Tev-Dem

اهتمام عربي وعالمي بترشّح “دميرتاش” وسط تجاهل كامل للإعلام التركي

506

اهتمت وسائل الإعلام العربية والعالمية بإعلان ترشح «صلاح الدين دميرتاش» للرئاسة التركية، في وقت حجبت كافة وسائل الإعلام الخبر ولم تتناوله بأي شكل من الأشكال

 في الوقت الذي تجاهلت فيه وسائل الإعلام التركية، بشكل كامل لخبر ترشح الزعيم الكردي «صلاح الدين دميرتاش» للرئاسة التركية، ممثلا عن حزب الشعوب الديمقراطي، خرجت مئات الصحف والوكالات ووسائل الإعلام المختلفة عربيًا وعالميًا، لتتناول الخبر وتسلط الضوء على ترشح الزعيم الذي يواجه «رجب طيب أردوغان» من داخل السجن.

وكالة فرات للأنباء ANF، رصدت تناول وسائل الإعلام العربية، والعالمية لإعلان ترشح «صلاح الدين دميرتاش»، للرئاسة، والذي جرى أمس الجمعة في مؤتمر صحفي حاشد.

الإعلام التركي تجاهل تام

البداية من تركيا التي تجاهل إعلامها بشكل كامل إعلان ترشح دميرتاش، في وقت أفردت صفحات أغلبه للحديث عن الحزب الحاكم، وإنجازاته المزعومة.

موقع «أحوال تركية» الناطق بالعربية، أشار إلى تجاهل الإعلام التركي حملة دميرتاش لانتخابات الرئاسة، لافتا إلى دعوة حزب الشعوب الديمقراطي، إلى الإفراج عن زعيمه الكردي المسجون، بعد أن قدمه كمرشح للانتخابات الرئاسية.

ونقلت «أحوال تركية» عن دميرتاش، قوله في بيان مسجل، أذيع في الفعالية التي أقيمت في دياربكر، المدينة الرئيسية في جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية: «لا يوجد شكوك أن هذه ستكون حملة انتخابية صعبة وغير نزيهة».

ولفت الموقع إلى أن دميرتاش «رهينة سياسية»، وفقا لما أعلن في خطابه الذي سجله خلف القضبان.

وقال دميرتاش إن حزب الشعوب الديمقراطي يمثل الخيار الوحيد للتيار اليساري التركي، ودعا أنصاره إلى تنظيم حملات بفاعلية في الأسابيع المقبلة وتجنب الاستفزازات.

ويشير الموقع إلى أن دميرتاش، الزعيم السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، ثاني أكبر حزب معارض في تركيا، المسجون منذ 17 شهرًا تقريبا لتهم تتعلق بالأمن وربما يواجه السجن لمدة تصل إلى 142 عاما إذا تمت إدانته، لم يمنعه ذلك لخوض الانتخابات المبكرة المقررة يوم 24 يونيو.

ويمنع القانون التركي أي مدان بتهم إرهاب من الترشح لخوض أي انتخابات إلا أن محامي دميرتاش قال إن ترشيحه لا يواجه أي عقبات قانونية رغم وجود دعاوى قضائية ضده أمام المحاكم حاليا.

الإعلام المصري: أكراد تركيا يتحدّون أردوغان بزعيم معتقل

الإعلام المصري بدوره سلط الضوء على ترشيح دميرتاش للانتخابات الرئاسية، وأفردت المواقع المصرية أخبارًا وتقارير حول الموضوع.

البداية مع «وكالة أنباء الشرق الأوسط»، الرسمية، والتي بثت خبرًا بعنوان  «أكراد تركيا يتحدون أردوغان فى الانتخابات بزعيم معتقل»، أشارت فيه إلى ترشيح حزب السعوب لدميرتاش، رغم أنه يقبع في السجن حاليًا.

وأوضحت الوكالة المصرية أن دميرتاش، وهو واحد من أشهر الساسة الأتراك، فاز بأصوات خارج دائرته الانتخابية التي يغلب عليها الأكراد في انتخابات سابقة، وساهم في 2015 في جعل الحزب ثاني أكبر قوة معارضة في البرلمان.

