Tev-Dem

الخارجية الأمريكية: هذه ملامح خارطة الطريق حول منبج

361

كشف مسؤولان رفيعا المستوى في وزراة الخارجية الأمريكية ملامح خارطة الطريق التي أقرّها وزير الخارجية، مايك بومبيو مع نظيره التركي، مولودجاويش أوغلو بشأن منبج، خلال آخر لقاء جمعهما.

قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية إنّ وزيرالخارجية، مايك بومبيو أقرّ مع نظيره التركي، مولود شاويش أوغلو خارطة طريق، وهي عبارة عن إطار سياسي واسع يهدف إلى الوفاء بالالتزام الذي قطعته الولايات المتحدة لنقل وحدات حماية الشعب إلى شرق الفرات والقيام بذلك بطريقة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في مدينة منبج، وبطريقة متَّفَقٍ عليها بين البلدين.

وأوضح المسؤول الأمريكي، في إحاطة هاتفية مع مجموعة من الصحفيين، بشأن مجموعة العمل الأمريكية-التركية المعنية بسوريا، أنّه من المهم ملاحظة أنّ هذا الأمر بمثابة إطار سياسي واسع، وأن تنفيذ ذلك سيحتاج إلى تفاصيل لا يزال من المتعيَّن التفاوض بشأنها.

وأفاد مسؤول ثاني في الخاجية الأمريكية أنّ بومبيو أصدر بياناً، في وقت سابق من هذا الصباح، رحّب فيه بالقيام بعمليات جديدة ضدّ داعش في شرق سوريا، بقيادة قوّات سوريا الديمقراطية، بهدف إجلاء داعش من المنطقة التي تسمى “دشيشة”، والتي كانت معقلها على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات، على الحدود العراقية السورية مباشرة.

وأضاف، في الإفادة التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية بموقعها على الانترنت، “واستمرّ التخطيط لهذه العمليات على مدى عدة أشهر، في تنسيق وثيق للغاية على جانبي الحدود، وقد رحّب الوزير بذلك وأكّد أيضًا في بيانه أننا نركز على المرحلة التي ستأتي ما بعد داعش، وذلك على الجانب العراقي من الحدود، لضمان أنّ حكومة العراق – وحكومته الجديدة، عندما يشكّل حكومته الجديدة في أعقاب الانتخابات الأخيرة – سيكون لديها الدعم الذي تحتاجه لتأمين حدودها بالكامل ضدّ داعش والتهديدات الأخرى بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي لدينا مع العراق، وأيضاً في شمال شرق سوريا، حيث تعمل القوات الأمريكية مع شركائها لمحاربة داعش”.

ولفت إلى أنّ بلاده تعمل على ضمان أنّ يكون لجميع الأشخاص من شتّى المكوّنات في شمال شرق سوريا – العرب، الكرد، المسيحيين والتركمان – رأي مناسب في مستقبلهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وأكّد المصدر الأمريكي أنّ “خارطة الطريق في منبج تلعب دوراً في مسألة ما هي المرحلة بعد داعش”، مضيفاً: “وفقط لكي نشرح السياق حول منبج وحول الأهمية الفائقة لهذه المدينة، في عام 2015، كما تذكرون، عندما كان تنظيم داعش يشنّ هجمات كبيرة في شوارع باريس وبروكسل، كانوا يقومون بتدريب فرقهم تلك في سوريا. كانوا ينظّمونها في منبج للتسلّل وتنفيذ هذه الهجمات في مدن شركائنا».

وتابع بالقول: “لذلك كان هذا تهديداً كبيراً من قبل داعش في منبج – وهو تهديد لشركائنا في أوروبا، كما هو تهديد لتركيا. ولقد نظرنا في عدد من السبل، كما هو واضح، لإجلاء داعش من منبج. وقد فكّرنا في الانتقال من الغرب إلى الشرق مع مجموعات معارضة مدعومة من قبلنا ومن قبل تركيا، ولكنّ تلك العمليات أثبتت أنّها صعبة للغاية. وبعد الهجمات التي وقعت في باريس، عملنا مع قوات سوريا الديمقراطية، التي عبرت نهر الفرات وخاضت خلال أكثر من ثلاثة أشهر في صيف عام 2016، معركة صعبة للغاية، وفقدت خلال تلك المعركة نحو 300 شخص، ولكنها تمكّنت من إزالة داعش من منبج. ومنذ ذلك الحين، لم نشهد تلك الأنواع من الهجمات الموجّهة التي تخرج منها الفرق الإرهابية المقاتلة من سوريا لقتل الناس في شوارع الدول الشريكة لنا”.

