Tev-Dem

سليمان جعفر: ليس هنالك منطقة في العالم تعرضت لانتهاكاتٍ وهجمات كمقاطعة عفرين

2٬800

قال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين سليمان جعفر إنه لم يسبق ن تعرضت منطقة في العالم لانتهاكاتٍ وهجمات غاشمة كمقاطعة عفرين التي شهدت استخدام كافة أنواع الأسلحة.

في حديث لوكالة فرات للأنباء (ANF  ) أشار الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين سليمان جعفر بأنه بعد مرور سنة على الاحتلال التركي  لمدينة عفرين في ظل مقاومة استمرت لمدة  58 يوماً استخدمت فيها الدولة التركية كافة أنواع الأسلحة ومنها الكيماوية وأيضا طائرات 16 F الأمريكية ودبابات ليوبارد الألمانية.

وتابع جعفر:

“لا أتوقع بإنه هنالك منطقة في العالم تعرضت لانتهاكاتٍ أو هجمات غاشمة  كهذا المقاطعة الصغيرة والتي مساحتها لا تتجاوز3500 كيلو متر مربع وسكانها حوالي مليون نسمة والمدافعين عنها كانوا أبناء وبنات تلك المقاطعة ، والتي هاجمتها مجموعات إرهابية  بلغ تعدادهم أكثر من 30 ألف إرهابي تابعين للدولة التركية  كان الاحتلال التركي قد جمعهم خلال السنوات الماضية وكانوا عبارة عن بقايا لعناصر داعش الذين هزموا في مناطق متفرقة والتجؤ للدولة التركية كل الأشخاص الذين تبنوا الأفكار المتطرفة هم دواعش فالدولة التركية قامت بتغذيتهم فكرياً وتدريبهم ،وعندما بدأت المعركة في 20/1/2018 ضد أهالي مقاطعة عفرين اعتمدت على تلك المجموعات بالهجوم أرضاً ولكن ومع الأسف كانت هنالك ستة فصائل كردية مع تلك الفصائل الارهابية التي كانت تهاجم المقاطعة وشاركوا بقتل شعب عفرين.”

وأردف جعفر قائلاً:  

“يوم احتلال الدولة التركية لمدينة عفرين أطلق على ذلك اليوم بيوم الجراد لأنهم قاموا بسرقة ممتلكات الأهالي وحينها نتذكر جيداً كيف صرح احد عناصر المجموعات الإرهابية وقال لن نترك شيئاً في عفرين  حتى ولو كان سعره “خمسة ليرات” ، وبعدما انكشف الوجه لأسود للدولة التركية وقامت الدول الأخرى بإصدار تصريحات وبيانات حول تلك الانتهاكات، خرجت تركيا لتقول بأنها تصرفاتٍ فردية ،كانت كل عملية تتم من قبل الفصائل الارهابية أو مايسمى “بالجيش الحر” مدعومة من قبل الدولة التركية ، عندما احتلت عفرين كنا في هيئة العلاقات الخارجية وأصدرنا بحدود 20 بياناً موجه إلى كافة مكونات الشعب السوري بأن الدولة التركية لاتهدف فقط لاحتلال عفرين ،عفرين فقط كانت ذريعة و عندما احتلت جرابلس تذرعت بإنها ستقضي على الإرهاب ودخولها كما تعلمون لجرابلس كانت مسرحية مفضوحة حيث تم احتلالها خلال ساعتين بحجة وجود المقر الرئيسي لداعش ولكن كان كذباً وافتراءاً خلال ساعتين قاموا بحلق دقونهم وتغيير ملابسهم ، مقر داعش الرئيسي كان موجوداُ في الباغوز وقوات سوريا الديمقراطية بالإضافة لقوات التحالف الدولي وبكامل جهودهما وقوتهما بقيوا أكثر من شهر حتى استطاعوا التخلص من داعش في الباغوز ، إذاً احتلت جرابلس بحجة داعش واحتلت الباب بأي حجةٍ ؟ واعزاز ايضاً بأي  حجةً ؟ بالاضافة لعفرين والتي احتلتها بحجة وجود مجموعات إرهابية وعبر هذا المنبر أريد أن أسأل العالم سؤالاً ، هل هناك إرهابي يدافع عن شعبه وأرضه ؟.”

