Tev-Dem

وسط صمت دولي الإيزيديون في عفرين يتعرضون للإبادة

342

ينتهز الاحتلال التركي ومرتزقته الصمت الدولي، للتمادي في مساعيهم العنصرية ضد الشعب الكردي في عفرين، ومحاولة تغيير التركيبة السكانية والقضاء على المعتقدات والديانات والثقافات. ويتعرض أبناء الديانة الإيزيدية في عفرين إلى سياسات إبادة ممنهجة تسعى إلى القضاء على ديانتهم، من خلال هدم الأماكن المقدسة وإجبار الإيزيديين على اعتناق الإسلام.

عفرين

تتميز مقاطعة عفرين بالتنوع الثقافي وتعدد المعتقدات والأديان، حيث يعيش فيها المسلم والمسيحي والإيزيدي إلى جانب السني والعلوي. حياة التعايش المشترك بين المكونات المختلفة تعززت بشكل كبير خلال سنوات ثورة روج آفا وشمال سوريا.

لكن إثر اجتياح جيش الاحتلال التركي ومرتزقته لمقاطعة عفرين، تعرضت القرى الإيزيدية وأماكن العبادة للتدمير، حيث تم قصف مزار بارسه خاتون الواقع في قرية قسطل جندو، والموجود منذ قرون، وقطع أشجار الأمنيات التي يتجاوز عمرها مئات السنين.

انتهاكات الجيش التركي ومرتزقته لم تتوقف عند هذا، بل عمدوا إلى اتباع خطة ممنهجة للقضاء على الديانة الإيزيدية، حيث يتهم الإيزيديون بالكفر، ويتم إجبارهم على اعتناق الإسلام كما حدث مع الإيزيديين في قريتي باصوفان والغزاوية.

ماهي القرى الإيزيدية المحتلة

يبلغ التعداد السكاني لأبناء الديانة الإيزيدية في مقاطعة عفرين 25ألف نسمة، موزعين على 22قرية، منها قرى يتعايش فيها المسلمون إلى جانب الإيزيديين مثل قرى (باصوفان، فقيرا، علي قينا، قسطل جندو، قيبار، غزاوية، برج عبدالو، قطمة، عين دارا، ترندة، سينكا، كفر زيت، إيسكا، كيمار، جقلا، أشكا شرقي، باعي، قجوما، قيلة، مدينة جندريسة، شادير)

المعالم الإيزيدية المقدسة

يؤدي أبناء الديانة الإيزيدية طقوسهم الدينية في المزارات منذ تاريخ 1600ق.م، وتنتشر المزارات الإيزيدية في قرى سهل جومه وناحية شران وجبل ليلون، وغالباً مع تكون المزارات أو دور العبادة مشتركة بين جميع السكان بعيداً عن عقيدتهم الدينية.

وينتشر في مقاطعة عفرين 12 مزاراً لأبناء الديانة الإيزيدية، حيث تعرض العديد منها للدمار والخراب إثر هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

وتعرف المزارات بأسماء الشيوخ الإيزيديين الذين كانوا يشرفون على تلك المزارات، وهذه المزارات هي: مزار الشيخ ركاب في قرية شاديرة، مزار الشيخ سيدا في قرية فقيرا، مزار الشيخ غريب في قرية سنكا، مزار الشيخ كراس بالقرب من بلدة آطمة، مزار الشيخ علي في قرية باصوفان، مزار شمسي اديا، ومزار جلخانة في قرية قيبار، مزار بارسة خاتون في قرية قسطل جندو، مزار بير جعفر في قرية مشالة، مزار هوكر في قرية قره جرنة، مزار الشيخ بركات جنوب قرية باصوفان.

وتخضع هذه القرى الآن لسيطرة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وهناك الكثير من العائلات عالقة فيها، وحسب المعلومات الواردة فإن الأهالي يتعرضون للقمع والتهديد والإجبار على الارتداد عن الديانة الإيزيدية.

الرئيسة المشتركة للبيت الإيزيدي في عفرين سعاد حسو أكدت أن مرتزقة جيش الاحتلال التركي يمارسون سياسة الترهيب بحق أبناء الديانة الإيزيدية العالقين في عفرين، وينتهكون حقوقهم في العبادة، بعد تدمير معظم المزارات، كما قطعوا أشجار الأمنيات التي تحمل معاني مقدسة بالنسبة للإيزيديين. والهدف من كل ذلك هو القضاء على الديانة الإيزيدية.

وأضافت سعاد غريب ” للأسف تم تدمر معظم المزارات في عفرين، بيت الإيزيديين، وقبة لالش أصبحت ركاماً، يريدون القضاء على المعالم التاريخية للإيزيديين.”

وقالت أيضاً إن هناك معلومات موثقة تؤكد قتل العشرات من الإيزيديين، إضافة إلى وجود 15 مفقوداً ما زال مصيرهم مجهولاً. ومن جهة أخرى هناك أهالي محبوسين في قراهم لا يحق لهم الخروج منها والتوجه إلى مدينة عفرين أو حتى للقرى المجاورة.

وقالت الرئيسة المشتركة للجمعية الإيزيدية في عفرين سعاد حسو في ختام حديثها “الإيزيديون المتواجدون في مقاطعة الشهباء لن ينخدعوا بالدعايات التي ينشرها المرتزقة، ولن يعودوا إلى عفرين إلا بعد تطهيرها من المرتزقة والاحتلال.”