أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي، اليوم، بياناً إلى الرأي العام سطلت فيه الضوء على قرار إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ودونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال وشرق سوريا.

وجاء في البيان:

“المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية تشهد سلام وأمن، شعب المنطقة من كُرد وعرب وسريان وكافة المكونات بنوا نظام ديمقراطي يسوده الحرية. منذ البداية شنت مرتزقة جبهة النصرة وما يسمى “الجيش الحر” ومرتزقة داعش والدولة التركية هجمات على هذا المشروع الديمقراطي. النضال الكبير أمام القوى التي كانت ترتكب المجازر في العالم كله، أدى بالقوى الإرهابية إلى الزوال. دمروا كوباني، لكن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة أعادوا الأمن والاستقرار إلى المنطقة.

تركيا تحركت بعدما رأت أن داعش تهزم

الدولة التركية لكي تطمس حقوق الشعب الكردي وشعب المنطقة، قدمت وتقدم الدعم للمرتزقة، لكن عندما رأوا أن المرتزقة لم ينجزوا المهمة المكلفة بهم، هذه المرة تحركت هي بذات نفسها. عندما كان العالم يعلن أن قوات ق س د هم مناضلو الحرية نيابة عن الإنسانية، كانت الدولة التركية تصفهم بالإرهاب لكي تخفي وجهها الحقيقي، إلى جانب أن الدولة التركية كانت تشن هجمات على  نظام الديمقراطية في شمال سوريا، كانت تظهر القوى الديمقراطية على أنها خطرٌ عليها. اقتراب هزيمة داعش كان بشرى للعالم، لكن لدى تركيا كان العكس، تركيا لا تتحمل هذه الهزيمة، وأصدرت بياناً بأنها ستشن هجوماً على شعب شمال سوريا.

تركيا تستمد الجرأة من مواقف الولايات المتحدة

كلما اقتربت نهاية داعش، تصعّد الدولة التركية من هجماتها على شمال سوريا. في الأيام التي تقترب داعش من نهايتها، تركيا تهدد بشن هجمات على شمال وشرق سوريا. من الملفت أن هذا البيان جاء بعد تصريحات الولايات المتحدة التي تقول أنها “ستحمي تركيا من أي هجمات”، وعلى وجهة الخصوص عندما قدم مسؤولون أمريكيون من تركيا إلى شمال سوريا، إصدار هكذا بيان يشير إلى أن الولايات المتحدة لم تظهر أي ردة فعل أمام الهجمات التركية. يظهر أن تركيا تستمد الجرأة من مواقف الولايات المتحدة.

صمت التحالف يخالف الأخلاقيات السياسية ووجدان الإنسانية

في تاريخ الإنسانية دائماً سار النضال بشكل عظيم ضد أعداء الإنسانية. ضد فاشية هتلر وموسليني، كان هناك جبهة ديمقراطية تضم الاتحاد السوفيتي. ظهرت جبهة ضد داعش شبيهة بذلك. في الوقت الذي يستمر فيه النضال ضد داعش، تهدد تركيا بشن هجمات على شعب شمال وشرق سوريا الذي ضحى بالغالي والنفيس، بالأساس إن صمت قوى التحالف أمام الهجمات التي لا تطابق الأخلاقيات السياسية ووجدان الإنسانية. تركيا تدعم داعش منذ فترة طويلة، وشنها لهجوم على القوى التي تحارب داعش يقع ضمن إطار تحقيق مصالحها. بلا شك فإن هذه الذهنية السياسية التي تزيل القيم الإنسانية والأخلاقية من الساحة، تسعى لحجب مرحلة تاريخية. الآن يضعون أهالي شمال وشرق سوريا وكافة شعب الشرق الأوسط والعالم في خطر بهذه القرارات السياسية البعيدة عن الأخلاق.

بعد تصريحات الدولة التركية التي تعادي الديمقراطية والكُرد، التي تقول بأنها ستشن هجوماً على شمال سوريا، وبيع أمريكا لصواريخ بملبغ 3،5 مليار دولار لتركيا، وفي نفس اليوم إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها من شمال وسوريا، يشير إلى أن هناك مؤامرة ضد شعب شمال وشرق وسوريا. كل هذا يزيد من الشك بالألاعيب القذرة. كل العالم يرى أن الانسحاب الأمريكي يعني أن أمريكا تقول لتركيا تعالوا واحتلوا نحن ننسحب.

