى مدينة منبج واحتلال المدينة وتهجير أهلها، موكداً أن تركيا أثبتت أنها دخلت إلى الأراضي السورية لإعادة عهد أمجادها بعد احتلالها لمدينة عفرين ورفع العلم التركي فيها.
جاء ذلك خلال حوار مع شيخ عشيرة البوبنا والرئيس المشترك للمجلس التشريعي في منبج فاروق الماشي عن آخر التطورات التي تشهدها مدينة منبج في ظل استمرار التهديدات التركية على المدينة.
وفيما يلي نيص الحوار:
متى بدأت التهديدات والأطماع التركية في مدينة منبج؟
احتلت مرتزقة داعش عام 2014 منبج وريفها بشكل كامل وأخذت داعش نوعاً كبيراً من الهيمنة في مدينة منبج، فحولت المرتزقة المعالم التاريخية والأثرية إلى مكان لجلد الأشخاص وقتلهم وبالأخص المثقفين والشبيبة المثقفة بشكل كامل، فيما تسببت مرتزقة داعش بعملية تهجير أهالي منبج بعد الظلم الذي شهدوه إلى مناطق شمال سوريا الأكثر أماناً وبالأخص الأماكن التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
فيما لعبت تركيا دوراً كبيراً لتهجير أهالي منبج حيث فتحت كافة الأبواب الحدودية وكان الهدف الأساسي من تلك الخطوة سحب الشباب إلى المدن التركية واستعمالهم كأداة ولدفعهم في وقت لاحق للمناطق السورية ليقوموا بعمليات إرهابية ضمن الأراضي السورية، وكانت الدول العالمية متمسكة بصمتها تجاه الانتهاكات التي كانت تقوم بها تركيا تجاه الشبان والشابات، ونحن كأبناء مدينة منبج ناشدنا ولعدة مرات المجتمع الدولي والجامعة العربية التي تدعي بأنها حاضنة للعرب للوقوف أمام الانتهاكات التي كانت تقوم بها مرتزقة داعش وتركيا، لكن ومع الأسف الشديد فإن هذه الأطراف التزمت الصمت.
منذ بداية حملة تحرير مدينة منبج وريفها من مرتزقة داعش والتي انطلقت بعد مناشدة أهالي منبج لتحريرهم من مرتزقة داعش، لم تتوقف وحتى الآن الدولة التركية عن حملاتها ضد القوات المتشكلة من أبناء مدينة منبج، وحاولت عدة مرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام أن تستهدف القوات وشعب منبج، فكان على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في ذلك الوقت وحتى الآن العمل لوضع حدٍ ما للدولة التركية وتهديداتها على شعب منبج وعلى أبناء منبج المتمثلين بقوات مجلس منبج العسكري.
لم تقم الدولة التركية وأي دولة أخرى بالتدخل عندما كانت مرتزقة داعش ترتكب مجازر بحق شعب مدينة منبج فلماذا تحاول الدولة التركية التدخل بعد أن حرر مجلس منبج العسكري المدينة وقدم المئات من التضحيات؟
كثيرين يدعون بأنهم أصدقاء للشعب السوري فوق الطاولة ولكن تحت الطاولة هم ليسوا أصدقاء لنا مع الأسف، فعندما يتكلمون عن أهل منبج فهل يعلمون من هم أهالي منبج؟ أهل منبج هم من حرروا مدينتهم. للأسف الشديد عندما نتكلم عن التواطؤ الدولي كثير منا لديه علاقات مع دول ثانية فلن تنفع تلك الاجتماعات الذي يعقدونها بل نريد تحرير هذا البلد من الإرهاب ومن العدوان التركي الذي يحتل بعض الأجزاء السورية.
الكثير يتكلم عن الدولة التركية ويدعي بأنها أب للثورة السورية، لكنها ليست كذلك فعلى من يدعي بأن تركيا أب للثورة السورية أن يعود للتاريخ ويلقي نظرة على تاريخ الاحتلال العثماني، فالاحتلال العثماني له منهجية قوية.
