Tev-Dem

انخفاض كارثي للمياه يهدد حياة الآلاف من المدنيين في شمال سوريا

471

مرة أخرى تعود مشكلة انخفاض منسوب نهر الفرات إلى الواجهة السياسية و المشاكل الاجتماعية، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية حاولت الحكومة التركية وبشتى الوسائل ضرب الثورة التي قامت بها مكونات الشعب في الشمال السوري، فبعد أن يئست من المحاولة بتمويل العشرات من المجموعات المسلحة لشن هجمات على مدن مختلفة في سوريا وعلى وجه الخصوص الشمال السوري، فرضت الحكومة التركية في خطوتها الثانية حصاراً خانقاً، والذي ما يزال مستمراً، على مناطق الإدارة الذاتية، في حين أن المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المصنفة على قوائم الإرهاب والتابعة لتنظيم القاعدة تحظى بشتى أنواع الدعم والحدود مفتوحة لها على نطاق واسع.

وهذه الخطوة التركية قوبلت بمقاومة شديدة وتنظيم أكثر من قبل الشعب في الأقاليم الثلاثة، عفرين، الفرات والجزيرة، لذا لجئت الحكومة التركية في خطوتها الثالثة إلى قطع إحدى أطول الأنهر في العالم عن الأراضي سورية، وهو نهر الفرات كنوع آخر من الحصار على الشعب في الشمال السوري الذي رفض الاستسلام لمخططات السلطات التركية التي تهدف إلى احتلال أرضهم.

ففي صيف العام الجاري، وفي شهر رمضان بالتحديد قطعت الحكومة التركية المياه بشكل شبه كامل عن الأراضي السورية، لينزل منسوب المياه إلى أدنى مستوى له في غضون 17 عاماً، وقبل حوالي ثلاثة أيام قطعت الحكومة التركية المياه بشكل كامل عن الأراضي السورية، في كارثة مرعبة لعلها تحدث لأول مرة في تاريخ المنطقة، ليصبح مجرى نهر الفرات أرض قاحلة لا وجود إلا للأسماك الميتة فيه، فيما يلاحظ تشقق الأرض ووجود بعضٍ من بقع المياه، في مساحة كان يبلغ عرض مياه الفرات فيها 4 كلم.

وتهدد هذه الكارثة حياة عشرات الآلاف من المدنيين حيث انقطعت المياه من مناطق واسعة في شمال سوريا، فيما أن الأراضي الزراعية مهددة بالجفاف في حال دام انقطاع المياه، ومن جهة أخرى فإن المئات من الصيادين المتواجدين في المنطقة باتوا عاطلين عن العمل والذين كانوا يعملون على صيد السمك وهو مصدر الوحيد لرزقهم.

ومن جانب آخر فإن ساعات توفر تيار الكهربائي في مقاطعة كوباني تقلصت إلى أدنى مستوى لها في غضون العام، حيث يعاني الأهالي من انقطاع للتيار الكهربائي لمدة تزيد عن 16 ساعة يومياً، وذلك جراء نقص المياه خلف سدي “روج آفا، والطبقة”.

وتشهد حاليا قرى بوراز، قوملغ، إيلاجاغ، كري عبري، كري سور، جعدة ” الكبيرة، والصغيرة”، شيوخ تحتاني، شيوخ فوقاني، تورمان من جفاف حاد يعصف بالأراضي المحاطة بهذه القرى، فيما يرى أهالي تلك القرى صعوبة في استخراج المياه من الآبار الارتوازية، وذلك لرخاوة الأرض في تلك المنطقة.