ولفتت الوكالة إلى أن مستوى شعبية حزب الشعوب الديمقراطي، يتراوح بين 10 و12% فقط من الناخبين الأتراك، لكن من المرجح أن يحصل دميرتاش على تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات أمام الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشحين آخرين.

ويواجه دميرتاش تهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور، وقد يواجه عقوبة السجن لما يصل إلى 142 عاما في حال إدانته. ويمنع القانون التركي المدانين في تهم بالإرهاب من الترشح للانتخابات.

أما موقع «صدى البلد»، واسع الانتشار، فأشار إلى خبر ترشح دميرتاش، الذي يعد أحد أبرز وأشهر الساسة الأتراك.

ولفت الموقع أنه ومع ترشح دميرتاش للانتخابات، يرتفع عدد منافسي أردوغان إلى 4 أشخاص، هم محرم إنجيه من حزب الشعب الجمهوري، ورئيس حزب السعادة تمل قره ملا أوغلو، ووزيرة الداخلية السابقة ميرال أكشنار التي شكلت العام الماضي “حزب الخير”.

وبدوره قدم موقع «اليوم الجديد»  بروفايل تعريفي عن «صلاح الدين دميرتاش» الذي ينافس أردوغان من السجن، لافتا إلى حضوره على الساحة السياسية التركية، كونه زعيم ثاني أكبر حزب معارض في تركيا.

ويلفت الموقع إلى أن وجود دميرتاش في السجن ومواجهته اتهامات قت تصل عقوبها إلى 142 عامًا ستقف عائقا أمام المرشح الرابع في الانتخابات الرئاسية التركية حتى الآن.

وتناولت صحيفة «الدستور» اليومية، أيضا الخبر، لافتة إلى أن الأكراد يتحدون أردوغان بإعلان دميرتاش مرشحًا في الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 يونيو.

ولفتت الصحيفة إلى أن الترجيحات تشير إلى أن ميرتاش سينال تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات.

وسائل إعلام عربية تتناول الحدث

وتناولت وسائل إعلام عربية مختلفة الخبر، مؤكدة على أن ترشح دميرتاش يغير في معادلة المنافسة الانتخابية على الساحة التركية، كما أنها تعد المرة الأولى التي تجري فيها منافسة على الانتخابات الرئاسية من خلف قضبان السجن، حيث ينافس المسجون السجان في انتخابات واحدة.

وأشارت صحيفة «الراي» الكويتية إلى إعلان ترشح دميرتاش، للانتخابات ممثلا لثاني أكبر حزب معارض في تركيا، رغم سجنه منذ 17 شهرا تقريبًا، لتهم تتعلق بالأمن وربما يواجه السجن لمدة تصل إلى 142 عاما إذا تمت إدانته.

ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام التركية لا تعير أي اهتمام تقريبا لحزب الشعوب الديموقراطي، حتى أن أي منها لم يتعامل مع خبر ترشح دميرتاش.

وتناول موقع «الوطن العربي» الموضوع تحت عنوان : «دمرتاش ينافس أردوغان على رئاسة تركيا من وراء القضبان».

وأفاد الموقع: «يعتقد أن الزج بدميرتاش في السجن ورفع الحصانة البرلمانية واعتقال نواب من حزب الشعوب الديمقراطي كان مخطط له مسبقا لإزاحة خصوم أردوغان من طريقه فيما يتطلع لتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي بصلاحيات تنفيذية أوسع».

وأشار الموقع إلى تجريد 11 من نواب الحزب وهو ثاني أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، من عضويتهم في البرلمان. كما أن تسعة من النواب المنتخبين عام 2015 يقبعون في السجون مع الآلاف من أعضاء الحزب.

ولفت الموقع إلى أن نتائج استطلاعات الرأي تشير إلى أن الحزب الموالي للأكراد ربما يكون قادرا على اجتياز عتبة الـ%10 من أصوات الناخبين لدخول البرلمان.

أما صحيفة «العرب» اللندنية فصدرت عنوان « الأكراد يرشحون سجينا لينافس أردوغان فى الانتخابات الرئاسية»، لافتة إلى أن الحزب التركي البارز دفع برئيسه السابق صلاح الدين دميرتاش، رغم كونه بالسجن حاليا، لخوض المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ضد رجب طيب أردوغان.

