عيد الأكيتو أقدم احتفال لأحد أقدم التقاويم في التاريخ. بعد مرور آلاف السنين على عيد الأكيتو الذي يحتفل به الشعب السرياني والآشوري في ارجاء العالم يحاول السريان في إقليم الجزيرة إعادة تطوير ثقافتهم المسلوبة المنصهرة والتي حاولت السلطات القضاء عليها.
قامشلو – بحسب المصادر التاريخية فإن عيد الأكيتو الذي يحتفل به السريان والآشور الكلدان البابل الاكاد, هو أقدم المناسبات ويعود تاريخ الاحتفال به إلى 6768 سنة.
أهمية عيد أكيتو
عيد أكيتو يمثل الإرث الثقافي والحضاري، لعديد من شعوب المنطقة، يعود إلى آلاف السنين قبل الميلاد, يحتفل به السريان في الأول من نيسان من كل عام, هذا الارث يشكل فاصلة تاريخية في تاريخ شعب قدم كثيراً خلال المراحل السابقة, حيث كانت تقام المراسيم والاحتفالات ويصدح صوت الموسيقى والفرق الفلكلورية بشكل مهيب ،كما أكتشف في العراق في مرحلة السومر والأكاد والأشور وبابل وبذلك شكل عمقاً تاريخياً وروحياً وثقافيا وفلسفيا في حياة الشعب السرياني.
لا يزال هذا العيد يمثل ارثاً يتم التمسك فيه لإظهار الشكل الجميل لأكيتو كعيد تاريخي ويمثل تجديد دورة الحياة في الطبيعة من خلال الاعتدال الربيعي، ما جعل من هذا اليوم المميز فلكياً أول أيام السنة الجديدة في حضارة عرفت قيمة الاتصال بالطبيعة وضرورة ضبط الوقت مع محيطها الحيوي المتمثل بمواسم الزراعة.
وفي الاصطلاح اللغوي يشير معنى أكيتو إلى موعد بذر وحصاد الشعير، وتكشف الشواهد الكتابية أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيد للحصاد الزراعي الذي كان ينجز مرتين في السنة الواحدة.
ويعتبر عيد الأكيتو أقدم عيد مسجل في التاريخ الشرق الادنى وأقرب اشارة له هو في منتصف الالفية السادسة قبل الميلاد.
الحكومات الاسلامية اعتبرت عيد الأكيتو وثنياً ومنعتها
انكفئ عيد أكيتو خلال سيطرة الحكومات الاسلامية التي اعتبرته عيداً وثنياً في ظل سيطرة الحكومات الاسلامية على الحكم، نظراً للقساوة والاضطهاد الديني التي كان يتعرض لها الاشور والسريان, وفي السنوات الأخيرة وفي ظل أجواء الحرية، بدأ عيد أكيتو ينتعش من جديد.
طقوس عيد الأكيتو اثنا عشرة يوماً ويبدأ من 21 أذار
تستمر طقوس العيد 12 يوماً، كان يبداً من 21 اذار الذي يعتبر يوم الاعتدال الربيعي ويستمر حتى 1 نيسان، ويتميز كل يوم، بشكل معين من اشكال الاحتفال. وما جاء في ملحمة جلجامش يعكس المراسم التي كانت تقام في تلك المرحلة. ففي الايام الاربعة الاولى يتم تحضير وتجهيز وتطهير الأمكنة وتجميلها وتكليلها بالزهور ورشها بالعطر تيمناً بقدوم العيد.
في اليوم الخامس من الطقوس التي كانوا يمارسونها كان يخرج موكب كبير جداً يحملون تمثال مار دوخ لمباركته في محاربة آلهة الظلام, مرفقة بالأهازيج التي تشجعه على محاربة الظلام. وماردوخ يعني سيد العالم باللغة السومرية، مار تعني سيد ودوخ تعني العالم.
في اليوم السادس يتم إعادة هذا التمثال إلى مركزه الاساسي الذي كان متواجد في بابل، وفي اليوم السابع والثامن تتزايد الاحتفالات والأهازيج احتفالاً بانتصار الخير على الشر، وانتصار ماردوخ على آلهة الظلام.
في اليوم التاسع والعاشر كان هناك شيء جديد، حيث يشارك الملك في الاحتفالات، وينظم الكهنة بعض المراسيم لتتويجه من جديد.
وفي اليوم الثاني عشر وهو يوم الاحتفال الأخير حيث يتزوج الإله ماردوخ من الآلهة سريانتوف، وبالتالي كان ينتشر الفرح من خلال الأعمال الفنية والموسيقية واستدعاء كل من كانوا يعملون في مجال الفن لتتويج الملك حيث تنتهي الاحتفالات في نهاية يوم الأول من نيسان.
هل يتم الاحتفال بعيد الأكيتو كما كان يحتفل به سابقاً؟
مسؤول الجمعية الثقافية السريانية فرع قامشلو حنا حنا قال إنهم يسعون جاهدين إلى إعادة العادات القديمة المرافقة للاحتفال بعيد الأكيتو، حيث يتم إعداد وتحضير أعمال موسيقية وفلكلورية ومسرحية تجسد نقل التمثال والتحضير لمكان الاحتفال وغيرها من الطقوس المرافقة لهذا العيد.
لماذا منعت أعياد الأكيتو سابقاً من قبل السلطات الدكتاتورية؟
وأضاف حنا “الأعياد لها شجون شعبي وارتباط بالذهن والثقافة والتراث وتساهم في توطيد أواصر المحبة والتواصل, هذه الاواصر لا تروق للأنظمة الدكتاتورية، وكانت تحارب عيد الأكيتو بكل الامكانات ولم تسمح بأن يظهر على الشكل الصحيح”.
حنا حنا تمنى أن يكون العيد مناسبة لتعزيز التواصل بين المجموعات والمكونات، وأضاف “منطقتنا تعددية حضارية، والشيء الجميل فيها هو التعايش الذي نشاركه في منطقتنا, وهو ما سياسهم في نيلنا لحقوقنا وحريتنا من دون أقصاء أو تهميش أي أحد”.