انتهاكات دولة الاحتلال التركي لم تتوقف عند ارتكاب المجازر في عفرين واحتلالها وتهديداتها باحتلال منبج، بل تعدتها لاستخدام أساليب أخرى في حربها ضد شعب الشمال السوري ومنها قطع مياه نهر الفرات بشكل متزايد منذ العام المنصرم الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض منسوب مياه النهر وبالتالي انقطاع الكهرباء والمياه عن منبج والعديد من مدن ومناطق شمال سوريا.
منبج- منذ تحرير سد روج آفا في نهاية 2015 من يد مرتزقة داعش من قبل قوات سوريا الديمقراطية والحكومة التركية تسعى للحيلولة دون استفادة الشعب في الشمال السوري منها، وزادت من حينها قطع مياه نهر الفرات عن سوريا، الأمر الذي يؤثر على عنفات السد ويوقف توليد الطاقة الكهربائيةـ علماً أنه في السنوات التي كان مرتزقة داعش يسيطرون على السد والمناطق الواقعة على نهر الفرات لم تقطع تركيا يوماً المياه عنها.
وبعد تحرير سد الطبقة وسد الحرية تباعا وإعادة الحياة الطبيعية لأهالي تلك المنطقة بعد خلاصهم من مرتزقة داعش، وعمل الإدارة المدنية للمناطق المحررة على تأهيل السدود وشبكات التوتر العالي للكهرباء لجأت تركيا هذه المرة إلى اتخاذ اساليب أخرى لمحاربة الشعب في الشمال السوري وذلك عن طريق قطع مياه نهر الفرات حتى يقطع الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء عنها.
ومع بدء العدوان التركي على عفرين يحاول معها حكومة أردوغان قطع المياه بشكل شبه كامل عن الأراضي السورية كنوع من الحرب الخاصة للضغط على الشعب وفيدرالية شمال سوريا ومحاولة كسر إرادتها، في وقت كان طيران الاحتلال التركي يتبع نفس السياسة ضد أهالي عفرين بقصف سد ميدانكي بمقاطعة عفرين لقطع المياه والكهرباء عن أهالي عفرين. وقصف محطة تصفية مياه الشرب بعفرين، كل هذا يدل وبشكل قاطع أن حكومة أردوغان تستخدم المياه كسلاح استراتيجي في حربه ضد الشعب في الشمال السوري.
لهذا وبسبب قلة كميات المياه الواردة إلى سدود (روجافا, الطبقة, والحرية) نتيجة سياسات الحكومة التركية الفاشية التي سبق ذكرها وعدم التقيد بالمواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن توزيع مياه نهر الفرات بين تركيا وسوريا والعراق، حيث من المفترض أن يكون الوارد الوسطى إلى الأراضي السورية 500م3 في الثانية لتأمين الحد الأدنى للحياة على طول مجرى النهر فيما لا يمر حاليا سوى 200م3 وأحيانا أقل.
وبسبب انخفاض منسوب السدود إلى مستويات أدنى من المطلوب توقفت غالبية مضخات مياه الشرب العاملة على نهر الفرات وانقطعت الكهرباء.
وبهذا الخصوص أصدرت هيئة الطاقة في اقليمي الجزيرة والفرات بيانا بتاريخ 12-2- 2018 أعلنت بأنهم سيعتمدون التقنين في توليد الكهرباء وقطعه مدة 10 ساعات يوميا والتشغيل 14 ساعة لتوفير كميات من المياه لرفع المنسوب إلى مستويات مستقرة لاستمرار عملية التوليد لأطول فترة ممكنة مستقبلا، لتغذية كافة المدن والبلدات والقرى المستفيدة من الطاقة الكهربائية المنتجة في السدود.
وتسبب الانخفاض الكبير لمنسوب المياه إلى احتراق المحطة الاساسية في سد روج افا وانقطاع المياه والكهرباء عن مدينة منبج، ولهذا الصدد أجرت وكالة ANHA لقاء مع الاداري في لجنة الخدمات في منبج محمد رشو حيث قال:” بسبب قطع تركيا مياه نهر الفرات انقطعت المياه والكهرباء عن المدينة، وعليه قمنا بالاعتماد على بحيرة منطقة البابيري الواقعة خلف بلدة الخفسة، ومنها يتم تأمن المياه لمدينة منبج عن طريق محطات ضخ من منطقة البابيري إلى محطة المعالجة في تل اسود، التي تنقل المياه إلى خزان قرية القرعة جنوبي مدينة منبج، ومنها إلى 4 مضخات في المحطة الاساسية، ثم تنقل الى محطة المعالجة وتوزع المياه في مدينة منبج.
واضاف قائلاً” عانت مدينة منبج في الفترات الأخيرة من انقطاع متكرر للمياه والكهرباء بشكل مؤقت كان سببها احتراق محطة 66وتوقفها عن العمل بسبب قطع تركيا مياه نهر الفرات الأمر الذي تسبب بضغط على المحطة واحتراقها، وأدى بدوره لتوقف مضخات المياه التي تعمل على الكهرباء عن العمل أيضاً.
وأكد محمد أن ورشة الصيانة تعمل على اصلاح الاضرار، وأنه خلال 48 ساعة القادمة سيتم تجهيز المضخة التي تغذي مدينة منبج لتأمن الكمية المطلوبة من المياه لمدينة منبج وريفها بجانب محطة البابيري”.
وناشد محمد في نهاية حديثه الأهالي لعدم هدر المياه والتقنين في استهلاكه كونه يقترب فصل الصيف وستحتاج المدينة لكميات أكبر من المياه.