وأوضحت الصحيفة أن صلاح الدين دميرتاش، 45 عاما، يحاكم  بتهم تتعلق بالإرهاب، لكن لم يصدر بحقه حكم بعد، ويعد من أشهر الساسة الأتراك، وبالتالي يحق له الترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة يوم 24 يونيو.

أما موقع «البوابة» الأردني، ذو الانتشار الواسع، فقدمت بروفايل عن المرشح السجين الذي ينافس أردوغان، موضحة :«آتيا من منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية المهمشة، يحمل دميرتاش لواء القضية الكردية، مستعيضا بالحلول السياسية عن خيار حمل السلاح الذي لجأ الأكراد إليه لعقود حتى آذار/مارس 2013، عندما طلب الزعيم الكردي المعتقل عبدالله أوجلان من أتباعه ترك السلاح».

وأضافت البوابة «تخرج دميرتاش، الذي ولد عام 1973، من كلية الحقوق بجامعة أنقرة، ليمتهن المحاماة بعد ذلك ويتخصص في مجال حقوق الإنسان، إذ تولى رئاسة جمعية حقوق الإنسان التركية وأسس مكتب دياربكر لمنظمة العفو الدولية».

وتابعت: «بدأ دميرتاش حياته السياسة في عام 2007، عندما انضم لحزب المجتمع الديمقراطي الكردي وأصبح نائبا في البرلمان، إلا أن الحزب تم حله في عام 2009 بتهمة دعمه حزب العمال الكردستاني المسلح والمحظور في تركيا.»

وأكد الموقع أن دميرتاش لم يستسلم وأسس حزب “الشعوب الديمقراطي” الموالي للأكراد في عام 2014، ونافس أردوغان على مقعد الرئاسة في العام نفسه ليحصد المركز الثالث بنسبة 9.76%.

ولفت إلى أن دميرتاش قاد حزب الشعوب الديموقراطي لدخول البرلمان لأول مرة في انتخابات حزيران/يونيو 2015، حين حصل على المركز الثالث بنسبة 10.73%، لكن، في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 اعتقل دميرتاش خلال حملة قمع أعقبت محاولة الانقلاب التي هدفت للإطاحة باردوغان، ووجهت إليه عدة تهم منها الارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور، وفي حالة إدانته يمكن أن يحكم عليه بالسجن 142 عامًا.

وكالات الأنباء الدولية: الإعلام التركي يتجاهل الخبر

الإعلام الغربي والدولي بدوره أبرز الخبر وتناوله من جوانب مختلفة، وكان البارز في تغطيته غياب أي اهتمام أو تناول للموضوع.

وكالة «رويترز» تناولت الخبر، مشيرة إلى أن حزبًا معارضًا مؤيد للأكراد أعلن يوم الجمعة ترشيح زعيمه السابق المسجون حاليا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو حزيران المقبل، وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما تجاهلت وسائل الإعلام التركية هذا الإعلان.

ونقلت الوكالة عن «بروين بولدان» الرئيسة المشاركة الحالية للحزب إن «مرشح حزب الشعوب الديمقراطي هو نائبنا عن اسطنبول صلاح الدين دمرداش المحتجز رهينة، وليس بإمكان صلاح الدين دمرداش الآن القيام بعمله… أو نيل فرصة اللقاء مع ناخبيه. لذا نطالب بأن يستعيد السيد دمرداش حريته على الفور».

وأشارت الوكالة إلى هيمنة وسائل الإعلام التركية على تغطية أنشطة الرئيس رجب طيب أردوغان ووزرائه إذ يتحدث الرئيس على الهواء مباشرة مرتين أو ثلاث مرات يوميا وتنقل معظم المحطات الرئيسية خطبه بينما تحظى أنشطة أحزاب المعارضة بتغطية أقل كثيرا ولا تعير وسائل الإعلام أي اهتمام تقريبا لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد.

وتناولت الوكالة أيضا خطاب دميرتاش، الذي بثه الحزب، ودعا فيه مؤيديه لمساعدته خلال الحملة.

أما «سكاي نيوز»  فأكدت على أهمية هذا الترشح، حيث يخوض الأكراد معركة الانتخابات الرئاسية بمرشحهم السجين خلف القضبان.

