Tev-Dem

حركة المجتمع الديمقراطي وانبعاث الإرادة الحرة

532

سنوات طويلة ناضل فيها شعبنا في روج آفا وهو يتطلع إلى بناء مجتمع حُر، ديمقراطي، متساوٍ في كلِّ الحقوق والواجبات، إذ يلعب التنظيم المجتمعي في روج آفا دوراً كبيراً في بناء الثورة الديمقراطية وكذلك في تحديد سبل بناء الإرادة الحُرة، المجتمع الحُر هو المجتمع الذي يتمتع بإقرار قراراته ذاتياً، وهو الذي تنطلق فيه المرأة الحُرة بمطلق إرادتها وهويتها، المعتقدات والقناعات الحرة، القومية الحُرة، العلاقات الحُرة التي لا تتأثر بالمحيط فتضعف وإنما تمضي دوماً في اتجاه التطور وإيجاد طرائق لخدمة المجتمع والشعب.

ساهمت حركة المجتمع الديمقراطي TEV- DEM في القيام بدور هام ضمن ما ذكر وضمن إطار بناء المجتمع الحُر وكذلك القرار الحُر، فكان لجهود الحركة دورٌ واضحٌ في تنظيم المجتمع وفق الضرورات والمتغيرات على ألا يكون القادمُ دائماً شيئاً غير متوقعٍ. لذا فإنَّ ما قامت به حركة المجتمع الديمقراطي منذ تأسيسها في عام ٢٠١١م مع ظهور ثورة الشعوب أو ربيعها كانت خطوة مهيأة دوماً لأي تطور لافت، حيث وجود التنظيم، والجماهير المؤمنة بقرارها، والمتطلعة إلى الحرية كان دفعاً هاماً لتحديد نوع الإدارة اللاحقة وهذا ما نجحت به حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM.

كانت حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM بمثابة العمود الفقري للسنوات التي سبقت ثورة الشعوب وكذلك سنوات الثورة في وضع شكل ونمط الإدارة التي تمكنت من:

– أن تكون استجابة لحاجة شعبنا وكل المكونات الحالية واللاحقة بمشروع نوعي ونظام جديد مغاير للتقليدي (الإدارة الذاتية الديمقراطية).

– بناء نظام يساهم دوماً في حماية الشكل والنمط المذكور والدفاع عن المكتسبات بروح عالية من المسؤولية (آليات الدفاع الذاتي).

– البحث دائماً عن حلول تحقق التماسك والعمل المجتمعي بهوية ووجود ورؤية واحدة (أخوة الشعوب).

– الانطلاق لتعميم التجربة الديمقراطية لما فيها من خلاص لكل المظلومين والرد على حالات الإنكار ليس بالانتقام وإنما بوضع أسباب التحرر مجتمعياً وبناء إرادة مستقلة وإيجاد أسباب مقنعة هي ذاتها حقائق ووقائع أصيلة للعيش المشترك دون خلاف أو صراع، منطلقين من مبادئ الحرية في كل شيء مع الحفاظ على الهدف الواحد وهو بناء المجتمع الحُر (الأمة الديمقراطية).

الآن وبعد سنوات من إيجاد سبل البقاء التي تحدثنا عنها وأمام ضرورات التحول تماماً كما حال المرحلة الفاصلة ما بين قبل وبعد عام ٢٠١١م وللبدء بمشروع جديد يكون مغايراً للمشروع القديم الذي كان يبحث عن آليات إثبات وجود وبناء نظام يلبي الطموحات؛ نحتاج إلى التغيير؛ فالأرضية التي عملت عليها TEV-DEM قبل سنوات باتت الآن واقعاً (ثابتة وموجودة) وما نحتاجه الآن هو تحديد رؤية جديدة تكون عملية تنطلق من المرحلة الأولى كأساس وتهيئ لمرحلة أخرى وفق ما نشهده من متغيرات متسارعة. لذا؛ وبعد بناء هذه المؤسسات والهيئات والإدارات؛ فإن حركة المجتمع الديمقراطي تتطلع إلى مرحلة تحول ذاتية أخرى هدفها في ذلك الإعداد لما بعد عام ٢٠١٨م كما تم بعد عام ٢٠١١م ( مسار التحول في الوضع المحلي والإقليمي).

آلدار خليل