لن نعلق على انسحاب الولايات المتحدة

كل دولة أو قوى سياسية تتخذ قرارات بصدد نفسها، وتكون مناقضة للقيم الإنسانية والأخلاقية، نفهم من ذلك وضع. بلا شك أن قرار الولايات المتحدة، يجب أن يقيم من كافة الجهات، فهل هذا لمصلحة شعب الولايات المتحدة، يجب معرفة ذلك. من حق مسؤولي الولايات المتحدة أن يتخذوا هكذا قرار، لكن الأمر المرفوض هو أن يصبح هذا القرار جزءً من المخططات ضد الشعب المظلوم. نحن كالمؤسسات الديمقراطية وشعب شمال وشرق سوريا، لن نعلق على قرار انسحاب الولايات المتحدة؛ فهذه القرار قرارهم. بالأساس نحن أصحاب مشروع سياسي وسوريا ديمقراطية حرة خالية من التواجد الخارجي. نحن على دراية بأن كافة الدول وعلى رأسها تركيا، يجب أن تخرج من سوريا. الآن العائق الأكبر أمام الديمقراطية ووحدة سوريا هي الدولة التركية، تركيا لا تلعب دوراً مصيري أو إيجابي، على العكس فهي حرقت سوريا ودمرتها وتلعب دوراً في فرض عدم الاستقرار والأزمة السياسية، الدولة التركية هي المسؤولة عن هذه الأمور. الدولة التركية ليست محتلة فقط، بل تغير التركيبة السكانية في عفرين وترتكب جرائم حرب كبيرة.

يجب على دول الأمم المتحدة أن تجتمع بشكل عاجل

الولايات المتحدة تسطيع الخروج من سوريا، بالأصل كان هناك قرار بالانسحاب. طريق شعب شمال سوريا الذي ضحى بالغالي والنفيس أمام داعش، هو المقاومة أمام الدولة التركية المحتلة. بالرغم من أنه ليس هناك أي هجوم على تركيا، إلا أن تركيا تشن هجمات على شمال وشرق سوريا، وهذا يعتبر جريمة حرب وفق قرارات الحقوق الدولية. سوريا الآن هي عضوة في الأمم المتحدة. لو كان هناك عدم استقرار على الحدود السورية فهذا الأمر يحص شعب سوريا. في سوريا النضال السياسي والداخلي لا يخص تركيا. كيف سيكون مصير شعب شمال وشرق سوريا، أمر يخص سوريا والشعب السوري. الدولة التركية تريد التدخل في شمال سوريا لكي تسيير سياساتها في الدخل السوري حسب أهوائها. هجوم الدولة التركية على دولة عضوة في الأمم المتحدة يعتبر انتهاك للحقوق الدولية. لذلك يجب أن تعقد دول الأمم المتحدة اجتماعاً عاجلاً وأن يتخذوا قراراً يحد من الهجمات التركية. يجب أن يركزوا على المشاكل الداخلية في سوريا من النواحي الاجتماعية، وأن تتم المحاولة بأن تحل المشاكل عبر المجتمع السوري. أمام الهجمات التي قد تشن على شمال سوريا يجب أن تتخذ إجراءات جزائية. نحن نناشد كافة الشعوب والقوى الديمقراطية أن يوضحوا موقفهم ونطالب من الأمم المتحدة أن يتخذوا قراراً.

يجب على الكل أن يعلم أن تركيا لأنها تقف ضد دمقرطة الشرق الأوسط وحرية الكُرد وتحاول فرض نظام فاشي مبني على الإبادة، تشن هجمات على شمال سوريا، أمام ذلك يجب أن نصعّد المقاومة ونشكل عوائق كبيرة للفاشية والسلطة التي تحاول الدولة التركية فرضها، يجب نسف هذه الفاشية عبر النضال.

حتى لو كانت التضحيات كبيرة، المقاومة ستنتصر

هذه الهجمة مبنية على عداوة الديمقراطية والشعب الكردي وتدمير النظام الديمقراطي في شمال سوريا. يجب على العرب والكرد والسريان الذين ضحوا بالآلاف من أولادهم، أن يثقوا بقوتهم وأن يتكاتفوا مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، يجب أن يُبدوا مقاومة تاريخية ضد الاحتلال، على شعب شمال سوريا أن يرى أن هذا الهجوم يستهدفهم بالدرجة الأولى، وضد هذا الهجوم يجب أن يصعدوا النضال ويؤكدوا أن الأمة الديمقراطية لا تهزم. يجب على شعبنا وكافة شعب الشرق الأوسط أن يعلم أن إرادته أقوى من الترسانة العسكرية والأسلحة، لذلك يجب أن يؤمنوا بقوتهم على أساس الحماية الذاتية بلا تردد. وحتى لو كانت التضحيات كبيرة، فبوجود المقاومة سنضمن الحياة الحرة والكريمة. بناءً على ذلك نناشد كافة شعب شمال سوريا أن يقاوم ضد الاحتلال، وأن يحموا شمال سوريا والديمقراطية والحرية فيها”.