أشار الكاتب السعودي يوسف الديني أن الأراضي السورية تحولت إلى مركز مصالح دولية متضاربة ومتعارضة، وأن أنقرة تمضي نحو التصعيد في هجومها على عفرين في ظل صمت روسي متودد للأدوار التركية في الملف السوري.
وقال الكاتب السعودي يوسف الديني في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط “ما يحدث في سوريا اليوم لا علاقة له بالحالة السياسية المضطربة إلى أجل غير مسمى، في ظل تحول الأراضي السورية إلى مركز مصالح دولية متضاربة ومتعارضة، بل هو إعادة فرض الخريطة الأمنية لدول المنطقة بمباركة روسية وتمدد إيراني ومجرد وعود وتهديدات أميركية ساخنة في ظل عجز المجتمع الدولي عن لعب دور فاعل في الملف السوري والاكتفاء بالإدانة وبعض المشاريع الإنسانية لعلاج مخرجات الأزمة التي تبدو أكبر حتى من التغطية الإعلامية لها”.
وأشار الكاتب إلى أن “أنقرة تمضي نحو التصعيد في ظل صمت روسي متودد للأدوار الجديدة التركية في الملف السوري، وأن هدف السلوك الروسي في تسهيل عملية عفرين، التي هي في البداية موقف من أي مشروع كردي مستقل، لكنه أيضاً إخراج الولايات المتحدة من تحقيق مشروع النصر على مرتزقة داعش والسيطرة على شمال غربي سوريا”.
ونوه الكاتب أن استنزاف الكرد في تركيا لا يعني سوى مزيد من التدخلات الدولية لمآرب سياسية ضيقة وذاتية لا تهدف إلى حل للأزمة السورية، فضلاً عن التفكير في معاناة السوريين التي لطالما شكل دافعاً وطرح تساؤلات عن حقيقة موقف حزب إردوغان من الأزمة، لا سيما بعد تحالف ما يسمى بالجيش السوري الحر مع القوات التركية تحت مظلة ما سمي الجيش الوطني، مشيراً أن نجاحات تركيا غير مضمونة في ظل التحركات الروسية المرتقبة، وقدرتها على إعادة موضعة موقف النظام مما يحدث,
وأختتم الكاتب السعودي يوسف الديني مقاله بالإشارة إلى أن عودة مرتزقة داعش إلى الواجهة، يؤدي إلى دق إسفين بين الولايات المتحدة وإردوغان الذي يستغل غياب أو تغييب المسألة الكردية في التناول الإعلامي العربي، ويراجع الاهتمام بالمسألة السورية على مستوى الإعلام الدولي، لا سيما بعد أن تخلى داعش عن الاستراتيجية الإعلامية الدعائية، واكتفى بتقوية جيوبه وإعادة تشكيل قواته، وكانت أولى المفاجآت إعادة السيطرة على الحجر الأسود جنوب دمشق، وهو يدرك أن بقاء قوته ولو في حدودها الدنيا سيعطي المبرر للنظام وروسيا لإبقاء الأوضاع مفتوحة وسيضعف التحالف التركي – الأميركي في ظل عدم قدرة الولايات المتحدة على تحقيق هدف القضاء على «داعش» دون الكرد.