تريد العدالة والتنمية الممثلة بأردوغان إعادة عهد أمجاده في الأراضي السورية، فعفرين دليل على أن تركيا تحاول إعادة أمجادها فتقوم الدولة التركية بتغيير ديمغرافي، فالذي أتى من حمص ومن الغوطة الشرقية ومن الأماكن الأخرى يسكنون في قرى عفرين وأهل عفرين خارج بلدهم، وأثبتت كافة الانتهاكات التي تقوم بها تركيا في عفرين في الإعلام والرأي العام، فهل أتى أردوغان ليحرر أهل عفرين من أهلها.
عندما كانت مرتزقة داعش تتواجد في مناطق منبج لم تقم الدولة التركية حتى بإصدار بيان تجاه المجازر التي كانت ترتكبها مرتزقة داعش بحق أهلنا، ومع بداية الحملة بدأت تركيا تهدد أبناء منبج المتواجدين ضمن صفوف مجلس منبج العسكري، لذا يمكن القول أن تركيا لها طموحات من أجل إعادة الإرهابيين إلى مدينة منبج لتهجير أهلها مرة أخرى ولتدمير المدينة كما دمرتها مرتزقة داعش فمرتزقة الدولة التركية لا ترحم المدنيين فكما قامت بتشريد أهالي عفرين وقتلهم تحاول أن تكرر السيناريو مرة أخرى. وكنت شاهداً على الانتهاكات التركية في عفرين عندما توجهنا إلى عفرين كوفد مدني، لقد استعملت كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والفتاكة لتقتلنا هناك، لذا يمكن القول بشكل صريح إن تركيا تحاول مرة أخرى اليوم إعادة الحياة للإرهابيين باسم آخر وبراية أخرى.
تركيا تحاول شرعنه الهجوم على مدينة منبج بحجة وجود قوات كردية في المدينة، ما صحة الإدعاءات التركية وهل من مقاتلين أكراد أو إدارة كردية في مدينة منبج؟
عندما تشكلت قوات مجلس منبج العسكري كان لها رديف وهو مجلس منبج المدني، الرديف السياسي للقوات، وعندما ناشد مجلس منبج العسكري أهله الذين كانوا في خنادق القتال ضد داعش، وحدات حماية الشعب والمرأة والفصائل الأخرى المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية لبت نداء مجلس منبج العسكري لتحرير المدينة من مرتزقة داعش وتوجهت مع أخوانهم في مجلس منبج العسكري نحو مدينة منبج لتحريرها.
بعد تحرير القوات المشتركة وعلى رأسها وحدات حماية الشعب والمرأة مدينة منبج من مرتزقة داعش بشكل كامل، انسحبت القوات بشكل رسمي من مدينة منبج وسلمت الإدارة العسكرية بشكل كامل إلى مجلس منبج العسكري المتكون من أبناء منبج، أما اليوم فينسحب المستشارون التابعون لوحدات حماية الشعب الذين كانوا يدربون مقاتلي مجلس منبج العسكري.
أما التضليل الإعلامي التركي دائماً على مدينة منبج فهو لخلق فتنة وزعزعة الاستقرار، ولكن أدرك أهالي منبج المخطط التركي عندما احتلت الدولة التركية ومرتزقتها مدينة عفرين.
ما هو موقفكم تجاه الاجتماع التركي- الأمريكي حول مصير منبج؟
هنالك تشاور دائم بين التحالف الدولي والإدارة المدنية في منبج، وكان للتحالف الدولي زيارات كثيرة في الفترة الأخيرة لمدينة منبج، نحن ليس لدينا عداء مع الدولة التركية بل عدائنا مع حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان والذي يهدد مدينة منبج بشكل دائم.
نحن شعب ندرك ما يجري حولنا ونعلم ما هو الصح في المدينة لذا نطالب الدول العالمية مراعاة الوضع الذي تمر به منبج والتصدي لمخططات الدولة التركية، فمهما كانت الاتفاقات فإن تركيا ستحاول استهداف شعب منبج.
ندائكم لأهل منبج؟
علينا أن ننظر إلى منبج كنسيج اجتماعي لجميع المكونات، ولنبني ما دمره مرتزقة داعش والقوات والمتطرفة، فنحن أملنا بشبابنا وبالمرأة السورية وليست المنبجية فقط، فمدينة منبج جزء من سوريا الموحدة ونحن نسعى لوقف هدر الدماء، وندائنا إلى الشرفاء بأن يساندونا لوقف الدم الذي تنزفه سوريا.