Tev-Dem

مصطفى بكوز: الكرد هم الذين سوف يحددون التوازنات في سوريا

418

قال السياسي والمختص بشؤون الشرق الأوسط مصطفى بكوز أن تركيا سوف تضطر للخروج من إدلب وعفرين، وقال بكوز أن “الحرب في سوريا سوف تنتهي في إدلب ومعها ستبدأ مرحلة الحل السياسي”.

تحدث السياسي والمختص بشؤون الشرق الأوسط مصطفى بكوز لوكالة أنباء هاوار حول مجمل المستجدات في مناطق شمال سوريا، وقال بكوز إن سياسة تركيا في شمال سوريا فشلت في تحقيق آمالها العثمانية، ولكنها تواصل تمرير سياساتها الخاطئة.

بكوز تطرق إلى توتر العلاقات بين أمريكا وتركيا على خلفية قضية القس الأمريكي باستور برونسون، ونوه إلى برونسون مهم بالنسبة لتركيا، فهو من الإنجيليين ويعمل في التبشير في تركيا منذ 20 عاماً إضافة إلى أعمال استخباراتية. ونوه أيضاً إلى أن برونسون يلعب دوراً مهماً في الحركة الإنجيلية في الشرق الأوسط، لذلك فهو لا يعتبر شخصاً عادياً بالنسبة للسياسة الخارجية الأمركية. وقال بكوز إن وكالة المخابرات الأمريكية تنفذ العديد من نشاطاتها الاستخباراتية عبر الإنجيليين، فهذه الحركة ليست مجرد حركة دينية، بل إن لها دور في تعيين وتخطيط السياسية الأمريكية الخارجية، كما أن برونسون مهم بالنسبة للمخابرات الأمريكية. وقال بكوز أيضاً أن تركيا تسعى إلى عرقلة الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، ولكن في حال زوال الإدارة الحالية في روج آفا فإن ذلك سوف يقوض الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وعليه فإن أمريكا لن تسمح لأنقرة بإحداث أي تدخل سياسي أو عسكري تركي في روج آفا.

كما نوه مصطفى بكوز إلى أن إطلاق سراح القس الأمريكي لن يؤثر إيجابياً على العلاقات التركية الأمريكية، لأن أمريكا تريد الحصول على ضمانات، إلا أن إدارة أردوغان لا تريد معاداة كل من إيران وروسيا والصين، وأظهرت مواقف معادية لأمريكا.

وقال بكوز أن تركيا لم يبقى لها ما تفعله في سوريا “سوف يتم قريباً مطالبة تركيا بالخروج من الباب وعفرين، المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين قال ’لقد نفذ صبر روسيا، يجب البدء بمحاربة جبهة النصرة وإخراجهم من إدلب وإلا فإن روسيا وقوات الأسد سوف تبدأ بالهجوم‘ وعلى ما يبدو فإن أنقرة لم تصغي إلى هذه النداءات وإن إدلب سوف تشهد حرباً كبيرة في الأيام القادمة.”

الحرب في إدلب

وأشار بكوز إلى أن إدلب سوف تشهد حرباً واسعة “بالنظر إلى المعطيات الحالية، فإن معركة إدلب بدأت فعلياً، فمع نهاية شهر آب سوف تبدأ القوات الروسية-السورية  والإيرانية أيضاً معركة إدلب، هناك عشرات الآلاف من الجهاديين في إدلب، سيتم دعوتهم أولاً إلى الاستسلام، وإذا لم يستسلموا فسيتم ترحيلهم إلى الباب عبر عفرين أو ربما سيتم توجيههم إلى تركيا، وفي حال عدم حدوث أي من الاحتمالين فإن إدلب ستشهد حرباً كبيرة، الوضع الحالي في إدلب لن يستمر على ما هو عليه.”

وحول الأوضاع في عفرين وإدلب وجرابلس قال بكوز “معركة إدلب سوف تؤثر على التوازنات الموجودة في عفرين والباب، فالهدف هنا هو نقل الجهاديين من هناك إلى الباب عبر عفرين، وروسيا لا تعارض هذا الأمر. يسعون إلى الهجوم على قوات سوريا الديمقراطية عبر منطقة الباب، وإذا فعلوا ذلك فإن هذا يعني الهجوم على التواجد الأمريكي والفرنسي في المنطقة وإحداث فوضى في المنطقة، روسيا تقول للمجموعات الجهادية ’خذوا منبج واستقروا هناك بشكل دائم‘ الهدف من زيارة وزير الخارجية الروسي إلى تركيا تخص موضوع العملية العسكرية في إدلب، وتم الطلب من تركيا بتسليم عفرين إلى قوات النظام وسحب قواتها من عفرين.

وفي حال حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدماً ملحوظاً في تلك المنطقة، عندها سيكون للقوى الكردية والمعارضة الديمقراطية دور كبير في حال جلست القوى الدولية على طاولة الحل.”

دور الكرد في التوازنات السورية

مصطفى باكوز أشار إلى أن كلٌّ من روسيا وأمريكا ستبقيان في سوريا، ولن تخرجا من سوريا حتى بعد القضاء على داعش، وأضاف “الاحتمال الأكبر هو أن الدستور الجديد الذي تعده كل من أمريكا وروسيا سوف يتضمن إقامة منطقتين فدراليتين، خلال لقاء بوتين وترامب تم وضع الحدود العامة لهذه المناطق، أمريكا سوف تحمي قواعدها العسكرية في روج آفا، بمعنى أن الكرد هم الذين سوف يحددون التوازنات في سوريا، ومع ذلك فإن الأوضاع في الشرق الأوسط مفتوحة أمام الاحتمالات والمفاجئات، ولا يوجد شيء مطلق.”