ولفت إلى أن بلاده أطلقت جهداً دبلوماسياً قويّاًمع تركيا ومع شركائها على الأرض في محاولة لتهدئة التوترات، خاصة مع زيادة التوتر على خط الترسيم، بعد أن بات الوضع أكثر تعقيداً مع العمليات في عفرين، ما قابله تحرك لاجئي عفرين إلى منبج.

ونوّه إلى أنّ تنفيذ هذا الاتّفاق الذي سيكون جزءاً من عملية متواصلة، سيكون حرجا للغاية، لافتاً إلى أنّهم واثقون من أنّه سيمكّنهم، أثناء تعزيز خط الترسيم ومن خلال العمل بشكل وثيق مع تركيا،  ومع جميع أحزاب المعارضة على الأرض، ومع قوات سوريا الديمقراطية، لمواصلة الحدّ من التوترات.

ولفت المسؤول الثاني أنّ بلاده عملت مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاولة تقديم بعض التطمينات وضمان أنّها (قسد) تستطيع مواصلة الحملة ضد داعش، وهو ما قاموا ويقومون به بشكل فعّال جدّاً، معبّراً عن اعتقاده بأنّ وجود ترتيب سياسي واسع يؤدي إلى نتيجة مستدامة في منبج.

وقال إنّه “تمّ إطلاع بعد عناصر قوات سوريا الديمقراطية بالطبع على خارطة الطريق هذه، وسوف نحتاج إلى تعاونهم في التنفيذ. ونحن واثقون من أنّه مع الكثير من العمل –ولن يكون ذلك سهلاً بالطبع، ولكن مع الكثير من العمل– يمكننا كسب التعاون من قبل جميع الجهات. سيكون علينا العمل معاً بشكل وثيق هنا”.

وأوضح أنّ الاتفاق يتضمّن انسحاب “كوادر وحدات حماية الشعب المنخرطة في الحكم، وانتقالها، ويمكن استبدالهم بالسكان المحّليين الذين يمكن التوافق عليهم بشكل مشترك”.

وأفاد المسؤول الأمريكي أنّ بلاده تريد “التأكّد من عدم وجود تهديدات في منبج تنبثق ضدّ شعب سوريا أو ضدّنا من قبل داعش وأيضاً – من الممكن من داخل تركيا. ولذا نريد أن نمحض تركيا الثقة في هذا الصدد من خلال توفير الشفافية الكاملة لهم”.

وفيما يتعلق بتوقيت تنفيذ الاتفاق قال: “إنّنا ملتزمون بالقيام بذلك بأسرع ما يمكن، ولكن لا يمكننا إرفاق إطار زمني محدّد به. وحليفتنا في حلف الناتو (تركيا) ملتزمة أيضاً بتنفيذ هذا في أسرع وقت ممكن، وسنعمل بجدّ معهم لوضع الترتيبات التي تسمح بتفعيلها”.

وأضاف المسؤول رفيع المستوى (الأول) إنّ “تخفيض تصعيد التوتّر في سوريا كان عاملاً حاسماً في العمل الذي قمنا به لتشجيع قوات سوريا الديمقراطية على إعادة إطلاق العمليات الهجومية ضدّ داعش، والتي كانت مرة أخرى متوتّرة جدّاً وتستمرّ الآن مع إطلاق مرحلة جديدة بدأت قبل 48 ساعة فقط”.

وفيما يتعلق بإعلان وحدات حماية الشعب، أمس، سحب مستشاريها العسكريين من منبج وإذا ما كان جزء من خارطة الطريق، أجاب المسؤول رفيع المستوى (الثاني) في وزارة الخارجية: “نعم.. أودّ أن أقول، مرّة أخرى، إنّنا قد عملنا بجهد كبير مع كلّ الأطراف المعنية، وحقيقة أنّنا نجحنا في تخفيف حدّة بعض التوتّرات، كما نعتقد، من خلال هذا الترتيب، هي أحد الشروط على الأرض المهمّة من أجل إزالة الكوادر الأساسية من وحدات حماية الشعب – هؤلاء المستشارين المتواجدين هناك أساساً لضمان أنّه في حال وقوع هجوم عسكري، فإنّهم سيكونون هناك للدفاع عن المدينة. ولكن إذا لم يكن ثمّة تهديد بهجوم عسكري، فإنّ الحالة تختلف. لذا، من الواضح أنّنا نشجع هذا الإعلان وسنواصل العمل مع جميع الأطراف لتطبيق خريطة الطريق كما اتّفق عليها بالأمس وزيرا الخارجية”.