وأكدت الوكالة على أهمية دور ديمرتاش كأحد من أشهر الساسة الأتراك، والذي سبق أن فاز بأصوات خارج دائرته الانتخابية التي يغلب عليها الأكراد في انتخابات سابقة، وساهم في 2015 في جعل الحزب ثاني أكبر قوة معارضة في البرلمان.

وبدورها نقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» الخبر، لافتة إلى أن دميرتاش ، الذي سبق وقال إثر اعتقاله، إن حياته السياسية انتهت طالما بقي في السجن، غير رأيه، ليبقى السؤال كيف يمكن أن يسجل نفسه مرشحًا ويقود حملة انتخابية، وهو يقبع في السجن.

ولفتت الوكالة إلى أن إعلان ترشح دميرتاش، جاء في وقت تتحالف 4 أحزاب معارضة ضد أردوغان، مشيرة إلى أن هذا الإعلان يأتي ليزيد من الترقب للانتخابات المقررة في الـ 24 يونيو.

«دميرتاش» .. منافسًا قويًا لأردوغان لو لم يكن «كرديًا»..!!

وأفردت قناة «فرانس 24» وقتا لبحث تبعات إعلان دميرتاش خوض العملية الانتخابية، الأمر الذي يشكل تحولًا على الساحة التركية.

ولفتت القناة إلى عودة اسم صلاح الدين دميرتاش، إلى الواجهة في تركيا، بالرغم من محاولة تغييب الإعلام التركي الحدث.

وأشارت القناة إلى أن دميرتاش «كردي يقبع في السجن منذ قرابة السنيتن تم اختياره من قبل أنصاره للترشح للانتخابات المبكرة المقررة في الرابع والعشرين من الشهر المقبل في تركيا، ويتهم بأنه الذراع السياسي لحزب عمال كردستان».

وتسائلت القناة في تقرير لها حول ما الذي يعنيه مثل هذا التحدي لإردوغان؟

وأكد«محمد زاهد غول»، المحلل السياسي ومدير مركز شرقيات للأبحاث بإسطنبول، أن ترشيح دميرتاش سيغر المعادله بالنسبة لحزبه الذي انحسر في الانتخابات السابقة.

وأشار إلى أن ديمرتاش سيحصل على نسبة كبيرة من الاصوات بسبب المظلومية التي حصل عليها بزجه في السجن، إلا أنه بالرغم من ذلك يرى أنه ليس الشخصية المنافسة الأبرز لأردوغان وأنه لا يمكن أن ينتصر في الانتخابات أو حتى يذهب لجولة ثانية.

وشدد غول على أن رمزية الحالة خارجيا وداخليا، هي الحالة الأبرز، في المشهد، كونه رئيس حزب يقبع في السجن، وهو ما يراه أمرًا كافيًا لإحراج النظام التركي أمام المجتمع الدولي.

وقال غول إن دميرتاش، يحظى بشعبية كبيرة ليس فقط في صفوف الأكراد فحسب، و أن لديه كاريزما وخطابة، حتى أنه يضرب على العود، وأنه لو لم يكن زعيمًا لحزب كردي، لكان منافسا حقيقيا لرجب طيب أردوغان بكل ما تعنيه الكلمة، ولكانت حتى فرص فوزه عليه كبيرة.

واعتبر أن فرص دميرتاش الحالية تؤدي بفوزه بنسبة لا تقل عن 10%، حتى أنه ربما يقتنص أصوات من حزب الشعب المعارض.

أما موقع قناة «يورونيوز» الأوروبية، فأشار بدوره إلى ترشح الزعيم التركي دميرتاش، للانتخابات الرئاسية، في وقت تجاهل الإعلام التركي بالكامل للخبر.

وأفادت القناة أن الحزب يتعامل مع تجاهل الإعلام التركي بالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى الجماهير التركية عوضًا عن وسائل الإعلام التي حظرت الخبر.

وبدورها تناولت قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية، خبر ترشح دميرتاش للرئاسة، معتبرة أن ترشحه يعني تحولًا على ساحة المنافسة الانتخابية في تركيا.

وأفادت القناة أن « دميرتاش المعتقل منذ نوفمبر 2016 خلال الحملة الأمنية التي أعقبت محاولة الانقلاب، من أقوى معارضي النظام الرئاسي والرئيس أردوغان الذي وصفه مرارا بالديكتاتور».