أبناء وبنات عفرن هم اللذين حملوا السلاح ودافعوا عن أرضهم وشعبهم هل هؤلاء إرهابيين ، الإرهاب هو الذي جرب كافة أنواع الأسلحة ضد مقاطعة أمنة كانت تحتضتن أكثر من 400 ألف سوري من كافة المناطق السورية ، حيث عمت الحروب كل انحاء سوريا وبقيت عفرين وحدها  المنطقة الأمنة على مدار سنوات ولكن الدولة التركية أرادت أن تنهي ذاك التعايش وتلك المحبة بين مكونات الشعب السوري بادعاءاتها بمايسمى الإرهاب ، إذاً تركيا تهدف إلى اقتطاع الشمال السوري كله والمرحلة القادمة هي اقتطاع شمال العراق أيضاً تاكيدا لما ورد في المخططات أو في الميثاق الملي الذي أقره البرلمان التركي سنة 1920 والذي وضعه أتاتورك والذي ينص بأن الحدود الجنوبية للدولة التركية تمتد من البحر المتوسط حتى كركوك مروراً بالرقة والموصل إذاً هذه المناطق كلها ضمن الميثاق الملي و تعتبرها تركيا مناطق تركية ، وبدأت بأحتلال لواء اسكندرون عام 1939 بحجة مكشوفة وفاضحة ، وفي عام  1982 وضعت 18 قاعدة عسكرية لها في شمال العراق وتمركزوا  هناك ، وفي بداية الأزمة السورية جائتها فرصةً واخترعت جبل في جبال اللاذقية وأسمته جبل التركمان ،حتى تدعي إنهم أتراك وبعدها احتلت جرابلس ، إذاً هي تحاول أحتلال كل الشمال السوري ، وحالياً بعدما أمنت نفسها من جرابلس لإدلب تريد  منبج وشرقي الفرات حتى تكمل مشروعها في المنطقة تحت حجج وذرائع مختلفة.

ونوه جعفر  إلى أن عفرين الآن تشهد عمليات هندسة اجتمااعية هدفها إبادة الكرد في كردستان وهي تمارس هذه العملية بشكل كامل وسريع وبكل دقة لان الدولة التركية تحاول أن تمضي في سياساتها التي مارستها في ثلاثينات القرن الماضي فيما يخص للواء اسكندرون، حيثن قامت تركيا بالضغط على العرب وكانت نسبة العرب  60 في المئة والأتراك لم يكن يتجاوز نسبتهم ال 10 في المئة كحد أقصى ، لكن الدولة التركية قامت بالضغط على العرب وبدأت بإغراء بعض النفوس الضعيفة بالمال كي يحملوا الهوية التركية ، بدأت هذه الخلافات بين سوريا وتركيا حتى عام 1939 عندما رأت تركيا بأن نسبة العرب ازدادت ، حينها قدمت طلباً لعصبة الأمم وجاء  في نص  الطلب بأن لواء اسكندرون من حقها وعندما لجأت عصبة الأمم إلى صناديق الاقتراع تبين إن نسبة الأتراك أكثر عدداً، والآن الدولة التركية تمارس نفس الاساليب بمايخص عفرين حيث تجلب لكل قريةٍ في عفرين عوائل من الغوطة ومن حماة ومن إدلب وتقوم بتوطينهم ضمن هذه القرى و تستقطب الناس من شتىّ المناطق التي تتواجد فيها  المجموعات الإرهابية التي تتبع لتركيا ، وتقوم بتغيير هوية أهالي عفرين إلى هويات تركية ،

وتابع جعفر قائلاً إن الحكومة السورية حتى تاريخ هذا اليوم  لم تتحرك بالرغم من تمسك أهالي عفرين بهويتهم السورية، ومع الأسف تركيا لم تقف عند حدود عفرين تركيا تلاحق أهالي عفرين في مخيمات اللجوء في مناطق الشهباء ، تلاحق الأهالي بحجة أن هنالك وحدات حماية الشعب YPG وجبهة الأكراد لكن في الحقيقة نحن في مناطق الشهباء ليس لدينا أي عنصر من العناصر التي تدعي تركيا بانهم موجودون هنا  ،

وتابع سليمان جعفر حديثه قائلا:

“الدولة التركية في بداية احتلالها لعفرين كانت تمنع أي شخص من الخروج من عفرين أم الأن أي شخص كردي يريد الخروج من عفرين تخرجه وتمنعه من العودة فالهدف هو تقليل نسبة السكان الكرد وزيادة  عدد السكان العرب ، فحالياً الدولة التركية تروج بأن نسبة  السكان العرب 40 بالمئة في عفرين  ، مع العلم ، في كل السنوات الماضية كان نسبة السكان العرب 10 بالمئة تقريباً ، لكن حالياً الدولة التركية تحضر العنصر التركماني بشكل خاص كي تخلق فتنة بين الكرد والتركمان حالياً هي في مسعى جاد حتى تزيد من نسبة التركمان داخل عفرين  وهناك احتمال بأن لا يكونوا تركماناً لكنهم يتحركون بالهوية التركمانية فهذه هي سياسات واهداف تركيا في التغيير الديمغرافي.”

وحول استهدافها للمعالم الاثرية والتاريخية في عفرين أوضح جعفر بالقول : بتاريخ 26/1/2018 قصفت طائرات الاحتلال التركي معبد عيندارة وكان القصف ععن سابق إصرار وترصد لم تكن مجرد صدفة، ولماذا معبد عيندارة بالذات ؟

لأنه المعبد الوحيد الذي يعلم طرق واصول العبادة ولكن بثلاثة صواريخ قام بإمحاء المعبد من جذوره ، أيضاً تم استهداف كافة معابد الديانة الإيزيدية لأن الدولة التركية تدرك بأن وجود المزارات الإيزيدية يعني إنه هناك تاريخ كردي موجود ،كما أنها تبحث وتنقب عن  الآثار حاليا في المقاطعة المحتلة ، بهدف امحاء تاريخ الكرد ،بالتالي فهناك احتمال وارد بان الدولة التركية تحضر تاريخاً حديثاً للمقاطعة المحتلة  يمجد من خلالها الدولة التركية على إن وجودها تاريخي  في المنطقة وأن الكرد ليس لهم أي تاريخ هناك .

وتابع جعفر:

“حالياً الدولة التركية تنتهج اساليب خبيثة بعد سنة من احتلال عفرين ، نتمنى من شعبنا المتواجدين هناك أن يكونوا حذرين من تلك الأساليب وخاصة  هي تعتقل الان أعضاء المجالس والهيئات المتواجدة في عفرين وأغلبهم من المجلس الوطني الكردي تحت حجة ما  وتخفيهم عن الأعين لمدة ما ، بينما يقوم أعضاء تلك المجالس والهيئات في عفرين بالترويج  بأن الدولة التركية اعتقلت فلاناً مثال حسين إيبش كان واحداً منهم ، لكن في الحقيقة ليس هنالك أي شخص من هؤلاء معتقل لدى الدولة التركية فالدولة التركية تخفيهم عن الأعين ليخضعوا لدورة تدريبية في غازي عنتاب ،حتى يعودوا ويمارسوا أشد التصرفات الهمجية بحق شعبهم في عفرين ،الدولة التركية وبالتعاون مع بعض الجماعات من المجلس الوطني الكردي تروج إشاعاتٍ حول مايسمى بانتفاضة العودة.”

وأنهى جعفر حديثه بالقول:

“نؤكد للرأي العام والعالمي إننا في الشهباء متواجدون  بين أهالينا وشعبنا وليس هنالك أي شخص ذهب إلى عفرين فهذه كلها أكاذيب  وافتراءات  والذي ذهب إلى عفرين يوم ما يتمنى العودة للشهباء لأهله وشعبه ، إذاً هذه الإشاعات التي تروجها الدولة التركية محض افتراءات  حتى لو عاد  شخص أو شخصان إلى عفرين الاحتلال التركي ومجموعاته الإرهابية يعتقلونهم بحجة انتمائهم للإدارة الذاتية أو أنهم كانوا مقاتلين ضمن صفوف القوات العسكرية ،او يقومون باعتقاله  ويطلبون فدية مالية مقابل الافراج عنهم ، إذاً نحن ننصح شعبنا بأن يبقىوا في الشهباء فأهالي عفرين لديهم خيارين لا ثالث لهما إما العودة إلى عفرين بكرامة ومرفوعي الرأس وإما الموت هنا في الشهباء.”